هزيمة المرض انتهاء معاناة «فيروس سى».. والتأمين الشامل فى كل المحافظات بحلول 2030

17 مبادرة رئاسية لجميع الأعمار
17 مبادرة رئاسية لجميع الأعمار

17 مبادرة رئاسية لجميع الأعمار و100 مليون مواطن استفادوا من المبادرات

لم تغفل الدولة طوال السنوات الماضية، إعادة بناء القطاع الصحى، لإنقاذ صحة المصريين بعد عقود من انتشار المرض الذى أثر على كافة مناحى الحياة وأولها الخاص تهديد حياة المصريين أنفسهم، فما بين مبادرات للصحة العامة وتأمين صحى شامل ومشروعات تطوير وبناء فى قطاع الصحة ومواجهة ناجحة لوباء كورونا، حققت الدولة أرقامًا أشاد بها العالم فى الحد من انتشار المرض وخفضه فى مصر، بل إن مصر خاضت تجارب فى حروب أمراض، اعتبرها العالم نموذجًا يحتذى به وطالبت دول نقل تجربة مصر عندها لإنهاء معاناة شعوبها.

قبل شهر أعلنت منظمة الصحة العالمية حصول مصر “الإشهاد الذهبى” بخلوها من فيروس سى وذلك بعد إجرائها أكبر مسح طبى فى تاريخ العالم لفحص المواطنين من فيروس سى وعلاجهم من خلال مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى للقضاء على فيروس سى وفحص الأمراض غير السارية.
ووصف د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، حصول مصر على المستوى الذهبى من الإشهاد الدولى فى القضاء على فيروس سى بأنه حدث تاريخى ينقش فى تاريخ مصر، كالنقوش الهيروغليفية حيث إن مصر كانت من أعلى معدلات إصابة بالمرض وها هى مصر تصل إلى أقل معدلات فى الإصابة عالميًا ويسعى من حولنا البعض لاستنساخ تلك التجربة غير المسبوقة. 


وأكد د.  تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تقدم مصر غير المسبوق نحو القضاء على التهاب الكبد C، لتصبح أول بلد فى العالم يبلغ «المستوى الذهبى» على مسار القضاء على التهاب الكبد C وفقًا لمعايير منظمة الصحة العالمية.


وأوضح د. خالد عبدالغفار، أن الشعب المصرى عانى لعقودٍ طويلة من فيروس التهاب الكبد (سى) والذى أصبح من المشاكل الصحية المتوطنة فى مصر، فطبقًا للمسح الصحى الذى أُجرى عام 2008، تبين أن ١٠٪ من المصريين فى الفئة العمرية من ١٥-٥٩ سنة لديهم إصابة مؤكدة بالفيروس، الأمر الذى يعنى أنه كان لدينا فى ذلك الوقت فى تلك الفئة العمرية فقط 5 ملايين مصاب بإصابات مؤكدة تحتاج للاكتشاف والعلاج، وقد جعلتنا تلك المعدلات أعلى بلاد العالم فى معدل انتشار المرض.
وقال د. محمد حسانى، مساعد وزير الصحة لمبادرات الصحة العامة، إن مصر أول دولة تحصل على الإشهاد الذهبى من منظمة الصحة العالمية بخلوها من فيروس سى، حيث تم تشخيص أكثر من 63 مليون مواطن بنسبة 87٪ وعلاج 4.5 مليون مصاب منذ عام 2015 بنسبة 93٪ وهى أكبر من النسب المطلوبة.


وخلال السنوات الماضية عملت مصر على توفير تأمين صحى شامل لكل المواطنين، باشتراكات بسيطة، مع إعفاء غير المقتدرين على ذلك ليحصل المواطن على الخدمات الطبية فى أى مكان يختاره كجهة علاج دون أن يتحمل تكلفة.


وقال د. أحمد السبكى، رئيس هيئة الرعاية الصحية والمشرف على مشروع التأمين الصحى الشامل، إن مشروع التأمين الصحى الشامل استطاع أن يقدم أكثر من 22 مليون خدمة طبية من خلال منشآت هيئة الرعاية الصحية بـ 4محافظات (بورسعيد والأقصر والإسماعيلية وجنوب سيناء)، و10.5 مليون خدمة طب أسرة بهذه المحافظات، وإجراء 350 ألف عملية تختلف حدتها ما بين عمليات كبرى ومتقدمة وذات مهارة بمحافظات منظومة التأمين الشامل والمنتفع لم يتحمل أكثر من 400 جنيه نسبة مساهمة فى العملية، بالإضافة إلى أكثر من 9 ملايين خدمة طبية تشخيصية قدمتها مستشفيات الهيئة، وبلغت التكلفة الإجمالية لتطبيق المشروع فى الـ4 محافظات 30.6 مليار جنيه.


أما الهيئة الثانية هى هيئة الاعتماد والرقابة الصحية التى تتولى تسجيل واعتماد المنشآت الصحية، حيث أكد الدكتور أحمد طه، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن الهيئة قامت بتسجيل واعتماد221 منشأة صحية، ولديها 22 ألفًا و952 من أعضاء المهن الطبية مسجل فى الهيئة منذ إنشاء الهيئة وإطلاق منظومة التأمين الصحى الشامل.


وتفصيليًا قال إن المنشآت المسجلة وصلت إلى 113 منشأة، منها 26 مستشفى و64 مركز رعاية أولية ومعملين و11 مركزا طبيا و10 مراكز أشعة أما المنشآت المعتمدة بلغت  108 منشآت  منها 20 مستشفى و58 مركز رعاية أولية و21 معملًا و7 صيدليات ومركزين طبيين حتى نهاية مايو 2023.
أما الهيئة الثالثة هى هيئة التأمين الصحى الشامل المسئولة عن توفير التمويل للمنظومة الجديدة، حيث قال الدكتور محمد معيط، رئيس هيئة التأمين الصحى الشامل ووزير المالية، إن عدد مقدمى الخدمة الطبية بلغ 171 مقدماً للخدمة الطبية، وصلت عدد المطالبات باستحقاقات ما تم من اجراءات للمرضى 11.3 مليون مطالبة بلغت تكلفتها 3.96 مليار جنيه.
وقبل سنوات كانت معاناة المصريين متمثلة فى المرض، حياتهم تفقد دون وجود سبيل للعلاج بشكل جيد إلا أن أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى توجيهات فورية بإطلاق مبادرات الصحة العامة لإنقاذ المصريين.
 ومنذ ذلك الحين إلى الآن وصل عدد المبادرة إلى 17 مبادرة رئاسية لإنقاذ الوضع الصحى فى مصر بتكلفة بلغت 99.5 مليار جنيه، كان على رأسها  100 مليون صحة التى استفاد منها كل الشعب المصرى فى كل الفئات العمرية.
وكانت على رأس هذه المبادرات التى غيرت التاريخ الصحى فى مصر المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سى والكشف عن الأمراض غير السارية التى فحصت 63 مليون مواطن و13.3 مليون طالب تم فحصهم من طلاب المدارس بإجمالى تكلفة 3.8 مليار جنيه.
وللمبادرة جزء آخر غير فيروس سى وهو الكشف عن الأمراض السارية من سكر وضغط وسمنة وتمكنت من اكتشاف إصابة 2.6 مليون شخص بالسكر و10 ملايين بالضغط، وتقديم العلاج مجانًا لهم بالإضافة إلى اكتشاف إصابة 20 مليون مريض بالسمنة، وتم فحص 68 ألفاً من غير المصريين فى هذه المبادرة وتقديم العلاج للمصابين مجانًا.


كما تم فحص 2 مليون سيدة حامل ضمن مبادرة العناية بصحة الأم والجنين منذ مارس 2020، هى مبادرة للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس “بى” وفيروس نقص المناعة البشرى ومرض الزهرى للسيدات الحوامل ومتابعة حالة الأم والمولود لمدة 42 يومًا من الولادة وتقديم العلاج، وتم اكتشاف 188 حالة مصابة بالزهرى و2888 بفيروس بى و205 بفيروس نقص المناعة.
 وتم إطلاق مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثى الولادة فى يوليو2021، حيث فحصت حوالى 288 ألف طفل بعد الكشف عن 19 مرضًا وراثيًا للأطفال وهى الأمراض الأكثر انتشارًا بين حديثى الولادة، وأطلقت بعد ذلك مبادرة الرئيس لعلاج مرضى ضمور العضلات بتوفير حقنة لكل طفل مريض بمرض ضمور العضلات الشوكى قيمتها أكثر من 40 مليون جنيه، وبدأت المراكز الطبية فى علاج الأطفال حاليًا، حيث تم فحص 17.6 ألف طفل بالعيادات المخصصة لذلك واكتشاف إصابة 934 طفلًا مصابًا بالضمور العضلى.