بدون تردد

مصر.. والقضية الفلسطينية (١)

محمد بركات
محمد بركات

نحن لا نحتاج إلى التأكيد على الحقيقة الواضحة والقائمة على أرض الواقع التى لمسناها جميعًا، وأقر بها العالم كله خلال الأيام والأسابيع الماضية وحتى اليوم،...، وهى أنه دون الجهد المكثف والمتواصل الذى بذلته مصر بقيادة زعيمها، ما كان يمكن أن يتم التوصل لتوقف القتال والهدنة القائمة حاليًا بصفة مؤقتة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة «قطاع غزة».


ولكن على الرغم من النجاح الذى تحقق فى وقف القتال وتوقف العدوان على غزة، إلا أن ذلك ليس هو كل ما تسعى إليه مصر فى هذه المأساة الإنسانية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة، فى ظل العدوان اللاإنسانى والإرهابى الغاشم من جانب الاحتلال.
وأحسب أننا لا نذيع سراً إذا ما أكدنا على أن مصر ما زالت تواصل جهودها المكثفة، بهدف التوصل لتوافق حول تثبيت وقف إطلاق النار، وتحقيق التهدئة ومد أجل الهدنة، وإزالة العقبات التى تحول دون ذلك على الجانبين.


وفى هذا الإطار تجرى التحركات والاتصالات المصرية المكثفة بين الأطراف المتصارعة على الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، بالتعاون مع القوى الإقليمية والدولية الساعية لاستعادة الاستقرار والسلام بالمنطقة.


وتنطلق الجهود والاتصالات المصرية المكثفة لمد أجل الهدنة واستمرار وقف إطلاق النار، من رؤية واضحة بأن الاستقرار الشامل والتهدئة بالمنطقة يتحققان فقط، بالسعى للحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية، وذلك عن طريق انفتاح الأفق السياسى والعودة إلى المفاوضات السياسية بين الأطراف للتوافق حول أسس الحل الشامل والعادل والدائم للقضية.
وذلك السعى يحتاج بالضرورة إلى الإقرار التام من الجانب الإسرائيلى، بالحقيقة المؤكدة التى تقول بأن الاستقرار والأمن والأمان والسلام فى المنطقة تتحقق فقط بالحل الشامل والعادل للقضية، الذى يقوم على حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضى المحتلة عام ١٩٦٧.
وفى هذا تؤمن مصر بأن الوقت قد حان الآن لتحقيق السلام والوصول إلى التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية.
«وللحديث بقية»..