قضية ورأى

الرد على مزاعم إسرائيل الوهمية «٢/٣»

الأنباء أغاثون
الأنباء أغاثون

ثانياً- تزعُمُ إسرائيل، أنها شعب الله المختار:

١- إن الله جل اسمه قدوس، وعادل وبار، لا يميز بين فرد وفرد، ولا بين شعب وشعب، على أساس من جنس أو لون.

فكل الناس خليقته، وجميعهم خلقوا على صورته ومثاله. وإنما يميز بينهم، على أساس ما اختاروا لأنفسهم ، وما دربوا ذواتهم عليه، من تقوى وفضيلة، وبر وعمل صالح. وبنفس الغضب، الذى يغضب به على قوم عصوا وصاياه، يغضب على غيرهم، لو صنعوا شراً وظلماً فى الأرض، حتى لو كان لهؤلاء الأخيرين، وعد بخير أو نعمة.

فاختيار الله لفرد أو لشعب، لا يقوم على غير أساس، أو على أساس تحكمى تعسفى. حاشا، وليس هناك فرد مختار، أو شعب مختار من غير قيد أو شرط، من جانب هذا الشعب، أو ذاك الفرد وإنما الاختيار من جانب الله، مشروط باستحقاق الفرد أو الشعب، لذلك الاختيار، مرتبط بطاعة الفرد، أو الشعب لوصايا الله، ورسومه وأحكامه، التى إن صنعها الإنسان، يحيا بها.

وبالنسبة لبنى إسرائيل، فقد ضلوا وزاغوا، وتمردوا على الله، وعصوا وصاياه، ورفضوا المسيح وصلبوه.

فصاروا أعداء الله، وجَرُّوا معهم أبناءهم وأحفادهم، فى تحمل مسئولية ما صنعوا، إذ قالوا: ( اصلبه اصلبه ) ( لوقا ٢٣:٢١)، (دمه علينا، وعلى أبنائنا)، ( متى ٢٧ ٢٥ ).

- وبهذا حلت عليهم، وعلى أبنائهم ، اللعنة إلى الأبد.

وقد قال المسيح مخلصنا، فى مثل الكرام والكرامين، الذى شبه فيه الكنيسة بالكرم، والله بصاحب الكرم، وزعماء اليهود، بالكرامين الأردياء، الذين قتلوا أنبياء الله، ولما جاء هم المسيح صاحب الكرم، قالوا فيما بينهم: ( هذا هو الوارث، فَهَلْمُوا نقتله، وتستولى على ميراثه، ثم أمسكوه وأخذوه إلى خارج
الكرم، وقتلوه... قال مخلصنا، موجهاً الخطاب إلى اليهود: لذلك أقول لكم، إن ملكوتَ اللَّهِ، سَيُنْزَعُ مِنكُم ويُعطى لأمة، تؤدى أثماره»، (متى ٢١ : ٤٤:٣٣) .
٤- كان اليهودى يفاخر بأنه ابن إبراهيم، وأنه من شعب الله المختار.

وكان يعتقد أن إبراهيم، سيقف فى اليوم الأخير، على باب الجنة، ولا يدخل الجنة، إلا من شهد عنه إبراهيم، أنه من جنس اليهود، أبناء إبراهيم وكان اليهودى، يحتقر من هو غير يهودى، ويسميهم الأمم، وهى تقابل كلمة البرابرة، التى عند اليونان القدماء.

وجاء فى التلمود: ( إن الله يحقد، على غير اليهود)، وجاء فى موضع آخر: ( من أبغض المعاصى عند الله، أن يعطف اليهود، على أولئك الذين لا عقل لهم، وأعنى بهم الأمم، من غير اليهود. وكان اليهود يرون أنفسهم وحدهم، من عنصر إلهى. أما الأمم غير اليهودية، فهى حيوانات ذات أشكال آدمية.

ولذلك كان اليهودى، يفخر بكونه يهودياً. وحتى فى صلاته، كان يقول: ( أشكرك اللهم لأنك خلقتنى، رجلاً لا امرأة، حراً لا عبداً، يهودياً لا أممياً).

أسقف مغاغة والعدوة