بداية

روح مصر

علاء عبد الكريم
علاء عبد الكريم

‭..‬ليس‭ ‬المطلوب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬جيبي‭ ‬مصحفًا‭ ‬أو‭ ‬تملأ‭ ‬وجهي‭ ‬لحية‭ ‬كثيفة‭ ‬تثير‭ ‬الرعب‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يراني‭ ‬مع‭ ‬وجه‭ ‬عابس‭ ‬ومسواك‭ ‬أضعه‭ ‬في‭ ‬جيب‭ ‬جلبابي‭ ‬الأبيض‭ ‬القصير‭ ‬وبجانبه‭ ‬زجاجة‭ ‬المسك،‭ ‬كي‭ ‬تحكم‭ ‬على‭ ‬إيماني؛‭ ‬ما‭ ‬جدوى‭ ‬الإيمان‭ ‬مع‭ ‬سوء‭ ‬الخلق؛‭ ‬فالأخلاق‭ ‬سبقت‭ ‬الأديان‭ ‬وهي‭ ‬أساس‭ ‬أي‭ ‬حضارة‭ ‬إنسانية‭.‬

أكثر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يهدد‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬تحديدًا‭ ‬قبل‭ ‬11‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬التعصب‭ ‬الأعمى،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬مظهر‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬التخلف‭ ‬الحضاري؛‭ ‬حين‭ ‬يتعصب‭ ‬الإنسان‭ ‬لصوت‭ ‬وأفكار‭ ‬جماعته،‭ ‬ويتعالى‭ ‬بإسلامه‭ ‬ويظن‭ ‬أنه‭ ‬وحده‭ ‬وجماعته‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬الحقيقة‭ ‬المطلقة‭ ‬والدين،‭ ‬وأن‭ ‬العقيدة‭ ‬تعني‭ ‬اسمه‭ ‬واسم‭ ‬جماعته‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬حين‭ ‬حكم‭ ‬مرسي‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬يوليو‭ ‬سنة‭ ‬2012،‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬لآخر‭ ‬يطل‭ ‬علينا‭ ‬برأسه‭ ‬البغيض‭ ‬وصوته‭ ‬المقيت‭ ‬مهددًا‭ ‬ومتوعدًا‭ ‬الشعب‭ ‬كله‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬قضائه،‭ ‬وأزهره،‭ ‬ومثقفيه،‭ ‬وصحفيه،‭ ‬وكتابه،‭ ‬وإعلاميه،‭ ‬وفنانيه،‭ ‬وكادت‭ ‬البلاد‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬جماعة‭ ‬رجعية‭ ‬ظلامية‭ ‬إذا‭ ‬استمرت‭ ‬قليلاً‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬احتراب‭ ‬أهلي‭.‬

ويوم‭ ‬أن‭ ‬طوى‭ ‬الشعب‭ ‬بثورة‭ ‬هي‭ ‬أعظم‭ ‬الثورات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬الحديث،‭ ‬صفحة‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬السلاح‭ ‬والقنابل‭ ‬وفخخت‭ ‬السيارات‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬حملت‭ ‬المصاحف‭ ‬والتزمت‭ ‬تعاليم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم؛‭ ‬خرج‭ ‬المصريون‭ ‬جميعًا‭ ‬يغنون‭ ‬للحرية،‭ ‬لقد‭ ‬دفعت‭ "‬روح‭ ‬مصر‭" ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم،‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬قراره‭ ‬الرائع‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬بثورة‭ ‬حماها‭ ‬الجيش‭ ‬وأنقذت‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬الشر‭ ‬والتمزق،‭ ‬ثورة‭ ‬فضحت‭ ‬خسة‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة؛‭ ‬فمخطئ‭ ‬من‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فروقًا‭ ‬بين‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬وبيت‭ ‬المقدس‭ ‬مثلاً‭ ‬وجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يقرأ‭ ‬تاريخ‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬يكتشف‭ ‬وبلا‭ ‬أي‭ ‬عناء‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬وباستخدام‭ ‬أبسط‭ ‬قواعد‭ ‬المنطق‭ ‬أن‭ "‬التنظيم‭ ‬السري‭" ‬المسلح‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬الذراع‭ ‬العسكري‭ ‬للجماعة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬هو‭ ‬الملهم‭ ‬لكل‭ ‬التنظيمات‭ ‬والجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬ونقرأ‭ ‬عنها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بدءًا‭ ‬بالقاعدة‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بـ‭ "‬بوكوحرام‭"‬‭ ‬في‭ ‬نيجيريا‭.‬

فمثلما‭ ‬انطلقت‭ ‬الصهيونية‭ ‬من‭ ‬دعوة‭ ‬توراتية‭ ‬كاذبة‭ ‬كانت‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬تعبئة‭ ‬وحشد‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬الشتات‭ ‬وربطهم‭ ‬زعمًا‭ "‬بأرض‭ ‬الميعاد‭" ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬لقيام‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية؛‭ ‬نشأت‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬جماعات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬بشعار‭ ‬رفعه‭ ‬أمير‭ ‬شجرة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬حين‭ ‬قال‭: "‬الإسلام‭ ‬دين‭ ‬ودولة،‭ ‬ومصحف‭ ‬وسيف‭"‬،‭ ‬وتحت‭ ‬هذا‭ ‬الشعار‭ ‬أجاز‭ ‬اغتيال‭ ‬المشرك‭ ‬الذي‭ ‬بلغته‭ ‬الدعوة‭ ‬وأصّر‭ ‬علي‭ ‬العداء‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬كما‭ ‬يجوز‭ ‬التجسس‭ ‬على‭ ‬أهل‭ ‬الحرب،‭ ‬وأن‭ ‬يتعرض‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المشركين،‭ ‬ويقترح‭ ‬مُنظر‭ ‬الإرهاب‭ ‬والسلفية‭ ‬الجهادية‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الجاهلية‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬عملية‭ ‬بعث‭ ‬للإسلام،‭ ‬الإسلام‭ ‬الصافي،‭ ‬إسلام‭ ‬البعثة‭ ‬وإسلام‭ ‬الصحابة،‭ ‬يقول‭ ‬نصًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭: "‬لابد‭ ‬من‭ ‬طليعة‭ ‬تعزم‭ ‬هذه‭ ‬العزمة،‭ ‬وتمضي‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الجاهلية‭ ‬الضاربة‭ ‬الأطناب‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬الأرض‭ ‬جميعا،‭ ‬تمضي‭ ‬وهي‭ ‬تزاول‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬العزلة‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬ونوعًا‭ ‬من‭ ‬الاتصال‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬بالجاهلية‭ ‬المحيطة‭"‬،‭ ‬وهي‭ ‬نفس‭ ‬أفكار‭ ‬الكاتب‭ ‬الباكستاني‭ ‬أبو‭ ‬الأعلى‭ ‬المودودي‭ ‬الذي‭ ‬تأثر‭ ‬به،‭ ‬وكان‭ ‬يوصي‭ ‬أتباعه‭ ‬داخل‭ ‬جماعة‭ ‬الشيطان‭ ‬بقراءة‭ ‬ودراسة‭ ‬وفهم‭ ‬كتبه‭.‬

أوجه‭ ‬الشبه‭ ‬ونقاط‭ ‬التماس‭ ‬بين‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬والصهاينة‭ ‬كثيرة؛‭ ‬فجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬هم‭ ‬أول‭ ‬تنظيم‭ ‬تكون‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬مثل‭ ‬الديدان؛‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬قذرة،‭ ‬يعتمدون‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬لي‭ ‬نصوص‭ ‬القرآن‭ ‬وأحداث‭ ‬تحدثت‭ ‬عنها‭ ‬السيرة‭ ‬النبوية؛‭ ‬لتبرير‭ ‬شرعية‭ ‬التخريب‭ ‬وعمليات‭ ‬الاغتيال‭ ‬والتفجيرات،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬متدثرة‭ ‬بالظلام؛‭ ‬لتدبير‭ ‬المكائد‭ ‬وإشعال‭ ‬الفتن‭ ‬والحرائق‭ ‬والاغتيالات؛‭ ‬فمع‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭  ‬شكلت‭ "‬المنظمة‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭"‬‭ ‬عصابة‭ ‬عسكرية‭ ‬هي‭ "‬الهاجاناه‭" ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬منظمة‭ "‬هاشومير‭"‬،‭ ‬وأخذت‭ "‬الهاجاناه‭" ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬مهمة‭ ‬ممارسة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ضد‭ ‬العرب،‭ ‬وأصبحت‭ ‬الذراع‭ ‬العسكرية‭ ‬للوكالة‭ ‬اليهودية‭ ‬والمنظمة‭ ‬الصهيونية،‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬يحكمهم‭ ‬الأصول‭ ‬العشرين‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬إمام‭ ‬التكفير‭ ‬لكل‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬اليوم‭ ‬البنا‭ ‬الساعاتي،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬صاغها‭ ‬أخذ‭ ‬البيعة‭ ‬عليها،‭ ‬يقابلها‭ ‬بروتوكولات‭ ‬حكماء‭ ‬صهيون‭ ‬وعددها‭ ‬15‭ ‬بروتوكولًا،‭ ‬وهي‭ ‬قواعد‭ ‬أو‭ ‬وثيقة‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬لغزو‭ ‬العالم؛‭ ‬فما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬تعاليم‭ ‬الأصول‭ ‬العشرين‭ ‬للبنا‭ ‬وبرتوكولات‭ ‬حكماء‭ ‬صهيون‭ ‬من‭ ‬نصوص،‭ ‬تجدهما‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة‭ ‬الجاهزة‭ ‬للتطبيق‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬مثلًا‭ ‬البرتوكول‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬حكماء‭ ‬صهيون‭ ‬ينص‭ ‬علي‭: "‬إن‭ ‬الجمهور‭ ‬البربري‭ ‬وتصرفاته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو،‭ ‬فما‭ ‬أن‭ ‬يضمن‭ ‬الرعاع‭ ‬الحرية‭ ‬حتى‭ ‬يمسخوها‭ ‬سريعًا‭ ‬إلى‭ ‬الفوضى،‭ ‬والفوضى‭ ‬في‭ ‬ذاتها‭ ‬قمة‭ ‬البربرية،‭ ‬حسبكم‭ ‬فانظروا‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الحيوانات‭ ‬المخمورة‭"‬،‭ ‬وهي‭ ‬دعوة‭ ‬صريحة‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‭ ‬لاستخدام‭ ‬العنف‭ ‬والإرهاب‭ ‬فيبيحون‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والرجال‭ ‬وسبي‭ ‬النساء؛‭ ‬لظنهم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬اعتقادهم‭ ‬حيوان،‭ ‬ذات‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬نصًا‭ ‬في‭ ‬تعاليم‭ ‬الإخوان‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بمثابة‭ ‬دستور‭ ‬للجماعة،‭ ‬تقول‭ ‬أحد‭ ‬تعاليمهم‭: "‬إن‭ ‬وحدة‭ ‬الأرض‭ ‬الإسلامية‭ ‬كوحدة‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬أمامها‭ ‬حائل،‭ ‬ومن‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬أهدر‭ ‬دمه‭ ‬وماله‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬مسلمًا‭"‬،‭ ‬وهي‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسعى‭ ‬لتحقيقها‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية؛‭ ‬بتوطين‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬فروعهم‭ ‬وهي‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سيناء‭ ‬لتكون‭ ‬ذراعها‭ ‬العسكري،‭ ‬وهي‭ ‬نفس‭ ‬دعوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬لآخر‭ ‬بتهجير‭ ‬أهل‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬سيناء،‭ ‬التي‭ ‬قوبلت‭ ‬برد‭ ‬حاسم‭ ‬وقاطع‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬برفض‭ ‬دعوات‭ ‬التهجير،‭ ‬بل‭ ‬وأجبر‭ ‬الرئيس‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬شرقه‭ ‬وغربه‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬القومي‭.‬

نعم،‭ ‬الحقيقة‭ ‬تدركها‭ ‬الحواس‭ ‬قبل‭ ‬العقل؛‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الشاعر‭ ‬اللبناني‭ ‬جبران‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭: "‬أيها‭ ‬المراؤون،‭ ‬توقفوا‭ ‬عن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الله،‭ ‬ودافعوا‭ ‬عن‭ ‬الإنسان‭ ‬كي‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬التعرف‭ ‬إلى‭ ‬الله‭".‬


 

;