انتهت جلسات المحور الفكري "المسرح وجمهوره، اليوم أو في اكتمال الفعل المسرحي" بأيام قرطاج المسرحية، في دورته الـ24 المقامة حاليا برئاسة الفنان د.معز مرابط، حيث أقيمت جلسات المحور الفكري على مدار 3 أيام، وكانت الجلسة الأخيرة بعنوان "المتفرج في المسرح.. مساءلات" على جلستين، وأدارهما محمد القاضي من تونس.
تحدث في جلستي اليوم الأخير من المحور الفكري، عدد من الباحثين منهم عبد الكريم علي جواد من عمان، وناقش من خلال ورقته البحثية، "المسرح في دول الخليج العربية فعل مسرحي منقــوص ومجتمــع رأسمالي مسـلوب، وجاء في الملخص: "الشــك أن المسـرح في الخليــج العربي قد خطى خطوات بارزة، إن لم نقـل قفـزات، فـي ظـل الهيئـة العربيـة للمسـرح التـي شـرعت أبـواب المسـرح الخليجي علـى المسـرح العربـي ووفـرت مــن الدعــم المعنـوي والمادي ما يمكن وصفــه بالعطاء السخي علــى كافــة المســتويات، وكذلــك فعلــت مؤسســات رســمية خليجيــة إذ قدمـت بعـض الدعـم للمسـرح بنسـب متفاوتـة بيـن دولـة وأخـرى، والســؤال المهــم هــل تحــرر المســرح الخليجي مــن شــرنقة إشــكالياته المتأصلــة؟ أم أن تلــك األبــواب المشــرعة ظلــت مواربــة وجلــة تحوم حـول فعـل مسـرحي غيـر مكتمـل وجمهـور يسـتعصي علـى التوصيـف والتصنيــف، وهــل تأصــل الفعــل المســرحي فــي وجــدان المواطــن الخليجــي.
صناع الفرجة
وجاءت مداخلة مشهور مصطفى من لبنان بعنــوان "الفعــل المســرحي بيــن انتظــارات الجمهــور وتوقعات صناع الفرجة.. المتفــرج يعيد إنتاج العــرض المســرحي ويطوره"، حيث قال: "سـوف نقـوم بتحديـد وتعريـف الفعـل المسـرحي أولا ومن ثـم النظـر فـي آليـة عملـه إزاء التكامـل مـن عدمـه، محاولين إرجـاع هـذه الصفـات إلى أسـبابها ومسـبباتها والتـي هـي بنظرنـا عديـدة ومتشـعبة حيـث نجد على رأس القائمة صناع الفرجة من جهة وجمهور المسرح من جهة أخرى ويليها طرائق الإنتاج ودور النقد والبحوث الجادة في المسرح وسياسة الثقافات الرسمية للدول والعلاقة مع السلطة، ولســوف َ نعيــن الآلية الجدلية والتبادلية بين التأثيــر لانتظــارات الجمهـور المسـرحي التـي تترجـم مـن خـلال آليـات وأنـواع التلقـي لديـه وبين توقعات صناع الفرجــة، عنــد إعدادهــم وتركيبهــم وابتكارهــم للعـرض الفنـي، لمـا لـدى الجمهـور مـن انتظـارات، وحيـث سـتؤثر تلـك التصـورات عـن تلـك التوقعـات، فـي الشـكل الإبداعي للعمـل الفنـي وموضوعـه: كأن نتسـاءل لأي جمهـور نتوجـه؟ مـاذا يريـد الجمهـور، مـا هـي الهواجـس ومـاذا ينتظـر منـا الجمهـور؟
واقع العروض المسرحية
كما تناولت الورقة البحثية الخاصة بالباحث الجزائري نواري ين حنيش "واقع العروض المسرحية بين العزوف والإقبال"، قائلا: إذا ما اعتبرنا الفـن المسـرحي مــن أهــم الفنــون الأكثــر تأثيــرا علــى المتلقي والأقـدر علــى استقطاب جمــوع المتفرجين علــى اختــاف مســتوياتهم وأمكنتهــم وتركيباتهــم البشــرية، فإنه لا يمكــن أن نغفـل باقي العوامل الاجتماعية والتقنية التي تندرج ضمن موجبــات العمــل المسرحي لأجـل جلــب المتفرجيــن، إذ نســعى مــن خــلال هــذه الدراسـة إلى الخوض في أهــم مرتكــزات العمـل المسـرحي وعلاقتـه بالجمهـور، انطلاقا مـن البيئـة والعوامـل الاجتماعيـة والاقتصاديـة والسياسـية المحاطـة بالفـرد والمؤثـرة علـى العمليــة الفنيــة إلى العمليــة الإبداعية كنشاط ذهني مع مراعــاة البعــد الفكــري وقضايــا المجتمــع وأســلوب المعالجــة مــن خلال البحــث فــي ثنايــا المجتمــع والغــوص فــي عوالمــه النفســية، انتهــاء بالتقنيــات الفنيــة والجماليــة التــي مــن شــأنها اســتقطاب أكبــر عــدد مــن المشــاهدين الباحثيــن عــن الفرجــة والمتع".
جدير بالذكر، أن الدورة الـ24 من أيام قرطاج المسرحية، انطلقت يوم 2 ديسمبر وتستمر عروضها حتى 10ديسمبر، ويشارك بها أكثر من 60 عرضا من 28 بلدا من مختلف قارات العالم، وتتوزع كما يلي على: المسابقة الرسمية (11 عرضا) والعروض الموازية (24 عرضا) ومسرح العالم (18 عرضا) وتعبيرات مسرحية في المهجر (4 عروض).
ويشمل محور برنامج "مسرح العالم"، عدة عروض منها: بلا عنوان من ايطاليا، أفريكان بارتي منبلا أسبانيا، هذه سلام من فنزويلا، كلاش ديجيتال من سويسرا، مازالت في طنجة وانا ممنوع من السفر من النمسا، بلا دولة من البرازيل، المدينة العالمية من ايطاليا، دراكولا من النرويج، الدب من روسيا، وعروض أخري من مختلف أنحاء العالم.
