«البهلوان» قصة قصيرة للكاتب محمود فهمي

محمود فهمي
محمود فهمي

تنهش أيامه الذكريات.. تحاصره لحظات اللاعودة وتصنع منه بهلوانا .. يعطي الناس السعادة، وفي قلبه جرح غائر يلملمه بتوزيع ابتسامات مزيفة.. يلون وجهه برسومات مائية سرعان ما تزول عندما ينزل من خشبة المسرح وتلامسها مياه الحقيقة..  تختفي .. وتظهر تجاعيد الحياة محفورة كأنها وشم عنيد ..

ينظر في مرآته المكسورة التي اعتاد أن ينظر فيها عندما يدخل غرفته الباهت لونها والمكتظة بصور كثيرة على حائطها المشروخ.. تختلط تقاسيم وجهه المجعد مع المرآة.. يرسم ابتسامة مزيفة على وجهه .. يتأمل كعادته صور الحائط يهمهم إليها بكلمات غير مفهومة.. يسامر بها وحدته يتجه إلى فراشه.. يغمض عينيه لتنهش أيامه الذكريات.. وتحاصره لحظات اللاعودة من جديد.