حروف ثائرة

بين عجز وظلم.. يوم أسود للطفولة!!

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

بالأمس . كان الاحتفال باليوم العالمى للطفل ،وما أحلاها من ذكرى ، تسابقت الدول فى إظهار اهتمامها بأطفالها ، وتنافست المدارس والنوادى وغيرها احتفالا بأزهار الحاضر وثمار المستقبل، وتزين العالم ابتهاجا وتماشيا مع الإهتمام الدولى ولو نظريا بالطفل الذى بدأ منذ عقود وصولا الى 20 نوفمبر 1959 حيث تم إعلان حقوق الطفل، الذى صادقت عليه جميع الدول ماعدا أميركا !! ، وتم اختياره يوما للطفل والطفولة


ووسط المظاهر المضيئة لاحتفال العالم بيوم الطفل ، تظهر نقطة سوداء مختلطة بلون الدماء الداكن ورائحته المنفرة ، تتلون بألوان الحرباء فى عالم يجيد بامتياز كافة صنوف النفاق والتمييز ، ليتسلل كل هذا مطفئا أى نور أو أمل للطفل فى يومه وغده !، فاهتمام العالم بالطفولة يقف على أعتاب الاحتفالات فقط ، فى حين يشارك عمليا فى ذبح الطفولة واغتيال البراءة بمهدها على أيدى قتلة لا يعرفون للإنسانية سبيلا وسفاحين ومجرمى حرب هم الأكثر دموية بالتاريخ مهما حاولوا التستر بادعاءات كاذبة ، لينقسم العالم ما بين مصفق لهذا الإجرام ، وآخر يتباكى زورا على اغتيال الطفولة دون محاولة لهدم مذبحها !!


أكثر من 40% من ضحايا العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة أطفال ما بين قتيل بأبشع أنواع القتل ، وجريح ومعاق ومشرد ، ويزداد العدد لأكثر من 7 آلاف ضحية فى أقل من شهرين ، وتزداد الفاجعة إذا ما أحصينا عشرات بل مئات الآلاف من الأطفال الذين أصيبوا بأمراض نفسية معظمها مستعصى على العلاج من هول ما يشاهدونه ويكابدونه
وييدو لكل محايد ومنصف أن استهداف إسرائيل للأطفال متعمد ومخطط بعناية لتدمير مستقبل القضية الفلسطينية وتصفيتها بتصفية أمل ومستقبل تلك الأمة المكلومة المعذبة . بقتل أطفالها بدم أبرد ما يكون ، أو تشويههم فلا يصلحون لمستقبل وطنهم المسروق وقضيتهم المستباحة ، أو تحويلهم إلى مرضى نفسيين يسهل إبعادهم وتهجيرهم ، أو قتل الأمل فيهم وما أبشعه وأقذره من هدف يسعى إليه الصهاينة !


ولا يتوقف الأمر عند ذلك بل جرائم إسرائيل ضد أطفال غزة ستبقى نقطة سوداء يندى لها جبين الإنسانية ، فإذا كانت المواثيق والأعراف الدولية الحالمة ترسم طريقا ورديا للطفولة باحثة عن طفل يتمتع بأبسط حقوقه فى الحياة من تعليم وصحة وترفيه وحماية ناهيك عن حقوق لبناء شخص سوى نفسيا ، حتى فى الحروب والنزاعات وضعت تلك المواثيق الدولية حدا أدنى لحقوق الطفل لا يجوز حرمانه منها مثل المأوى والغذاء والدواء ، حتى تلك الحدود الدنيا من الحقوق سلبتها وأكثر آلة الحرب الصهيونية ، ففى غزة أبشع صور اغتيال الطفولة والطفل ، بدءا من حرمانه من الأمن والأمان وآلاف الأطفال تم إغتيال أسرهم بالكامل ، ولا تسل عن التعليم فالمدارس مأوى للاجئين ، ولا صحة فالمستشفيات هدفا أساسيا لأحط انواع القتلة ، ولنسأل عن مشاهد الأطفال الذين ترتعد أطرافهم فزعا من هول ما شاهدوه ، ألم يهتز جفن العالم ومؤسساته لتهرع لإنقاذهم ؟! ، و لنتصور أطفالا فى عمر الزهور تنام على أصوات القنابل والصواريخ ، وتستيقظ على صراخ اليتامى والأرامل تدور أعينهم فى بحور من الدماء والدمار ، كيف حال هؤلاء ، وهل نصبح من البجاحة ان نسألهم عن يوم الطفولة والألعاب التى يفضلونها والهوايات التى يجيدونها ؟!


بئس هو العالم الذى نعيش فيه ، وبئس قيمه ومواثيقه ، ولتحيا الطفولة بغزة رغم أنف القتلة بتل أبيب وأعوانهم المنافقين المجرمين القتلة بالإنابة بالغرب اللعين !!