الأمم المتحدة توسع من نطاق إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة في إطار الهدنة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) أن الأمم المتحدة وسّعت من نطاق إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وفي شتّى أرجائها في أول أيام الهدنة الإنسانية.. وقُدمت المساعدة لمئات الآلاف من الناس من خلال إمدادهم بالأغذية والمياه واللوازم الطبية وغيرها من المواد الإنسانية الأساسية.

وأعرب منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن جريفيث، عن أمله في أن «يتبع هذا اليوم الأول من الهدنة الإنسانية العديد من الأيام الأخرى وأن يؤدي إلى وقف إطلاق نار إنساني طويل الأمد لصالح سكان غزة وإسرائيل وخارجها».

اقرأ أيضاً| 50 ألف إسرائيلي يتظاهرون في تل أبيب للمُطالبة بإعادة باقي "المُحتجزين والأسرى" في غزة

وأشار مكتب الأمم المتحدة أوتشا في آخر تقرير له عن الوضع في غزة، إلى أن الغارات الإسرائيلية تصاعدت من البرّ والبحر والجو خلال الساعات الـ24 التي سبقت الهدنة في شتّى أرجاء غزة، كما احتدمت المعارك البرّية مع الجماعات المسلّحة الفلسطينية في شمال وادي غزة وفي المنطقة الوسطى.. وفي إحدى أكثر الأحداث دموية، تعرّضت مدرسة في جباليا للقصف في غارة جوية، مما أسفر عن مقتل 27 شخصا وإصابة 93 آخرين، حسبما أفادت التقارير.

وأضاف المكتب أن الأمم المتحدة تمكنّت من توسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وفي شتّى أرجائها بسبب الهدنة.. وأمس، أُرسلت 200 شاحنة من نيتسانا إلى معبر رفح، وفرّغت نقطة الاستلام التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة البضائع من 137 شاحنة، وهو ما يُشكّل أكبر كمية من المساعدات منذ استئناف عمليات إيصال المساعدات الإنسانية في 21 أكتوبر.. ولأول مرة منذ 7 أكتوبر، عبرت أربع شاحنات محملة بغاز الطهي إلى غزة، بالإضافة إلى 129 ألف لتر من الوقود.

وتُفيد التقارير بأن الاتفاق ينطوي على الإفراج التدريجي عن الرهائن والمحتجزين.. وتم أمس أُطلق سراح 24 رهينة كانوا مُحتجزين في غزة و39 فلسطينيا كانوا مُحتجزين في السجون الإسرائيلية.. وكان من بين الرهائن الذين أُطلق سراحهم 13 إسرائيليا – تسع نساء وأربعة أطفال – و11 مواطنا أجنبيا.. وكان من بين المعتقلين الفلسطينيين 24 امرأة و15 صبيا.


وتشير التقديرات إلى أن عدة آلاف من الفلسطينيين حاولوا الانتقال أمس من جنوب وادي غزة إلى الشمال، على الرغم من تحذير الجيش الإسرائيلي من أن العودة إلى الشمال محظورة.. وفي عدة أحداث وقعت في الصباح وبعد الظهر، أطلقت القوات الإسرائيلية النار وألقت قنابل الغاز المسيل للدموع على الأشخاص المتجهين شمالا، وأفادت التقارير بمقتل شخص واحد على الأقل وإصابة العشرات.

كما قامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وفريق من الأمم المتحدة أمس بإجلاء ما لا يقل عن 21 مريضا ومصابا، بالإضافة إلى 19 شخصا من مرافقيهم، من المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة (في الشمال) إلى مستشفى في خان يونس (في الجنوب).. وعلى الرغم من مواجهة نقص في إمدادات الكهرباء والمواد الغذائية واللوازم، استأنف المستشفى الأهلي استقبال المرضى وتقديم خدمات طبية محدودة، بعد تعذر الوصول إليها لعدة أيام.

وتمكنت قافلة تابعة للأمم المتحدة أمس من الوصول إلى منشأتين تابعتين للأونروا تأويان مُهجّرين في الشمال، حيث قامت بتسليم الدقيق وإجراء تقييم أولي، وهو ما شكّل أول عملية تسليم مساعدات إلى مركز إيواء في الشمال منذ أكثر من شهر.

من ناحية أخرى، ازدادت حدّة الغارات الجوية وعمليات القصف والاشتباكات البرية خلال الليل وحتى دخول هدنة المساعدات الإنسانية حيّز التنفيذ في الساعة السابعة من صباح أمس.. وتفيد التقارير بأن مخيم جباليا للاجئين في الشمال تعرّض لإحدى أعنف عمليات القصف المدفعي حتى الآن.. وأفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية قامت بإطلاق نيران الدبابات المكثفة وشن العمليات البرية، فضلا عن احتدام الاشتباكات مع الجماعات المسلّحة، في المناطق الواقعة شرق البريج ودير البلح والمغراقة ومخيم النصيرات ومخيم المغازي.. كما أفادت التقارير بوقوع قصف بالدبابات شرق رفح وخان يونس.

كما أسفرت عدة غارات جوية إسرائيلية نُفذت أول أمس عن وقوع العديد من الإصابات.. وبالإضافة إلى الحدث الذي وقع في مدرسة جباليا، تم الإبلاغ عن الأحداث التالية: بعد منتصف النهار بقليل، أصيب مبنيان سكنيان في مناطق مختلفة من مدينة رفح، مما أسفر عن مقتل ما مجموعه 14 شخصا، من بينهم ستة أطفال، حسبما أفادت التقارير.. وقُصف منزل في وسط مدينة خان يونس، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم امرأة حامل، حسبما أفادت التقارير.. وقُصف منزل في منطقة الشيخ رضوان بمدينة غزة، مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص. كما قُصفت سيارتان في مخيم النصيرات، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا، معظمهم من الأطفال.

ووفقا للمكتب الإعلامي الحكومي، قُتل أكثر من 14 ألفا و800 شخص في غزة حتى مساء أول أمس، من بينهم حوالي 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة.. وقد دأب المكتب، الذي يتبع السلطات الفعلية في غزة، على الإبلاغ عن عدد الضحايا منذ أن توقفت وزارة الصحة في غزة عن القيام بذلك في 11 نوفمبر، في أعقاب انهيار الخدمات والاتصالات في المستشفيات في الشمال.

وبالنسبة للتهجير في قطاع غزة، واصل الجيش الإسرائيلي دعوة السكان في الشمال وممارسة الضغط عليهم للتوجه نحو الجنوب عبر «ممر» أقامه على طول طريق المرور الرئيسي، وهو شارع صلاح الدين.. وأشارت تقديرات فريق الرصد التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن أقل من 400 شخص انتقلوا نحو الجنوب.

وأشار رجل أجرى معه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مقابلة عند نقطة العبور إلى أن السبب الرئيسي الذي أجبره هو وأسرته على مغادرة الشمال نجم عن ما تعرضوا له من تجويع.. وقال أيضا أن أسرته لم تتلق أي مساعدات غذائية منذ أسابيع، مما أجبرهم على اقتحام محلات البقالة للعثور على طعام للبقاء على قيد الحياة.

وفي الأيام السابقة، كانت القوات الإسرائيلية تعتقل بعض الأشخاص الذين كانوا ينتقلون عبر «الممر». وأشار المُهجّرون الذين أجرى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مقابلات معهم إلى أن القوّات الإسرائيلية أقامت حاجزًا غير مأهولا لتوجيه الناس من مسافة بعيدة للمرور عبر مبنيين يُعتقد بأنه تم تركيب نظام للمراقبة عليهما.. وتُصدر الأوامر إلى المُهجّرين لإبراز بطاقات هوياتهم والخضوع لما يبدو أنه نظام للتعرف على الوجوه.

كما لوحظ زيادة في انتقال الأطفال الذين لا يصحبهم ذووهم والأسر التي انفصل أفرادها عن بعضهم بعضًا خلال الأيام الأخيرة، وتعمل الجهات الفاعلة الإنسانية على مساعدة هؤلاء الأطفال من خلال تسجيل حالاتهم.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.7 مليون شخص في غزة، أي ما يقرب من 80 بالمائة من السكان، باتوا مُهجّرين.. ومن بين هؤلاء نحو 896 ألف مُهجّر يلتمس المأوى في 99 مركز إيواء في الجنوب.

وبسبب الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا، ارتفعت نسبة الأمراض والحالات السارية، مثل الإسهال وأمراض الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية والحالات المتعلقة بالنظافة مثل القمل، بشكلٍ ملحوظ.

وبالنسبة لوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، دخل أمس 129 ألف لتر من الوقود إلى غزة من مصر.. وللمرة الأولى منذ 7 أكتوبر، دخلت أربع شاحنات مُحمّلة بغاز الطهي إلى غزة. وتتولى الأونروا توزيع الوقود لإسناد عمليات توزيع الأغذية وتشغيل الموّلدات في المستشفيات ومنشآت المياه والصرف الصحي ومراكز الإيواء وغيرها من الخدمات الضرورية.

ومساء أول أمس فرّغت نقطة الاستلام التابعة لوكالة الأونروا في غزة البضائع من 137 شاحنة. وفي الإجمال، دخل ما لا يقل عن ألف و860 شاحنة مُحمّلة بالإمدادات الإنسانية (باستثناء الوقود) غزة عبر الحدود المصرية بين 21 و23 نوفمبر، وذلك بالمقارنة مع متوسط شهري كان يقارب 10 آلاف شاحنة كانت تدخل غزة قبل 7 أكتوبر وتحمل السلع التجارية والإنسانية (باستثناء الوقود).

وسُمح أمس لعدد ما من الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل في مصر بالعودة إلى غزة للمرة الأولى منذ نشوب الأعمال القتالية.

وفي اليوم ذاته، غادر 23 مصابا ومريضا، بالإضافة إلى 21 شخصا من مرافقيهم، غزة عبر معبر رفح.. ولم يغادر أي من المواطنين من حملة الجنسيات المزدوجة والأجانب غزة إلى مصر أمس.. ولا تشمل هذه الأرقام الرهائن الذي تم الإفراج عنهم.

وبالنسبة للتمويل، فحتى أمس، صرفت الدول الأعضاء 238.6 مليون دولار لصالح النداء العاجل المحدَّث الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لتنقيد خطة الاستجابة التي وضعوها من أجل دعم 2.2 مليون شخص في قطاع غزة و500 ألف آخرين في الضفة الغربية.. ويُشكّل هذا المبلغ نحو 20 بالمائة من المبلغ المطلوب وقدره 1.2 مليار دولار.. كما جرى التعهد بتقديم مبلغ إضافي قدره 250 مليون دولار.. وتجمع التبرّعات الخاصة من خلال الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة.