فى الصميم

مادام هناك احتلال.. ستبقى المقاومة وستنتصر

جلال عارف
جلال عارف

العالم كله يعرف أنه مادام هناك احتلال، فلابد أن تكون هناك مقاومة.. فما بالك إذا كان هذا الاحتلال احتلالا عنصريا واستيطانيا، وخارجا على كل القوانين والأعراف الدولية كما هو حال الاحتلال الإسرائيلى الذى لم يتوقف عن القتل والتدمير واغتصاب الأرض على مدى ثلاثة أرباع القرن؟!


العالم كله يعرف أن المقاومة لا يمكن أن تختفى إلا إذا اختفى الاحتلال وتوقفت جرائمه، لكن إسرائيل ومعها بالطبع الولايات المتحدة وبعض حلفائها الغربيين يتجاهلون كل ذلك ويتصورون أن القوة الإسرائيلية ـ الأمريكية قادرة على محو المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها من الوجود، والاستمرار فى إخضاع كل شعب فلسطين لإذلال الاحتلال الذى يفرض ما يريده أو يظن ذلك مادام قادراً على قتل عشرين ألف شهيد فلسطينى فى أقل من شهرين دون محاسبة دولية على جرائمه لأن الحماية الأمريكية موجودة، والتواطؤ من معظم دول الغرب يسمح لأمريكا بأن تستمر شريكًا لإسرائيل فى حرب الإبادة ضد شعب فلسطين وفى قتل آلاف الأطفال الأبرياء بحجة التخلص من "حماس" أو من منظمات المقاومة الوطنية المشروعة!!


ولهذا رأينا شهرين من الإبادة الجماعية التى تشارك فيها الولايات المتحدة بأساطيلها وجنودها وأسلحتها التى تنهال على جيش إسرائيل، ولم نسمع مطلقًا كلمة "الاحتلال الإسرائيلى" على لسان أى مسئول أمريكى صغر أم كبر، رغم أنهم جميعًا يعرفون أن الأزمة لم تبدأ فى ٧ يناير، بل مع بداية الاحتلال واستمرار جرائمه التى انتقلت الآن إلى محاولة تهجير أو قتل من تبقى من شعب فلسطين والاستيلاء على أرضها كاملة!!


تقول الإدارة الامريكية الآن إنها ضد "التهجير القسرى" للفلسطينيين وضد محاولة تقليص مساحة فلسطين... لكن التجارب علمتنا أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات، والواقع يقول إن معظم أراضى الضفة الغربية تحول إلى مستعمرات أو مستوطنات يهودية دون أن تحاول أمريكا منع حليفتها الأساسية إسرائيل من ذلك، ودون أن تسمح للمجتمع الدولى بأن يوقف الجريمة المستمرة أو ينزل العقوبات على مجرمى الحرب فى إسرائيل.


ستبقى المقاومة الفلسطينية ما بقى الاحتلال، وسيظل شعب فلسطين على أرضه مهما كانت الظروف، وسيبقى "التهجير" هو الخط الأحمر بالنسبة لمصر ولشعب فلسطين الصامد أمام وحشية إسرائيل وقنابل أمريكا التى تمحو أحياء بأكملها، وستكتشف أمريكا أنها الخاسر الأكبر من تحول نفسها إلى شريك فى جرائم إسرائيل، وحين تتناسى عمداً وعن سابق إصرار حقيقة أن مشكلة المنطقة كلها هى الاحتلال الإسرائيلى وليست المقاومة الفلسطينية.