إلغاء طلاق الطبيبة .. لأن الشهود امرأتان

الطبيبة الصومالية
الطبيبة الصومالية

التقى بها في المستشفى، فجن بعشقها منذ أن دخلت عليه لقياس نبضه وحرارته.. أحس وهي تمسك بيديه بخدر لذيذ يسري في عروقه.. ويزلزل قلبه، وعيناه تسمرتا على القوام الذي يشبه تمثالا من الابنوس.

وجهها حلو التقاطيع تضفي عليه من خفة روحها سمرة خفيفة كضلال الأهداب على الجفون الكحيلة.. وجاء صوتها الدافئ الحنون، وقد ابتسمت ابتسامة كشفت عن أسنان بيضاء كاللؤلؤ.. وعطرها أدار رأسه.

أحب مرضه الذي ساقها في طريقه، وتمنى لو يظل مريضا إلى آخر عمره حتى لايحرم منها، وتكرر مرورها عليه، ونشأت مع الايام مودة وصداقة، وكان يحكي لها كل صغيرة وكبيرة في حياته منذ طفولته، ومنذ أن داهمه المرض، حيث انه سليل عائلة ثرية، حصل على بكالوريوس الهندسة، ورفض والده أن يعمل، وقرر أن يرسل به إلى الخارج لاتمام دراسته والحصول على الماجستير، والدكتوراة فقد يعده لمستقبل كبير.

سقطت الطبيبة الصومالية في قلبه الذي لم يعرف الحب من قبل، فمنذ أن وقعت عيناه على محياها الجميل لم يعد من شيئ يشغل تفكيره سواها.

لكن كان هناك شيئ واحد يعذبه ويخفيه وربما يصدمه.. خشي أن يسألها. هل لها تجربة حب.. هل هي متزوجة.. لكنها طمأنته، وقالت له أنها هي الاخرى استراحت إليه من اول لقاء، وأنها بغريزة حواء كانت تحس بمشاعره نحوها.

خرج من المستشفى، وتزوجا.. واقاما في شقة فاخرة، وعاشا يرتشفان من كئوس الحب حياة سعيدة، أنجبا خلالها طفلين، لكن كان هناك شيئ واحد يعكر صفو حياتهما معا وهو غيرة الزوج العمياء بلا سبب، غير جنون حب لها.

كان يغار من أن تتكلم مع أي رجل أو حتى مع احد من زملاءه الاطباء، وكان يعتدي عليها بالسب والضرب بعد مشادة كلامية تنشب بينهما.

تحملته كثيرا لانها كانت تعلم بأن مايفعله نابع من حبه لها، لكنها فاض بها الكيل، وطلبت منه الطلاق فرفض.

فما كان منها إلا أن تقدمت إلى المحكمة تطلب الحكم لها بالطلاق منه حيث دأب على التعدي عليها، ولم تكن تملك من دليل على دعواها غير شهدوها من الخدم.

حيث شهدت الخادمتان، كانت قد احضرتهما معا من بلدها لخدمتها.

حكمت محكمة اول درجة بطلاقها من زوجها بسبب اعتداءه عليها.

لكن استأنف الزوج حكم اول درجة، وقضت محكمة الاستئناف بالغاء طلاق الزوجة.

وقالت في أسباب حكمها.. أن محكمة اول درجة أخطأت عندما استمعت إلى شهادة خادمتيها كل منهما على حده، وذلك مخالف للنص الشرعي، حيث أن المقرر في الفقه الحنفي أن تستمع المحكمة إلى شاهدتين في جلسة واحدة، حتى إذا نسيت أحدهما فكرتها الاخرى، لكن المحكمة خالفت هذا النص، واستمعت إلى كل منهما في جلستين منفصلتين، ويصبح حكمها مخالف لنصاب الشهادة واحكامها، وسيتعين الحكم بالغاء الطلاق.