«عظيمة يا مصر»| الفلسطينيون فى غزة: ما قدمه المصريون جميل لن ننساه

منازلنا شمال القطاع تحولت لركام لكننا لن نترك أرضنا
منازلنا شمال القطاع تحولت لركام لكننا لن نترك أرضنا

كانت منازل الفلسطينيين شمال قطاع غزة عامرة بالحياة لكنها الآن- وكحال معظم أجزاء المدينة- أصبحت عبارة عن أطلال خربة حزينة، مخضبة بالدماء ومتشحة باليأس ، ورغم ذلك يؤكد سكانها أنهم لن يتركوا منازلهم مفضلين الموت بكرامة داخل ما تبقى منها .

الأهوال التى رأوها جعلتهم لا يخشون مواجهة الموت الذى تحلق أجنحته فوق رءوس سكان القطاع ، ورغم ذلك تعاهدوا على عدم مغادرة منازلهم ،وأقصى أمانيهم أن ينتهى هذا الكابوس المرير الذى يحاصرهم ويمنعهم حتى من توديع شهدائهم .

تواصلت «الأخبار» مع عدد من الفلسطينيين حيث يؤكد «أبو حامد» من مخيم جباليا ،أنه سيعود إلى منزله الذى تحول إلى ركام وأنه ينتظر توقف إطلاق النار لإعادة بنائه من جديد والإقامة فيه وأنه لم يفقد الأمل فى استكمال حياته.

روح الإصرار التى يتحلى بها تؤكد مدى تمسكه بالأرض ..وقدم الشكر للرئيس السيسى على موقفه الوطنى برفض سياسة إسرائيل نحو تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء.

وتقول «أم سامح»: للأسف لم نتمكن من الذهاب إلى منزلنا فى شمال قطاع غزة .. وقد حاولت بمجرد دخولى قطاع غزة بعد تواجدى فى الأراضى المصرية لأكثر من 50 يوما ، لكن الاحتلال الإسرائيلى تصدى لنا وأطلق النار علينا فعدت الى أسرتى فى مناطق الايواء جنوب القطاع. ووصفت المعاناة التى يعيش فيها النازحون بأنها مأساوية وحجم الدمار كارثى لم تره من قبل .وشددت:» سأعود يوما إلى بيتى مهما كلفنا ذلك».

وقدمت الشكر للرئيس السيسى الذى يشعر بآلام الفلسطينيين وتجاوبه السريع لتلبية احتياجات الآلاف منهم بإدخال الشاحنات المحملة بالمساعدات ،وخروج مئات الجرحى للعلاج من المستشفيات المصرية.

ويحكى «أبو نضال» أنه صلى صلاة الغائب على الشهداء من أسرته وأقاربه فى معسكر بيت حانون ،والذين استشهدوا فى قصف على منزلهم وقت أن كان عالقا فى مصر ، ووصف حجم الدمار بأنه مأساوى ، وأنه وجد بيته وقد تمت تسويته بالأرض مضيفا :لكن هذا لن يدفعنى الى تركه حتى ولو كان ركاما ..

سأتمسك بتراب الوطن وسابقى فيه حتى الموت. وأكد أن ما فعلته مصر معهم جميل لن ينسوه.

وقالت أم يحيى إن الحرب سرقت أحلام الأطفال وأمانيهم فى العودة إلى المدارس بعد انقطاع استمر قارب على شهرين تقريبا ضاع معها النصف الأول للعام الدراسى.

ولفتت أطفال قطاع غزة يتخوفون من هذه المجازر والكل عاجز عن فعل شىء، فهم يحبون القراءة والتعليم لاستكمال حلمهم من أجل التفوق، لذا فالكل يناشد -الأطفال منهم والكبار- بمد الهدنة ووقف اطلاق النار، وكلهم أمل فى نجاح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تمديد الهدنة التى أعطتهم الهدوء ومنحتهم الفرصة للتسوق وشراء احتياجاتهم التى تكفى عددا من الأيام المقبلة .

ويضيف «أبو رجب» أننى تفقدت منزلى- بعد عودتى للقطاع من مصر- خلال فترة الهدنة وشاهدت الكوارث بعد أن دمر الطيران كل شيء، وقد فقد السكان كل معانى الحياة بسبب هذه الحرب ولا يمكن استكمال المعيشة، فلم يعد هناك سكان ، والآن ليس أمامى سوى العودة إلى أسرتى فى مناطق الجنوب نازحا إلى أن يتحقق الأمل بوقف إطلاق النار وعودة السكان إلى منازلهم لإعادة إعمارها من جديد، ونتمنى ألا يطول الوقت وأن يكون هناك وقف دائم لإطلاق النار بناء على الجهود التى تبذلها مصر وقطر فى هذا الاتجاه.