إنها مصر

التحية للرئيس

كرم جبر
كرم جبر

تحية واجبة للرئيس عبد الفتاح السيسى، فقد جعله الله سبباً فى رفع الظلم عن المعذبين فى غزة، حتى لو كانت هدنة إنسانية مؤقتة، فالآمال معقودة على ما يبذله من جهد لا ينقطع للوصول إلى الأهداف التى أعلنتها مصر منذ البداية.

هذه هى مصر وزعيمها ومواقفها الوطنية الخالصة لوجه المولى عز وجل، فلم تتوان لحظة واحدة عن تحمل مسئوليتها التاريخية عن طيب خاطر، للدفاع عن القضية الفلسطينية والتصدى لمؤامرات تصفيتها.

المهم أن تتحول الهدنة الإنسانية إلى وقف إطلاق النار، ولا تعود إسرائيل إلى غارات حرق الأرض ومن عليها، فهى ليست فسحة لتلتقط أنفاسها وتسترد أسراها، ثم تعود بعدها أكثر عنفاً وشراسة.

والمهم أن يفتح معبر رفح طوال اليوم لنقل شحنات المساعدات الإنسانية، بالقدر الذى يخفف المعاناة عن أهالى غزة، فالحياة فى الشتاء صعبة وقاسية، والأمطار والبرد والرياح تعصف ببشر كانوا مثلنا يعيشون فى بيوتهم، وانهارت حياتهم وتهدمت منازلهم.

منظر الخيام البالية المقامة وسط الطين والمياه يمزق القلب، ففيها يعيش أهالى غزة، رجالاً ونساءً وأطفالاً وعجائز، لا يحميهم من برد الشتاء شيء، ولا توجد دورات مياه ولا أى وسائل إعاشة.

وهؤلاء هم الأولى بالرعاية مثل الأسرى تماماً، فالأسرى الإسرائيليون سوف يعودون لأسرهم وبيوتهم، أما الفلسطينيون فهم أسرى الحياة القاسية والغارات الوحشية والحرب الإجرامية، ولا يعلم أحد متى تنتهى.

سكان غزة يحتاجون كل شيء فليس لديهم أى شيء، ولن تكون أربعة أيام أو حتى شهراً كافية لتخفيف المعاناة عنهم، فالخراب الذى أحدثته إسرائيل يحتاج سنوات طويلة حتى يتم إصلاحه وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه.

الهدنة الإنسانية لن تكون ذات جدوى إذا عادت إسرائيل للحرب، بل ستزداد المعاناة من فرط وحشية عدو لا يؤتمن وليس له كلمة أو وعد، ويتسلح بالأكاذيب المفضوحة، ولا يهمه الإدانات الواسعة التى توصم عدوانه بالعار ومعاداة الإنسانية.

المهم أن يقلع زعماء الغرب عن حجتهم الكاذبة بأن وقف إطلاق النار هو "جريمة حرب"، فهذا افتراء مفضوح لتبرير جريمة إسرائيل الكبرى، وليس صحيحاً بالمرة كما يزعمون أنه يمنح حماس الفرصة لتعيد تنظيم صفوفها.

فإذا كان "وقف الحرب"، "جريمة حرب"، فبماذا يوصف استمرارها، وهى تستهدف المدارس والمستشفيات والمرافق وتضرب المدنيين دون رحمة أو هوادة، وتنتهك أبسط معانى القيم الإنسانية.

فهل يحقق استمرار الحرب الأمن والسلام لإسرائيل، وهى تمارس العنف الوحشى منذ 75 عاماً، ودون أن تحقق السلام والحياة الطبيعية، وجعلت من كانوا يؤمنون بالسلام والتطبيع يعتذرون لشعوبهم عن خطيئة ما يسمى أنصار السلام.

وقف الحرب هو الخطوة الأولى لطرق أبواب السلام، والاتفاق على مستقبل التسوية، رغم فداحة الجرح العربى والفلسطينى من عربدة إسرائيل ووجهها العدوانى القبيح.