فى الصميم

مصر.. والقوة الرشيدة

جلال عارف
جلال عارف

كما جاء معرض «ايديكس ٢٣» الدولى للصناعات العسكرية الذى افتتحه الرئيس السيسى بالأمس فرصة لبيان بعض أوجه تطور الصناعة المصرية للسلاح.. فقد كان أيضا فرصة للتأكيد على ما تؤمن به مصر وقواتها المسلحة من أن القوة الرشيدة هى القادرة على حماية أمن مصر وفرض السلام على الجميع.


عرضت مصر انتاجها الحديث من «الفرقاطات» البحرية «جبار» التى تم صنعها بأيدى المصريين كاملة، كما عرضت قاذف الصواريخ المصرى «رعد ٢٠٠» إلى جانب العديد من الأسلحة المتطورة التى أنتجتها المصانع المصرية العسكرية والتى تضاهى أو تتفوق على مثيلاتها فى العالم.
وعرضت مصر موقفها القائم على ضرورة امتلاك القوة لدحر أى عدوان على أرضنا. وقال وزير الدفاع الفريق أول محمد زكى - تعليقا على الأحداث فى فلسطين- إن أرض فلسطين تواجه تصعيدا عسكريا غير محسوب لفرض واقع على الأرض هدفه تصفية القضية. وفى مقابل هذا التصعيد العسكرى غير المحسوب الذى تشهده أرض فلسطين كان التأكيد من جانب وزير الدفاع على أن «القوة الرشيدة» هى ما تؤمن مصر بضرورة امتلاكها لتكون ضمانة الأمن والسلام، ولتحمى الوطن وتؤمن حاضره ومستقبله فى عالم ليس فيه مكان للضعفاء.
رسالة أخرى من مصر تؤكد لكل من يريد أن يفهم أنه لا مجال لتصفية القضية الفلسطينية بقتل الفلسطينيين أو تهجيرهم كما يتوهم من يخوضون اليوم حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطينى، ومن يتصورون أن بإمكانهم - فى ظل الدعم الغربى غير المحدود- أن يعيدوا رسم خرائط المنطقة وفقا لما يراه قتلة الأطفال الذين يتحكمون الآن فى سياسة الكيان الصهيونى العنصري، ويقودون المنطقة إلى انفجار غير محدود العواقب.. ولا يدركون أن السير فى هذا الطريق ستكون أولى نتائجه أن يضعوا مستقبل الكيان الصهيونى موضع التساؤل، وأن تذهب القيادات المسئولة عن الإبادة الجماعية لشعب فلسطين لتحاكم على جرائمها.


بالقوة الرشيدة تتعامل مصر. ترفض أى عدوان على أرضها وتتحمل مسئولياتها كاملة عن أمن المنطقة وسلامة الأشقاء، ترفض هذا الهوس الصهيونى وتصر على إيقاف المذابح الجماعية التى ترتكبها إسرائيل، وتضع «الخط الأحمر»، أمام مخططات التهجير التى يرفضها شعب فلسطين الذى لن يتخلى عن أرضه ودولته التى لن يكون هناك أمن أو سلام فى المنطقة بدون قيامها فى غزة والضفة معا، وبعاصمة هى القدس العربية.
هكذا تتعامل القوة الرشيدة.. أما القوة الغاشمة والجهولة فلا تعرف إلا لغة الإبادة والمذابح الجماعية والهوس الصهيونى الذى لن يحصد فى النهاية إلا الهزيمة المريرة التى يعرف أنها ستكون الأخيرة!