بدون تردد

عودة العدوان

محمد بركات
محمد بركات

عادت إسرائيل مرة أخرى لممارسة جرائمها اللا إنسانية البشعة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، واستأنفت عدوانها الإرهابى وقصفها وتدميرها لكل مظاهر الحياة فى القطاع، فى إطار حرب الإبادة الجماعية التى تشنها قوات الاحتلال ضد الأطفال والنساء والشيوخ وكل المدنيين من أبناء الشعب الفلسطينى فى عمومه وأهالى غزة على وجه الخصوص.

وعودة العدوان اللا إنسانى والإرهابى تأتى فى ظل حالة الجنون الخارج عن نطاق السيطرة، التى أصابت كل المسئولين الإسرائيليين ونتنياهو بالذات، فى أعقاب واقعة «السابع من أكتوبر» وما أدت إليه من خلل واضطراب جسيم لديهم جميعاً، ورغبة عارمة فى الانتقام من كل الفلسطينيين ونشر الدمار والخراب فى كل قطاع غزة.

وجرائم إسرائيل الحالية وما تقوم به من قتل وتدمير لكل صور الحياة فى غزة من بشر وحجر وبنية أساسية وغيرها، ليست كسابقاتها من الجرائم التى استمرت القيام بها وارتكابها طوال السنوات الماضية، بل هى الأبشع والأكثر عنفاً وهمجية وإرهاباً على الإطلاق، من حيث الحجم الهائل من الدمار، والكم الهائل وغير المسبوق من القنابل والصواريخ والمتفجرات المُستخدمة فى قصف غزة ليل نهار.

وكل ذلك الدمار والقتل والتخريب يؤكد أنها حرب إبادة شاملة، تسعى من خلالها إسرائيل لإزالة كل صور الحياة الإنسانية من غزة، وإبادة كل البشر بالقتل أو الإجبار على التهجير القسرى.

وإذا كانت إسرائيل وهى تمارس كل هذه الجرائم، وكل تلك المذابح الإرهابية والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، تتوهم أنها بذلك يمكن أن تقضى على المقاومة الفلسطينية وتجبر الشعب الفلسطينى على الرضوخ والاستسلام للاحتلال فهى واهمة وغافلة على إدراك الحقيقة المؤكدة والثابتة، تاريخياً وعلى مر الزمان.

تلك الحقيقة التى تحاول إسرائيل تجاهلها، هى أن الانتصار يكون دائماً وابداً للشعوب المناضلة، والساعية لنيل حقوقها المشروعة،..، وعلى إسرائيل أن تستوعب وتدرك أن الوسيلة الوحيدة لحصولها على الأمن والسلام، هى أن يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة فى التحرر والاستقلال، وقيام دولته المستقلة على الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية فى إطار المبادرة العربية للسلام وحل الدولتين.