إسرائيل تاريخ من الأكاذيب| مذبحة دير ياسين حاضرة لترسم ملامح الدولة الدموية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

"يا دير ياسين يا جرحًا غدا فينا.. رغم المعاناة ما زلنا براكينا.. اليوم ذكراك ذاكرتي لتسعفني.. ما زلت أذكر والأعوام تقصينا.. لقريتي الأم اشتاق الطواحينا.. تلك المشاهد ما زالت تعاودني.. رغمًا عن الجرح يا أحياء ماضينا"، هكذا أخرج الشاعر الفلسطيني  لطفي الياسيني، ابن قرية دير ياسين، والذي استشهد سبعون من أفراد عائلته على أيدي العصابات الصهيونية، من مكنونه الداخلي من الألم ليعبر عن واقع مرير وجرح لم ينضب، كان مقترفون عصابات صهيونية اعتادت أن يكون الدم مثل الماء بالنسبة لها.

مذبحة دير ياسين فصل من آلاف الفصول في قصة دولة بٌنيت على الأكاذيب، وسلب الأراضي وبنت دولةً لا يُعرف لها حدودًا ولا خطوطًا، فكانت هي العصابة الكبرى، يعيش الفلسطينيون الآن في قطاع غزة فصلًا من فصولها في قطاع غزة، الذي يئن منذ السابع من أكتوبر الماضي وهو يرى أبناءه وأطفاله يسقطون تباعًا دون رحمة ولا هوادة تحت وطأة طاءرات الاحتلال الغاشم..

وخلال 42 يومًا من العدوان على قطاع غزة سقط أكثر من 12 ألف شهيد فلسطيني في غزة، بينهم أكثر من 5000 طفل، إلى جانب أكثر من 30 ألف جريح.

قصة الحاضر اختلطت بالماضي، فكان لمذبحة دير ياسين، التي كانت قبل أكثر من 75 عامًا حضورًا ذهنيًا في مشهد الطائرات التي تقصف وتقتل في قطاع غزة دون رقيب ولا حسيب.

مذبحة دير ياسين

وفي 9 أبريل عام 1948، نفذت جماعتان صهيونيتان مجزرة دير ياسين الشهيرة، التي أسفرت عن استشهاد مئات الفلسطينيين.

وجاءت المذبحة بعد نحو أسبوعين من توقيع رؤساء المستوطنات اليهودية جوار دير ياسين معاهدة سلام مع القرية الفلسطينية، لينقض بذلك المتطرفون اليهود تلك المعاهدة.

والجماعتان الصهيونيتان اللتان نفذتا الهجوم الإرهابي على الفلسطينيين في دير ياسين هما «أرجون» و«شتيرن». 

ولا توجد إحصائية رسمية مؤكدة بالرقم الصحيح لشهداء فلسطين في هذه المجزرة، والمعروف أن عدد الشهداء تراوح بين 250 و360 شهيدًا فلسطينيًا.

وقائع مذبحة دير ياسين

وتبدأ وقائع الأحداث، وفق شهادات الناجين من المجزرة، بأن الهجوم بدأ قرابة الساعة الثالثة فجر ذلك اليوم، لكن الصهاينة في حينه تفاجأوا بنيران الأهالي التي لم تكن في الحسبان، وسقط من اليهود 4 قتلى، وما لا يقل عن 32 جريحًا.

بعد ذلك طلبت العصابات الصهيونية المساعدة من قيادة  فرقة «الهاجاناة» في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّنوا من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على الأهالي دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة.

واستمرت المجزرة الوحشية الصهيونية حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب من القرية جمع الإرهابيون اليهود كل من بقي حيًا من المواطنين العرب داخل القرية وأطلقوا عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران.

وفرقة الهاجاناة التي فتحت النيران دون رحمة على أهالي دير ياسين، كانت بقيادة مناحم بيجن، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لوزراء إسرائيل.

وتفاخر بيجن بما فعله، وقال: "كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعورين.. فمن أصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون على أرض إسرائيل الحالية «فلسطين المحتلة» عام 1948 لم يتبق سوى 165 ألفًا".

 

وتابع قائلا: "لقد خلقنا الرعب بين العرب وجميع القرى في الجوار، وبضربة واحدة، غيرنا الوضع الإستراتيجي".

وكانت مجزرة دير ياسين عاملاً مؤثرًا في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين أو البلدان العربية المجاورة، لما سببته من حالة رعب عند المدنيين، خشية تكرار مثل هذه المجازر مرة أخرى، والتي تكررت لاحقًا في أنحاء متفرقة في فلسطين دون توقفٍ أو انقطاع.