أول سطر

سترة والشويلة وإيفرست الغردقة

طاهر قابيل
طاهر قابيل

تصلح منطقة الشويلة على البحر المتوسط أن تكون من المحميات الطبيعية وتبلغ مساحتها 300 فدان، وتتبع مركز النجيلة، وهى محمية بحرية متوسطية تحتضن هضابا صخرية وسهولا منبسطة بها تباب رملية خفيفة ينتشر بها الغطاء النباتى ويتركز بشكل كبير بالمنطقة الشاطئية ويزرع الأهالى التين والزيتون.. وتختلف بيئتها عن محميتى «أشتوم الجميل والبرلس»، وبها نباتات الرطريط والغرقد والتين البرى والنكد وبصل برى والمثنان والثعلب الأحمر والزواحف الصغيرة ومن الطيور الحمام البرى والصرد الرمادى والزعرة البيضاء.

ويشغل منخفض سترة بالصحراء الغربية ألفى كيلو متر مربع ويضم منخفضى «النويمسة والبحرين»، ويشرف عليه حافة صخرية إنكسارية ميوسنية جيرية وبه أشكال رسوبية رملية، وهو حوض ترسيبى وبيئات متعددة قارية وقد مر بست مراحل فى نهاية العصر «البليستوسين والهولوسين».. وتعد قديما واحات «كركر ودنقل ودنيقل» من الأراضى الساحلية الضحلة على البحر الأيوسينى. وتقع كركر جنوب غرب السد العالى ودنقل ودنيقل بالقرب من حافة هضبة سن الكداب الجيرية.. ويمكن دخول مياه منخفضات توشكى المجاورة عن طريق مد قنوات مزودة بمحطات رفع إليها أو تغذية الخزانات الجوفية لتلك الواحات بالمياه.

وتحكى أسوار قصر الأجداب وأحجارها وسط الرمال بالصحراء الغربية حكايات من الماضى، فالقصر أحد معالم مدينة السلوم على حدودنا الغربية، فوسط تلال رملية تنبسط لتمثل سهلا تغطيه الحشائش والأشجار الموسمية تظهر أسوار وبقايا غرف ومسجد جنوب الطريق الساحلى، فالمكان يقيم به أبناء قبيلة المنفا، فالقصر فى الماضى بناه الرومان، ومع وصول الأسرة السنوسية وانتشار دعوتهم حولوه إلى منارة إشعاع ومدرسة لتعليم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وأطلقوا عليه زاوية عمران، وبنوا بجواره مسجدا وغرفا للاستقبال وأماكن ضيافة..

واستمر المكان على حاله حتى الحرب العالمية، فتعرض للقصف والهدم وأصبح أطلالا ولم يبق منه سوى السور وبقايا الغرف التى شارك فى بنائها عمال من سيوة، فسقوفها من الجير والخيش، وتبين أنه تم حفر بئر عميقة بالمكان، واستخرجت كتل حجرية تم تقسيمها ونحتها لبناء القصر، وأطلق عليه الأجداب لأن المكان كان فى الماضى جدبا شديدا وصحراء قاحلة.

وشاهدت بعد ذلك جبل شايب البنات، وهو أعلى قمة جبلية فى البحر الأحمر ويطلق عليه إيفرست الغردقة، فيمكن رؤيته من قنا وسيناء، وأطلقت عليه قبائل المعازة التى تسكن الصحراء هذا الاسم، التى تسكن الصحراء، لظهور قمته فى أول ضوء الشمس كرجل عجوز شعره أبيض، ويستغرق صعوده ونزوله قرابة 3 أيام، ويتميز بوجود بحيرة فى منتصفه تمتلئ بالماء فى أوقات المطر والسيول، ويمكن الشرب منها والاستحمام بها.. وللحديث بقية.