تاج

عنبر العقلاء !

محمد واهدان
محمد واهدان

 فى الليلة الماضية؛ وقعت فى يدى بالصدفة نسخة مسربة من فيلم Napoleon، وهو بالمناسبة فيلم من إنتاج أمريكى بريطانى مشترك يعرض حالياً فى السينما، ومن إخراج ريدلى سكوت، وبطولة النجم العالمى خواكين فينيكس، والذى قدم جانباً من حياة ومسيرة القائد الفرنسى نابليون بونابرت، ولكن استوقفنى مشهد قصف «نابليون» لأنف أبو الهول وتفجير أهرامات الجيزة، لم أكن انتهيت وقتها من الفيلم، ولكن غرابة المشهد جعلتنى أبحث عن المعلومة، حتى وجدت حديثاً صحفياً للمخرج، قال فيه إن مشهد تدمير أنف أبو الهول كان كناية عن احتلال بونابرت للقاهرة، وكأنه يأخذنا إلى أوبريت إسماعيل يس فى فيلم المليونير، حين قال: «يابو العيون السود يا نابليون يازين ليلتك حظ وفرى جود حانلاقى زيك فين»، فلم يكن هناك أى سند تاريخى عن هذا الحادث، ورغم أخطاء الحملة الفرنسية والتى امتدت من عام 1798إلى1801، مدفوعة بطموحات نابليون الاستعمارية والرغبة فى إحباط النفوذ البريطاني، إلا أنه لم يذكر أن نابليون فعل ذلك، بالعكس فقد أتى إلى مصر وبرفقته 168عالما فى مجالات الطبيعة والفلك والرسم والآثار، وهؤلاء العلماء أنشأوا ما يعرف بالمجمع العلمي، كما دشن كتاب وصف مصر، الذى لا يمكن أن تتم كتابة أى بحث أو سرد أوعرض عن مصر إلا بعد الرجوع لهذه الموسوعة النادرة.


● الخلاصة: «حرب تشويه الحقائق بالقوى الناعمة مستمرة، ولكن مَن المستفيد؟، أعتقد أن كلاً له أجنداته الخاصة، مؤامرات إثنية تحاك وتطبخ على نار هادئة بهدف السطو على التاريخ وتغيير ملامحه لأهداف غير معلنة، «كليوباترا» سمراء بالأمس، وفيلم «جولدا» الذى يجمل سيرة رئيسة وزراء إسرائيل، واليوم «نابليون» يدمر أنف أبو الهول. وكيف أن الكبرياء والطموح كفيلان لكى يدمران قائداً حربياً.. وغداً غيره وغيره من الأكاذيب المغلفة فى إطار التشويق والفن والإبداع».
● فيسبوكيات: «لا أستطيع أن أتقبل من يدس السُم بالعسل».