فرحة فلسطينية .. والمساعدات المصرية تتواصل مع غزة

طابور شاحنات المساعدات الإنسانية فى طريقه إلى قطاع غزة
طابور شاحنات المساعدات الإنسانية فى طريقه إلى قطاع غزة

نسائم الفرحة تبتسم على وجوه الفلسطينيين عقب العودة إلى بيوتهم خلال أيام الهدنة المؤقتة رغم الحزن الذى يقبع فى قلوبهم على ما راح من الشهداء وتهدم مساكنهم.

فرحة مشوبة بالحزن.. حرية مقنعة تحت حصار وركام متناقضات يعيشها سكان غزة ما بين فرحة عقب الإفراج عن الأسرى من السجون الإسرائيلية والعودة إلى ديارهم، ومشاهد الدمار التى لحقت بمنازلهم نتيجة عمليات القصف الإسرائيلى لها والتى تحولت إلى أطلال.

 كشفت الهدنة المؤقتة التى نجحت مصر وقطر فى التوصل إليها بين الفصائل الفلسطينية فى غزة وإسرائيل، حجم الكارثة الذى حلت بالمخيمات والمدن فى قطاع غزة، والتى تركها الفلسطينيون هربًا من جحيم الحرب.. المعالم اختفت.. كل شىء اختلف.. بينما سجل شريط الذكريات مشاعر فرحة الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم  والمصير المجهول بسبب الحرب.

تواصلت الأخبار مع عددٍ من الفلسلطينيين الذين غادروا الأراضي المصرية ممن كانوا عالقين إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح البري. 

وقال  أبو محمد.. الذى غادر مصر إلى قطاع غزة إنه قام بمعاينة مسقط رأسه فى خان يونس .. وقال وهو يتذكر ذكرياته، إن الحنين للعودة أعطى الشعور براحة نفسية كبيرة لدى العديد من الأسر مع إعلان الهدنة.. والتى أتاحت  فرصة الاختيار للنازحين خاصة من ترك بيته هربًا من القصف.. لزيارته وقال إن دفء البيت أفضل من الإقامة فى الخيام التى اضطرت أسرته للإقامة فيها.. حيث لا ماء ولا غذاء، كأس شاى فى البيت يعطى الشعور بالراحة وطعم الحياة الأسرية. 

وقال جمال محمد، إن السكان خاصة من تهدمت بيوتهم وهم بالآلاف لا يعرفون مصيرهم  .. وهم ينتظرون دور الدول وفى مقدمتها مصر وكذلك المنظمات الدولية لمواصلة الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار والعودة إلى الديار.

ووصف حال الطفل مازن من خان يونس الذى يقف على أطلال منزلهم يبكى أهله الذين فقدهم بسبب الدمار.. وكل أمنيته بعد أن فقد أحد أطرافه أن يتم تركيب أطراف صناعية حتى يعيش حياته بشكل طبيعى.

وقالت أم باسل، إن الهدنة أتاحت الفرصة لقضاء حوائج آلاف الفلسطينيين من الغذاء والوقود والمواد التموينية رغم نقصها، والأمل لدى الفلسطينيين فى الحياة الآن توفير الوقود  لطهى الطعام وتدفئة أطفالهم .. حيث أصبح الاستخدام للضرورة مع حياة جديدة تبدأ بمعاناة ومأساة النزوح للإقامة فى الخيام وحاجتهم للطعام.

ونقلت أم باسل حال النساء وهن يداعبن أطفالهن على أنقاض المنازل عقب التهدئة وكلهن إصرار على البقاء والصمود.. قائلات هما بيدمروا البيوت ونحن نبنى مرة أخرى.

 وقالت: نشكر جهود مصر التى تسعى إلى تثبيت الهدنة والالتزام بها حتى يتم التقاط الأنفاس وإدخال أكبر كمية من المساعدات الإنسانية والإغاثية التى يحتاجها سكان قطاع غزة إلى جانب إجلاء الجرحى عن طريق معبر رفح البرى لتلقى العلاج خارج قطاع غزة.

وقال أبو جهاد من دير البلح، إنه استغل أيام الهدنة، وإعادة تشغيل معاصر الزيتون مع توفير الوقود للتشغيل، لاستخراج الزيت الذى يستخدم كأفضل غذاء خلال فترة الحرب.. حيث تم توفير كميات محدودة من محصول الزيتون، والتى تم جمعها من الأهل خلال فترة تواجده عالقًا فى مصر على فترات بعيدًا عن عمليات القصف وإعادة عصره، رغم عدم جودته لأن المحصول تأخرت عملية العصر حيث مضى على جمعه عدة أيام.

وقال إن المزارعين الفلسطينيين ممن لديهم أشجار زيتون تسابقوا على المعاصر لتخزين كميات من الزيت تكفيهم لأيام قادمة.

وقال أبو يوسف، إن زيارة منزله عقب الهدنة المؤقتة، أظهرت حجم الدمار الذى خَلَّفه القصف وغارات الطيران على البيوت فى معظم مناطق شمال غزة.. وقدم شكره للرئيس السيسى على مساندة الفلسطينيين بدعم القضية الفلسطينية والحفاظ على حقوقهم المشروعة.

أما أم أيمن التى كانت تنتظر عبورها إلى غزة عن طريق معبر رفح، تقول بصوت كله حزن: خايفة أروح غزة ولا أجد أسرتي، ولم تتمالك نفسها حيث بكت بشدة على ما وصلت إليه الأوضاع بالقطاع، وقالت: سمعت من الناس أن هناك وفيات كثيرة فى غزة.. وقالت إن صعوبة التواصل بسبب الاتصالات حجبت عنى أى معلومة عن أسرتي، ويارب يكونوا قد نزحوا إلى مناطق جنوب غزة.

 أبو فضل، الثلاثيني، يجلس بجوار حقائبه فى انتظار الدخول إلى الجانب المصرى بمعبر رفح، ومنها إلى الصالة الفلسطينية، وعودته إلى  خان يونس جنوب قطاع غزة، التى تركها قبل بدء الحرب بثلاثة أيام. قال إن الأوضاع فى قطاع غزة سيئة وصعبة للغاية، وعلى الرغم من كل ذلك فإننا نريد العودة إلى ديارنا وأهلنا»، ولفت إلى أن الفلسطينيين الآن فى حالة ارتياح مع أيام الهدنة، رغم المصير المجهول الذى ينتظرهم عند الوصول إلى الديار، وقال: أنا لا أعلم شيئًا عن أسرتى لانقطاع الاتصالات معهم، وأتمنى أن أجدهم أحياءً بعد عمليات القصف التى طالت أجزاءً من محافظة خان يونس. وفى بادرة وطنية وإنسانية عظيمة، أرسلت مصر أسطولًا من المساعدات الإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين، وذلك فى إطار دعمها المستمر لهم فى محنتهم التى تواجههم حاليًا بسبب الحرب الشرسة على قطاع غزة.

وقد شمل الأسطول قوافل إغاثية تحمل مئات الشاحنات التى تحمل آلاف الأطنان من المساعدات، شملت المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الإغاثية الأخرى، وتهدف هذه المساعدات إلى تلبية احتياجات الشعب الفلسطينى الأساسية، فى ظل المحنة والمعاناة الصعبة التى يواجهها.

وقال الدكتور خالد زايد رئيس فرع الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء، إن 200 شاحنة مساعدات دخلت من خلال معبر رفح البرى إلى قطاع غزة، مع استمرار سريان الهدنة المؤقتة لليوم الثالث على التوالى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.