حاتم نعام يكتب: مصر دار السلام في المنطقة المشتعلة

الكاتب الصحفي، حاتم نعام
الكاتب الصحفي، حاتم نعام

هي الأرض السوداء، الأرض الحمراء، هي أرض النار،  أقدم تاريخ لدولة في العالم، هكذا قال التاريخ عن مصر واثبتته المواقف، مصر التي مهما تعرضت لنكبات فإنها لن تضيع، وشعبها يستكين تارة، ويثور تارة، لكنه لا يبيع،  قدر لها  أن تكون هي الحاضنة الآمنة، وقدر لها أيضا أن تكون الفاعل الأساسي في تفكيك أزمات المنطقة،  والدور الكبير الذي لعبته مصر  ومازالت مع  أزمات دول الجوار هو امتداد لعطاء مصر على مر التاريخ ، فمصر احتضنت الأزمة في السودان  وقامت بتسوية القضية بصورة سليمة، وقادت عملية الإنقاذ لحقن دماء شعب السودان الشقيق، كذالك كان موقف مصر تجاه الأزمة الليبية أكثر صلابة لتنقذ البلد الشقيق من مخطط معد مسبقاً لنهب ثرواتها.

وعندما احتاجت اليمن إلى حاضنة عربية كانت مصر الداعم الأول لاستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب المدعوم.
أما الأحداث التي تجري الآن على أرض فلسطين فدخلت مصر على خط الأزمة وفرضت الوساطة المصرية لتهدئة الأوضاع وتسارعت التحركات المصرية الدبلوماسية على المستويين الإقليمي والدولي لاحتواء تبعات الأزمة المدعومة من النظام الدولي.

مصر التي رغم كل تلك التوترات وتعقد المشهد الإقليمي المحيط بحدود ها واضطرابه إلا أنها نجحت في الحفاظ على أمنها القومي من خلال اتباع استراتيجيات تتلائم مع التحديات التي فرضها الوضع الإقليمي، كذلك لأن مصر رغم الأوضاع المشتعلة فإنها محفوظة بأمر الله على مر التاريخ وهي آمنة مطمئنة كرمها الله في كتبه السماوية
"ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"،

كما ورد فضل مصر في السنة فيما رواه أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إِنكم ستفتحون مصر، وهِي أرص يسمى فيها القيراط، فإذا  فتحتموها فأحسنوا إِلى  أَهلها، فإن لهم  ذمة ورحما".

وما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إِذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها  جندا  كثيرا؛ فذلك الجند خير أَجنَاد الأرْضِ" فقال أبو بكر: ولم يا رسول الله؟ قال "لإنهم وازواجهم في رباط  إِلى يوم القيامة"


وعن فضل مصر أيضا قال ابن الكندي المصري:  فضل الله مصر على سائر البلدان كما فضل بعض الناس على بعض، والأيام والليالي بعضها على بعض، وقد فضل مصر  وشهد لها في كتابه بالكرم وعظم المنزلة وأبان فضلها  في آياته، كما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في مصر وذكره للقرابة والرحم  وما خصها الله من الخصب والفضل وما أنزل فيها من البركات وأخرج منها الانبياء والعلماء والحكماء والعجائب بما لا يخص الله بلدا غيرها ولا أرضا سواها.
و قال عنها ابن ظهيره المخزومي: وأما القاهرة بالخصوص فبلد عظيم الشأن، وكرسي الإمام ، وبغية الإسلام، والدليل على شرفها وعظمها، اتخاذ الملوك لها دارا، وبيت المال بها قرارا، وجيوش الإسلام لها استقراراً، ورحل إليها ونشأ بها واستوطنها العلماء وأولياء الله الكرام.
وقال الصفدي عن مصر  أيضا : من شاهد الأرض وأقطارها
والناس أنواعا وأجناسا
ولا رأى مصر ولا أهلها 
فما رأى الدنيا ولا الناسا.

وفيها قال الشاعر: 
لعمرك ما مصر بمصر وإنما 
هي الجنة الدنيا لمن يتبصر

ويحضرني في نهاية المقال قول العقاد:  نحن في بقعة من الأرض لا يستقر العالم إذا اضطربت، ولا يضطرب العالم إذا استقرت.

هذه هي مصر  كنانة الله في أرضه مهما كانت الظروف المحيطة مضطربة داخليا وخارجيا وكانت التحديات كبيرة فلا نخشى على مصر من المغيب .