فى المليان

إلـى أيـن تـتجه الـرؤية الأمريكية للقضية الفلسطينية

حاتم زكريا
حاتم زكريا

رغم إنشغال الرئيس عبد الفتاح السيسى الشديد فى الفترة الأخيرة بكثير من الموضوعات المهمة، يأتى فى مقدمتها تصاعد الأوضاع والحرب على قطاع غزة، ومواجهة المخططات لتهجير الفلسطينيين من القطاع والضفة، والإعتداءات الوحشية التى راح ضحيتها الالاف من الفلسطينيين الأبرياء أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء وكبار السن، والحملة الإنتخابية له شخصياً فى الإنتخابات الرئاسية التى انتهت فى شقها الأول بادلاء المصريين فى الخارج بأصواتهم فيها، وتستكمل من 10 الى 12 ديسمبر فى الداخل، فإن الرئيس وسط هذه المشاغل أصر على المشاركة فى الاحتفال باليوم الوطنى لدولة الإمارات، والمشاركة فى نفس الوقت فى أعمال الدورة 28 لمؤتمر أطراف إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ التى تنظمها الإمارات أيضا بمدينة دبى «COP 28»..

وقد كشفت زيارة الرئيس السيسى الاخيرة لدولة الامارات العربية المتحدة ومشاركته فى فعاليات قمة «COP 28» عن مضى القيادة السياسية المصرية فى ترسيخ هذا الدور والتأكيد على دفع العلاقات المصرية العربية والدولية الى آفاق واسعة مما يخدم القضايا العربية والتنموية العالمية فى وقت تواجه الأمة العربية تحديات جسيمة لعل أبرزها القضية الفلسطينية ومواجهة تحديات المناخ العدو المتربص بمعظم الدول النامية والفقيرة فى أفريقيا وأسيا.. 

وفى قراءة لزيارة الرئيس السيسى لدولة الإمارت وما شهدته من لقاءات مع رؤساء وزعماء الدول على هامش قمة «COP 28» يمكن خلالها التوقف عند دلالات راسخة تحملها تحركات الرئيس السيسى وسط إنشغاله بكثير من القضايا المصيرية، توضح مدى أهمية تواجد الرئيس فى مثل هذه المؤتمرات المهمة فى ظل تواجد عدد كبير من قادة الدول والحكومات والشخصيات الدولية النافذة، وليبرز الرئيس ركنا أساسياً من الثوابت المصرية بإنتمائها العربى ودفاعها المستمر عن القضايا العربية إبتداء بالقضية الفلسطينية فى ظل العدوان الغاشم والوحشى على قطاع غزة ومدن الضفة الغربية دون تفرقة بين المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء وكبار السن وغيرهم دون رحمة فى مشاهد دامية تحرك الحجر .. 

وأيضاً الى ضرورة العمل الجماعى بإعتباره طوق نجاة لمواجهة التحديات لضمان الإستقرار والتنمية للشعوب فى ظل التغيرات المناخية التى تستوجب من الجميع الخروج من هذا المؤتمر بنتائج طموحة وتنفيذ متسارع للتعهدات السابقة، وضرورة العمل الجماعى والعاجل للتعامل مع التغير المناخى بما يعزز القدرة على ضمان التنمية المتوافقة مع البيئة التى تحفظ كوكب الأرض للأجيال القادمة .. 

وإنطلاقاً من إلتزام مصر كدولة محورية ذات ثقل دولي، أكد الرئيس السيسى التزام مصر الدائم والأصيل الذى طالما أعلنته وشددت عليه بدعم القضية الفلسطينية والتصدى لخطر تصفيتها والرفض القاطع لسياسات العقاب الجماعي، وتخفيف معاناة الفلسطينيين ورفض التهجير القسرى لهم من قطاع غزة أو الضفة.

وقد عبر الرئيس السيسى عن الموقف المصرى فى لقاء مهم مع كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكى يوم السبت الماضى بدبي، وأوضح إن مصر ترفض كل ما يخالف الإلتزامات الدولية والقانون الدولى الإنساني، مع التأكيد على موقف مصر الثابت فيما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية من خلال التوصل الى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.. 

وقد أوضحت كامالا هاريس ما نقلته الى الرئيس السيسى لإحدى القنوات الأمريكية، وما صرحت به للصحفيين .. وقالت إنه مع دعم أمريكا للأهداف المشروعة لإسرائيل - على حد قولها - فإن معاناة المدنيين مرتفعة للغاية ..

وقالت إنها تحدثت خلال قمة «COP 28» بدبى مع القادة الرئيسيين فى المنطقة بعمق حول التوقعات التى ستكون لدى الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتخطيط بمرحلة ما بعد الصراع، وأوضحت أن هناك خمسة مبادئ توجه نهجهم حالياً مبدئياً إنه لا تهجير قسرياً للشعب الفلسطينى ولا إعادة لإحتلال غزة ولاحصار ولا تقليص فى الأراضى ولا لاستخدام غزة كمنصة للإرهاب ..

واقترحت ثلاثة مجالات للتركيز لافتة أولاً الى اعادة إعمار البنية التحتية الحيوية فى غزة، ثم تعزيز الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، وأخيراً تنشيط هيكل الحكم فى السلطة الفلسطينية..