بقلم مصرى

عدالة السماء

صلاح سعد
صلاح سعد

ما يحدث الآن فى غزة من جرائم ومذابح يرتكبها المحتل الصهيونى الذى يعيث فى الأرض فسادا فى حق المدنيين يفوق بكثير كل أفلام الرعب ومصاصى الدماء التى قدمتها السينما العالمية على مدى تاريخها.. مشاهد حية ودامية تنقلها الفضائيات العالمية قبل العربية على الهواء مباشرة لأطفال رضع فى حضانات داخل المستشفيات خرجت من الخدمة بسبب نقص المواد الطبية والوقود..

وجرحى ينزفون ويصارعون الموت دون أن يجدوا علاجا فى ظل توقف الخدمات.. وصبية وعجائز لا يجدون قطرة ماء للشرب إلا مياه البحر المالحة..

وجثامين داخل الأكفان تصطف فى انتظار من يواريها الثرى.. وبنايات سكنية تتساقط فوق رءوس قاطنيها..

ونازحون سيرا على الاقدام وسط الدمار بلا مأوى أو طعام ولسان حالهم: الى أين المفر؟ والنيران تحوطهم من كل مكان.. مشاهد تقشعر لها الضمائر قبل الابدان ولو كان لها لسان لتساءلت: أين الضمير العالمى الذى يرى ويبصر كل هذه المآسى والفواجع التى تتنافى مع كل معانى الإنسانية ولكنه لا يحرك ساكنا مكتفيا بالشجب والادانة والاستنكار وتسيير قوافل الاعانة والمساعدات وكفى؟!

بينما محرقة العدو الصهيونى تزداد لهيبا واشتعالا وتنكيلا بأهل غزة العزل..

شعوب العالم ترى ان القادة فى امريكا والغرب كل ما يعنيهم هو توجيه الرسائل والتحذيرات بعدم توسيع نطاق الحرب وترك غزة تنزف دما وأهلها يلقون حتفهم وهم محاصرون داخل مصيده تفوق بكثير محرقة هتلر!!

أما نحن المشاهدين لهذه الفظائع الدموية التى تنقلها الكاميرات فقد اصابنا الاكتئاب وخيبة الامل من هول ما نرى ولا نملك غير انتظار عدالة السماء والله على كل شىء قدير وله الأمر من قبلُ ومن بعدُ!!