آخر صفحة

حامد عزالدين يكتب: مهرجانات الحب المصرية

حامد عزالدين
حامد عزالدين

يتراوح عدد المصريين من العاملين أو المهاجرين خارج مصر ما بين عشرة ملايين «من المسجلين رسميا» ونحو 14 مليونا بينهم عدد من غير المسجلين فى الإحصاءات الرسمية المصرية. والحق أقول إن منح هؤلاء المصريين حق التصويت فى الانتخابات المصرية سواء الرئاسية أو البرلمانية كان قانونا فارقا، ساهم بقوة فى إعادة ربط المصريين بالوطن الأم . ولعل التغطية الرائعة فى وسائل الإعلام المصرية أو العالمية للمشاركة «المبهجة» للمصريين فى الانتخابات الرئاسية على مدى الثلاثة أيام الأولى من شهر ديسمبر الجارى تظهر وسط كثير مما تظهره مدى ارتباط الإنسان المصرى بوطنه بصورة واضحة. وأظن أن نسبة تصويت المصريين فى الخارج فى الانتخابات الرئاسية 2024 قد تحقق رقما قياسيا بناءً على ما شاهدناه.

ولا ننسى الدور الكبير الذى تلعبه تحويلات المصريين فى الخارج من قيمة كبيرة للاقتصاد، ولعل اهتمام الحكومة المصرية فى السنوات الأخيرة بإيجاد حلول حاسمة لبعض المشاكل التى كان يعانى منها المصريون فى الخارج، وحقهم فى الاستفادة مما يمكن أن توفره الدولة للأجيال الحالية والأجيال القادمة فى المستقبل القريب يمكن أن يكون نقطة ارتكاز للمزيد من الفوائد المشتركة لطرفى المعادلة. 

وتتصدر المملكة العربية السعودية دول العالم المستقبلة للمصريين من الجنسين بما يقدر بنحو مليون مواطن مصري، تليها الإمارات العربية المتحدة بنحو 947 ألفاً. ثم تأتى الكويت بنحو 750 ألف مواطن، ثم قطر بنحو 300 ألفاً، ويبلغ عدد المصريين بسلطنة عمان حوالى 62 ألف مواطن، وأخيرا دولة البحرين التى يعيش فيها نحو 23 ألف مواطن. وبعيداً عن دول الخليج العربية يعيش نحو مليون ونصف المليون مصرى فى الأردن ونحو 350 ألفاً فى ليبيا. 

أما عدد المهاجرين المصريين فى الولايات المتحدة الأمريكية فقد تخطى المليون، وفى كندا 600 ألف، وفى أستراليا نحو 340 ألفاً. ويقدر عدد المصريين الذين يعيشون فى الدول الأوروبية بنحو 6.33 مليون. وتحتل إيطاليا المرتبة الأولى بين دول أوروبا التى تضم أكبر عدد من المصريين بنحو 560 ألفاً. ونحو 365 ألفاً فى فرنسا ، و77 ألفاً فى ألمانيا، و62.5 ألف فى بريطانيا، ونحو 30 ألفاً فى اليونان. وينتشر المصريون بأعداد أقل فى دول آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.  

هؤلاء المصريون حولوا انتخابات الرئاسة المصرية إلى احتفالات مهرجانية تابعها العالم كله فى مشهد حضارى جميل يحمل عشرات المعانى التى ظلت غائبة عن الوطن لسنوات طويلة . وهى ظاهرة لا أعتقد أن أى دولة فى العالم كله تنافس مصر فيها، والأسباب كلها تتعلق بالحضارة بكل ما تعنيه من إنسانية ورقى مشاعر وإبداع ولم تكن العشرات من أمثلة الإنسانية ورد الجميل للدول الحاضنة من جانب المصريين ببعيدة فى ظل أزمة كورونا.

لهذا فقد ساءنى إلى درجة القرف جدا تعليق مواطن يفترض فيه أنه مصري على الفيسبوك يرد فيه على مواطن سعودى نصف مصرى من جهة والدته وهو قد نشر علم مصر على صفحته متحدثا عن سعادة والدته كالمئات من مثيلاتها بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية بالسفارة المصرية ، حيث سأله متهكما بكثير من السفالة وقلة الذوق وانعدام التربية : وهل رقصت الست الوالدة أمام اللجان كغيرها ؟ .. تأكيدا مثل هذا الإنسان منعدم الوطنية أشك أن يكون مصريا فهذه الأخلاق لا يمكن أن يتصف بها سوى بعض المجنسين لأسباب أو لأخرى ، من الذين جعلوا الإساءة لمصر ولكل ما هو مصرى هو أكثر ما يعبرون به عن ذواتهم المريضة فى إطار كتائب الذباب الإلكترونى المدفوعة الأجر من جانب الواهمين الموهومين مرضى القلوب والعقول الذين يعتبرون أى خير لمصر والمصريين بمثابة طعنة فى صدورهم لا شفاهم الله من أحقادهم.

آخر كلمة : 
وصفت الهدنة التى استمرت لأيام بجهود مصرية قطرية أمركية بـ«الإنسانية» على رغم أن ما يفعله الكيان الصهيونى منذ ما بعد السابع من أكتوبر 2023 من إبادة جماعية لأطفال ونساء وشيوخ غزة - المغلوبة على أمرها - ابتعد أميالا عن كل معنى للإنسانية والرحمة . ولا تزال آلة القتل الصهيونية دائرة بأقصى طاقتها ، لكن الجديد هو أن الكيان الصهيونى بدأ يعرف يقينا أن عالم ما بعد السابع من أكتوبر أصبح مختلفا تماما عما قبله بعد ما زالت غشاوة الإعلام الصهيونى عن عيون العالم فى جميع الأنحاء، حتى أن الشباب الصغير فى أمريكا وأوروبا وآسيا صار يقارن ببساطة بين الصهيونية وبين النازية . ولا يزال الرهان قائما على قرب زوال الكيان الغاصب بأيدى الذين أنشأوه.