«الرِّفاق» قصيدة للشاعر علي النهام

الشاعر علي النهام
الشاعر علي النهام

 تَخَلَّوا عن الحُلمِ

بعدَ انتباذِ المرايا

وجاءوا على قدمينِ

يسيرونَ في اللا طريقِ

يمرّونَ في اللا مكانِ

وشقوا بطونَ الأماني

لينتزعوا الحُلمَ

من رحمٍ لا تَلِدْ

 

أراهمْ هناكَ

بقارعةِ اليومِ

قد وقفوا يحسبونَ انكساراتِهم

يمضغونَ خساراتِهم

وقد نذروا كلَّ أوقاتِهم للضياعِ

وصبّوا على اللحظةِ المشتهاةِ الدموعَ

أراهم وهم يحفرونَ قبورَ الغدِ المستبدْ

 

أراهم وأستذكرُ الأمسَ والأغنياتِ

وأحلامَنا والصخبْ

وأستذكرُ القهقهاتِ الصبايا

وكم قد لعبنا وأرواحُنا ما اعتراها التّعبْ

وكم قد جرينا وراءَ الفراشاتِ

بينَ الحقولِ وخلفَ القصبْ

كأنّ الصباحَ يحجُّ إلينا

ومن ضحكاتِ الرفاقِ وُلِدْ

 

أراهم وأستذكرُ الأمنياتِ

فـ «أحمدُ» كان التمنّي طبيبًا

لكي يستعيدَ أباهِ ويحميهِ

من عادياتِ المرضْ

وقلتُ لنفسي وماذا أُريدُ غدًا..؟

أظنُّ معلمَ جيلٍ يفي بالغرضْ

وكانَ «هلالُ» يغنّي هناكَ

ويحلمُ بالهندسةْ

و»بدرُ» يقولُ سأحملُكم ذاتَ يومٍ

على متنِ طائرةٍ في السماءِ

نمرُّ على نجمةٍ في المساءِ

ونأوي إلى سدرةِ الأصدقاءِ

فمَنْ للعروجِ الكبيرِ هنا مُسْتَعِدْ؟

 

ومرَّ الزمانُ سريعًا

وصادرَ أحلامَنا

فصرنا نعيشُ بلا أمنياتٍ

ونزرعُ في تربةِ المستحيلِ خُطانا

ومازال فرعونُ يسعى لغزوِ السماءِ

وهامانُ يحصدُ دمعَ الأراملِ والفقراءِ

وموسى بعيدًا عن البحرِ يخفي عصاهُ

وفي جيبهِ الكفُّ محبوسةٌ بالسنا تحتشِدْ