إنهـا مصر

الانتخابات والعدالة الإعلامية

كرم جبر
كرم جبر

نجح الإعلام المصرى فى التعاطى مع الدعاية الانتخابية الرئاسية وفق المعايير الدولية والدستور والقوانين المصرية، ورفع شأن النزاهة والحياد والشفافية، وإقرار سياسة "العدالة الإعلامية" بين المرشحين.

اختفت مفردات التشهير والإساءة والهجوم التى كنا نشاهدها فى مرات سابقة، والتزم الجميع بالاحترام والتقدير للمنصب الرفيع وعدم إثارة الفتن والشائعات، وارتفع الجميع إلى مستوى الحدث العظيم.

وأثبت المصريون أنهم شعب محترم وقدموا صورة رائعة فى الدعاية للانتخابات الرئاسية، رغم الظروف الصعبة نتيجة الأزمة الاقتصادية والأوضاع فى غزة، وإنهم على وعى تام بحجم التحديات والذهاب إلى اللجان بإذن الله بالملايين، ليثبتوا للجميع وقوفهم خلف الدولة.

احترام منصب الرئيس ليس تقديساً ولا تبجيلاً ولا نفاقاً، ولكن - أياً كان اسمه - يرسِّخ قيمة احترام الدولة الكبيرة التى يرأسها، ويمثلها فى الداخل والخارج، فالذى يختاره هو الشعب، واحترامه هو احترام لإرادة الشعب.

احترام منصب الرئيس لأن المهام الملقاة على عاتقه خطيرة وعظيمة وتفرض الاحترام، أياً كان اسم الرئيس، فهو الذى يتحدث باسم مصر فى الخارج، ويقابل زعماء ورؤساء العالم، ويبرم المعاهدات والاتفاقيات ويدير المباحثات، ويحفظ مكانتها ووضعها ويفرض احترامها على الجميع.

احترام المنصب ليس معناه فروض الولاء والطاعة، ولكن للمنصب الرئاسى مكانة خاصة أياً كان من يشغله، وعلى مر التاريخ تكون مصر قوية، إذا تولى أمرها، زعماء أقوياء يستمدون عزيمتهم من مكونات بلدهم العظيم.

والاحترام لأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، الدرع الواقى فى المحن والأزمات، لم تخذلنا يوماً ولم تقف إلا فى صف المصريين، لأنها منهم ومن أولادهم وأشقائهم وأقاربهم، ولا ترفع إلا علم مصر ولا تغنى إلا نشيدها، وانهارت الدول حولنا يوم انهارت جيوشها، أما مصر فحافظت على جيشها وحافظ عليها.
المصريون شعب محترم ويقدرون رؤساءهم، وإذا انتقدوهم تكتسى كلماتهم بالوقار، وإذا غضبوا بادروا بالعتاب، ويحفظون جميل من يعمل لصالحهم ويرفع شأنهم.

الكرامة عند المصريين خط أحمر، ويرفعون أيديهم تحية لمن يُعلى شأنها ويجعلهم أعزاء ولا يمدون أيديهم لأحد، ولا يسمحون لشقيق أو صديق أن يعايرهم بمشاكلهم وأزماتهم، فصبروا وتحملوا تداعيات الأزمة الاقتصادية، لإيمانهم بأن دولتهم قادرة على اجتيازها وتفريجها.

المصريون يحفظون لرئيسهم أنه أنقذ بلدهم من أنياب الشيطان، ويمضى بعزم وإصرار فى طريق التنمية والبناء، ومتأكدون أن الصبر آخره خير، وسيختارون من لديه القدرة والعزيمة للمضى إلى المستقبل بعناد وإصرار.

والمصريون يستحقون انتخابات عادلة تحقق طموحهم وتطلعهم لحياة أفضل وأثبتت أحداث غزة عمق وأصالة الشعب المصرى، وكانوا أكبر شعب فى العالم يساهم برفع المعاناة عن أشقائه فى فلسطين، واحترموا المواقف الشجاعة والوطنية للدولة المصرية.

من يشغل المنصب يجب أن يكون نموذجاً رائعاً للزعماء الوطنيين الذين يعرفون قدر بلادهم، ويسعى جاهداً إلى رفع هامتها وقامتها، وله المكانة الكبيرة بحجم بلده وتاريخه وثقافته وحضارته.

ولا تكون مصر قوية إلا إذا كان رئيسها قوياً، ويصطف حوله الشعب من مختلف الفئات، فيتحملون معه الأزمات ويواجهون التحديات، وهم على ثقة بأن المستقبل لهم.