إنها مصر

«المتحدة» والدماء الجديدة !

كرم جبر
كرم جبر

لم يكن الإعلام المصرى محايدًا فى قضية غزة، بل منحازًا من الألف إلى الياء للشعب الفلسطيني، مدافعًا عن قضيته ومثمنًا لتضحياته، ونقل إلى العالم كله أكثر من سبق إعلامى ليعيد مكانته ودوره المؤثر فى الأحداث.
حدث ذلك لأن الإعلام المصرى يعمل من خلال منظومة كبيرة هى "الشركة المتحدة"، التى تمتلك الإمكانيات البشرية والمادية والتقنية، على أحدث النظم العالمية، وتطور نفسها يومًا بعد الآخر وتساير أحدث النظم العالمية.
كنا منذ سنوات نبحث عن الأخبار فى القنوات العربية والعالمية، وكنا نحلم بقناة مصرية عالمية على مستوى الأحداث، وتحقق الأمل بـ "القاهرة الإخبارية" وأخواتها، واستطاعت فى غضون شهور قليلة أن تحتل مكانة متقدمة فى الإعلام العربى والدولي، وخلقت اسمًا تعجز التجارب المشابهة عن تحقيقه فى سنوات.
وضخت "المتحدة" فى عروق الإعلام المصرى أعدادًا كبيرة من الشباب، صاروا نجومًا بمرور الوقت، ويعبرون عن روح العصر وإيقاع الشباب الباحث عن التحديث والتطوير والتجديد وإثبات الذات.
منذ سنوات عانينا من جفاف كبير فى الكوادر الإعلامية الشابة، ولم يكن الإعلاميون المصريون فى نفس مستوى ما تقدمه القنوات الأخرى.. والآن انظروا لحال الإعلام المصرى الذى انقلب إلى الأحسن، ولا وجه للمقارنة.
انتهت سنوات الجفاف الإعلامى فى الوجوه والكوادر البشرية، وتكتسب الأجيال الجديدة خبرات كبيرة من واقع التجربة والممارسة والتفاعل مع مختلف الأحداث، وبمرور الوقت ستصبح لدينا كوادر مشهود لها فى كافة المجالات، لتعود أزهى سنوات الإعلام المصري، الذى كان له السيادة والسبق فى المنطقة العربية.
لم يكن ذلك ممكنًا إلا بتوفير الإمكانيات البشرية قبل كل شيء، فالبشر هم صناع التقدم والنجاح، خصوصًا إذا كانوا شبابًا مقبلين على الحياة، بروح الأمل والتفاؤل وليس اليأس والإحباط.
السنوات القادمة ستشهد تغيرات فى الإعلام بشكل عام، بفضل الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، والمسئوليات الجسام الملقاة على أكتاف الجيل الجديد من الإعلاميين، وهى صناعة محتوى يتوافق مع قيمنا الدينية والأخلاقية، ولا يثير القضايا الشاذة التى تتعارض معنا.
نحن محاصرون بالسوشيال ميديا بكل صورها وأشكالها، وإذا شاهدت ما تبثه من محتوى شاذ وغريب، لتدرك حجم الاحتياج إلى محتوى أصيل، يحافظ على قيم الأسرة ويحمى أطفالنا وشبابنا فى الوقوع فى براثن الإعلام الأجنبي.
صار العنف هو المسيطر على محتوى الإعلام الأجنبي، بجانب الترويج لقضايا مثل المثلية والشذوذ والتطرف، مستهدفًا الشباب المصرى والعربي، ولا يمكن مواجهة ذلك بالغلق أو المنع أو المصادرة.
والبديل هو إعلام أصيل بقيم المجتمع الذى يعيش فيه، ويمهد الطريق الآمن إلى المستقبل، وهو ما تفعله "قنوات المتحدة" برفع درجات الوعى وحماية المجتمع من الأفكار الهدامة، وتعظيم قيم الأمن القومى المصرى بكل عناصرها وصورها.