ننشر .. إعترافات إرهابي أمريكي أمام المحكمة الفيدرالية

المتهم ديفيد اثناء محاكمته
المتهم ديفيد اثناء محاكمته

  اعترافات إرهابي امام المحكمة الفيدرالية، كشفت مدى خطورة إرهاب اليمين المتطرف في أمريكا؛ ليحذر خبراء الإرهاب والتطرف من كونه مثالا على التهديد المتزايد لما يسمى بالإرهاب الداخلي الذي يُلهم الشباب بالعنف وحوادث القتل المُتعمدة والعشوائية عبر خطابات الكراهية وسيناريوهات العنف التي تنتشر عبر الإنترنت بشكل مخيف حيث يقودها جماعات اليمين المتطرف التي تؤمن بنظريات المؤامرة.

شهدت المحكمة الفيدرالية في سان فرانسيسكو منذ ايام قليلة محاكمة المتهم ديفيد ديباب، 42 سنة، وهو مواطن كندي انتقل إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من 20 سنة، ينتمي إلى حزب يميني متطرف استهدف افراده عددًا من اشهر السياسيين الامريكية بهدف وقف نشر أكاذيبهم السياسية، وفي تلك الواقعة اختار المتهم وأعوانه رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي؛ حيث اشار المتهم في المحكمة أنه كان يرغب في تهديدها وإعاقتها بكسر قدميها لإجبارها على الاعتراف بأكاذيبها السياسية ونشر اعترافاتها عبر الإنترنت.

أين نانسي؟

يواجه المتهم ديفيد اتهامات عديدة بعد اقتحام منزل نانسي بيلوسي اثناء غيابها، وتوصلت هيئة المحلفين إلى كونه «مُذنب بالاعتداءات»؛ حيث اعتدى على بول بيلوسي زوج نانسي، وعمره 82 عاما، بمطرقة في منزله في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا العام الماضي، وتعرض بول إلى إصابات خطيرة وكسر في الجمجمة ثم تماثل للشفاء؛ ليواجه المتهم ديفيد لائحة اتهامات تشمل السطو واقتحام منزل مسئول فيدرالي ومحاولة خطف مسئول فيدرالي والاعتداء على أفراد اسرته بشكل مباشر بسلاح مميت وإساءة معاملة المسنين  واستمرت مداولات هيئة المحلفين ثماني ساعات قبل إدانة ديفيد ليواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 50 عامًا ومن المنتظر أن يمثل أمام القاضي لتلقي الحكم خلال الاسابيع القادمة.

كشفت التحقيقات تفاصيل خطة المتهم ديفيد عبر تهديد وإقناع نانسي بيلوسي بالاعتراف بأنها كانت تكذب على الشعب الأمريكي، وجاء في بيان الادعاء العام: وقع الاعتداء في أكتوبر 2022؛ حيث كانت بيلوسي الهدف الاهم لأفراد جماعات اليمين المتطرفة، وخطط المتهم لاقتحام منزلها مسلحًا، مرتديًا وحاملا قفازات وشريط لاصق لخطف بيلوسي إلا أنه وجد زوجها البالغ 82 عاما وظل يكرر سؤاله «أين نانسي؟»، واكد بول بيلوسي إنه كان نائماً في تلك الليلة عندما فتح الباب ودخل شاب ضخم يحمل مطرقة في يد وبعض الأربطة في اليد الأخرى ونجح الزوج في طلب المساعدة من الشرطة لكن المتهم سارع بضربه بمطرقة على رأسه في مشهد التقطته كاميرات رجال الشرطة الذين اندفعوا نحو المتهم وجردوه من سلاحه، ونقل بول إلى المستشفى وتماثل بالفعل للشفاء؛ لتتولى شرطة الكابيتول ومكتب التحقيقات الفيدرالي التحقيق في القضية، أكدت شرطة الكابيتول الأمريكية أن بيلوسي كانت في منزلها بالعاصمة واشنطن مع حرسها الأمني بصفتها رئيسة مجلس النواب لكن زوجها لا يتمتع بالحماية الفيدرالية اثناء غيابها.

قائمة الضحايا

نعود إلى اعترافات ديفيد امام المحققين؛ حيث ظل يردد نظريات المؤامرة اليمينية التي تدعو إلى العنف  والتهديد والتشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية والدعوة الى التسليح، أكد ديفيد للمحلفين أنه كان يخطط لارتداء ملابس تنكرية لإخفاء هويته واقتحام منزل بيلوسي لتهديدها من اجل استجوابها وتسجيل اعترافاتها بأكاذيبها السياسية وكان ينوي ألا يترك نانسي بيلوسي إلا بعد اعترافها بالكذب على الشعب الامريكي وإلا سيقوم بتكسير قدميها؛ ليسجل تلك الاعترافات وتحميلها ونشرها على الانترنت مباشرة، وأشار ممثلو الادعاء أنه اقتحم المنزل محملا بكاميرات وجهاز كمبيوتر وأجهزة إلكترونية، وأشار ديفيد أنه استهدف ضحايا آخرين منهم السياسيين الداعمين للمرأة وبعض السياسيين والممثلين اليساريين وهانتر بايدن نجل الرئيس جو بايدن.

                                                                                                                                                                                                                ‭ ‬لقطات‭ ‬من‭ ‬هجوم‭ ‬ديفيد

أبرزت الصحف الامريكية محاكمة ديفيد التي تؤكد وجود اتجاه جديد متزايد في الإرهاب الداخلي؛ حيث  يصبح مرتكبو هذه الحوادث متطرفين من خلال المعلومات التي يصلون إليها عبر الإنترنت دون الانضمام إلى منظمة رسمية واغلبهم يعتنق نظريات المؤامرة التي اشتعلت بإنكار نتائج انتخابات الرئاسة الامريكية 2020 في منشورات عبر الإنترنت، وبمجرد تحديد الشرطة هوية المشتبه به ديفيد في واقعة اقتحام منزل بيلوسي، تعرف المحققون سريعًا على منشوراته التي كان يكتبها دون التوقيع باسمه على الانترنت لدعم وجهات نظر يمينية متطرفة، بما في ذلك نظريات المؤامرة التي تنشر الادعاءات الكاذبة حول انتخابات عام 2020 والمؤامرات حول لقاحات كوفيد، وقالت عائلة ديفيد وقتها لصحيفة لوس أنجلوس تايمز؛ انه هو من كتب المنشورات.

دعوات العنف

يؤكد جون كوهين، منسق مكافحة الإرهاب السابق ورئيس الاستخبارات في وزارة الأمن الداخلي قائلا: من الواضح أن هجوم ديفيد كان متعمدًا، والهدف هو تحديد مكان رئيس المجلس وإلحاق الضرر به وهو استمرار للاتجاه الذي شهدناه على مدى السنوات العديدة الماضية فهى نموذج لديناميكية التهديد التي تثير قلق سلطات إنفاذ القانون بشكل غير عادي، وعلى سبيل المثال تم شيطنة بيلوسي على الإنترنت وفي العلن من قبل المواقع الالكترونية؛ حيث تم تداول رسومات تصور قطع رأسها، ودعوة لإرسال المهاجرين إلى منزلها مع نشر عنوانها، وبالفعل قام نشطاء اليمين المتطرف بطلاء احد واجهات منزلها الفاخر باللون الاحمر وعلقوا رأس خنزير مع رسالة تهديد على الحائط؛ حيث كانت بيلوسي الثانية في ترتيب الرئاسة الامريكية وقت توليها رئاسة مجلس النواب.

اقرأ أيضا : بتهمة التآمر.. ترمب يمثل أمام المحكمة في العاصمة واشنطن


 

 

 

;