نميمة رياضية

المشروع القومى للمدربين

محمد يحيى يوسف
محمد يحيى يوسف

محمد يحيى يوسف

كرة القدم صناعة.. بل إنها صناعة تحتاج إلى استثمارات كبيرة ، وفى مصر نؤمن بأنها صناعة لكننا لا نستطيع استثمارها فعليا. 
فمنذ تألق محمد صلاح ونجاحه فى الاحتراف الخارجي، انتشرت فكرة اكاديميات الكرة بقوة ، وتهافت عليها الأهالى لتدريب أبنائهم من أجل استنساخ تجربة محمد صلاح فى أولادهم ، فازدادت بقوة عدد الاكاديميات فى كل محافظات الجمهورية.


ولكن فى رأيى إن وجود الاكاديميات وحده ليس كافيا ، فرغم هذا الانتشار واقبال العديد من الأولاد على الاشتراك فيها ، لكن يبقى العنصر الأساسى الذى يحتاج إلى تطوير وهو المدرب الحاصل على شهادات التدريب للناشئين والمطلع على أساليب التدريب الحديثة ، بدلا من أن يعمل فى هذه المهنة اللاعب المعتزل حديثا للكرة ، فليس لديه من العلم ما يقدمه للناشئين خاصة إن تلك المرحلة هى الأهم فى حياة لاعب الكرة. 


واتذكر جيدا إن محمد صلاح نفسه تطور أداؤه بشكل كبير فى رحلة الاحتراف خلال لعبه فى روما، وذلك بعد التصريح الشهير لمدربه سباليتي عندما انتقد صلاح قائلا إنه دائم التسجيل في التدريبات، ولكن عندما يلعب واحدا ضد واحد في المباريات يصبح مختلفا. من المستحيل حقا أن يحسن ذلك في التدريبات» فهو لا يثق في قدمه اليمني، والتي غالبا ما تمثل مشكلة بالنسبة للاعبين أصحاب القدم اليسرى، عندما يلعب بقدمه اليمني يكون أضعف بكثير».


أقول ذلك حاليا لأن مصر تحتاج فعليا إلى مشروع قومى لتطوير أداء مدربي قطاعات الناشئين ، نحتاج للاستثمار الحقيقى فى المدربين من أجل إخراج لاعبين جاهزين للاحتراف الخارجى، فليس هناك أى مانع من التعاقد مع مدربين أجانب للناشئين لتولى التدريب للفرق المصرية ، أو الاتفاق مع الاتحادات الأوروبية لإعطاء دورات فى مصر لمدربي الناشئين من اجل حصول أكبر عدد من المدربين على الخبرات الكافية ، ولابد من سن قوانين تمنع تولى تدريب فرق الناشئين لأى مدرب لم يحصل على الرخصة التدريبية المعتمدة، لأنها مرحلة تأسيس أى لاعب وهى المرحلة الأصعب.. أرسل تلك المقالة للدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة وجمال علام رئيس اتحاد الكرة.. نحتاج فعليا للاستثمار فى المدربين بقدر استثمارنا فى قطاعات الناشئين.