فى الصميم

الإسرائيليون هم الأحق بالتهجير الطوعى!!

جلال عارف
جلال عارف

بداية جيدة للتحرك العربى - الإسلامى المشترك نحو الدول الكبرى لشرح الموقف من حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على شعب فلسطين. الوفد المشترك من وزراء الخارجية بدأ من الصين، وحديث وزير الخارجية سامح شكرى فى بداية اللقاءات هناك جاء معبرا عن موقف حاسم تجاه المذابح الإسرائيلية، والمخاطر التى تهدد سلام المنطقة والعالم .
كرر الوزير سامح شكرى التأكيد على الموقف المصرى والعربى الذى يعتبر التهجير خطا أحمر، ومسئولية إسرائيل عن تعطيل دخول المساعدات بهدف دفع الفلسطينيين لمغادرة القطاع تحت وطأة القصف والحصار. وكان حديث الوزير واضحا فى اتهام  دول كبرى ، بأنها تمنح غطاء لإسرائيل لتنفيذ جرائم الحرب التى ترتكبها ضد الفلسطينيين والتى لا تسميها هذه «الدول الكبرى»، بمسمياتها الحقيقية!!


وبينما كان الوفد العربى- الإسلامى يبدأ مهمته سعيا وراء إيقاف الحرب والتأكيد على ضرورة الحل السياسى الجذرى للصراع باستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين وفى مقدمتها حقه الطبيعى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.. كان الوجه القبيح للنازية الصهيونية يزداد قبحا وبشاعة مع استمرار المذابح ضد المدنيين، ومع ارتفاع حصيلة الشهداء إلى ١٣ ألفًا بينهم ٥٥٠٠ طفل فلسطينى، ومع استمرار استهداف المستشفيات والمدارس فى خطة ممنهجة لتدمير كل أسباب الحياة ودفع الفلسطينيين إلى الاختيار الذى تريد النازية الصهيونية فرضه عليهم بين القتل أو التهجير!!


وفى نفس الوقت كانت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية، جيلا جملئيل «تعيد» تذكير العالم بأن النازية الصهيونية لن تتخلى عن وهم تهجير الفلسطينيين، وتدعو المجتمع الدولى إلى تشجيع ما أسمته «إعادة التوطين الطوعي» للفلسطينيين خارج قطاع غزة بدلا من إرسال الأموال لإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل!! وقد سبق للوزيرة الليكودية تقديم مخطط كامل لهذا التهجير إلى الحكومة الفاشية التى لا يخفى أهم أعضائها مثل «بن غفير»، و«سيموترتيش»، رغبتهم فى التطهير العرقى الكامل وإخلاء كل فلسطين من شعبها!
شعب فلسطين تعلم الدرس ولن يترك وطنه أبدا. ومصر والدول العربية أعلنت أن تهجير الفلسطينيين خط أحمر. لكن السؤال يبقى: إذا كانت الوزيرة الإسرائيلية ومعها معظم أعضاء الحكومة الإسرائيلية الفاشية يؤمنون بالتهجير الذى يسمونه الآن «التوطين الطوعى خارج فلسطين»، فلماذا يكون هذا الحل السعيد من نصيب الإسرائيليين وليس الفلسطينيين؟


ولماذا لا يعود الجميع إلى أوطانهم.. يعود الإسرائيليون إلى دول أوروبا التى تخلصت منهم، ويسترد الفلسطينيون أرضهم المحتلة؟
أليس هذا هو الأقرب للمنطق.. وللعدالة؟!