سطور جريئة

الطفل العبقري في الجامعة

رفعت فياض
رفعت فياض

جدل كبير ظهر خلال الأيام الماضية حول مصير الطفل العبقرى يحيى عبد الناصر محمد، المقيد بالصف السادس الابتدائى بمدرسة اللغات الرسمية بدمياط الذى قرر مجلس الوزراء برئاسة د.مصطفى مدبولى إلحاقه إما بكلية العلوم جامعة دمياط مباشرة أو التحاقه من خلال منحة بجامعة زويل بعدما اجتاز إختبارات الذكاء بإجراء اختبار قدرات دولى للطفل «IQ Test» وتم فى ضوء نتائجه تأهيل الطالب الموهوب لخوض الاختبارات مع الطلاب المتقدمين للقبول بمدينة زويل، وشمل ذلك اختبار المواد العلمية «STEM» من فيزياء، وكيمياء، ورياضيات، وتفكير نقدى، بمستوى الثانوية العامة المصرية لمدة ٤ ساعات، وحقق فيها الطفل نجاحاً فائقاً يضعه بين أفضل 10٪ من المتقدمين لاختبارات القبول.

وأصبح السؤال: هل يجوز لهذا الطفل أن يلتحق بالمرحلة الجامعية مباشرة فى هذه السن دون المرور بدراسة المرحلة الإعدادية وكذلك مرحلة الثانوية العامة؟ وهل معنى ذكائه ونجاحه فى اختبارات الذكاء يؤكد إلمامه بكل المعلومات التى يتم تدريسها فى المرحلتين الإعدادية والثانوية العامة؟  وهل معنى ذكائه الشديد أن يجوز حصوله أيضا على البكالوريوس فى الجامعة فى سنوات أقل مادام سيكون ملما بمضمون ما يتم تدريسه للطلاب العاديين على مدى أربع سنوات طبقا للوائح والقوانين المنظمة، وإذا تخرج هذا الطفل من الجامعة وقد يكون عمره وقتها 13 أو 14 سنة فقط هل سيكون ذلك قانونيا أم مخالفا للقانون؟ 

وأنا من جانبى أؤكد أنه هناك فرقاً بين الذكاء العالى غير الطبيعى مثلما هو موجود فى طفلنا العزيز الذى أتمنى أن يكون قريبا أحد علماء مصر المتميزين وبين قدرة هذا الطفل على الإلمام بمضمون المواد العلمية وإستيعابه ليس حفظا بل قدرة على التحليل والبناء على هذه المعلومات. 

ونظرا لأن التعامل مع حالة هذا الطفل العبقرى لابد أن يكون مختلفا عن الواقع القانونى الموجود حاليا والذى يحكم أى مسئول فى مثل هذه الحالات، إلا أنه يمكن أن نسجل اسم هذا الطفل فى الجامعة على الورق فقط الآن، لأنه إذا التحق بجامعة زويل رسميا مثلا فلابد أن تعدل هى من لوائحها الداخلية أولا لتسمح بقيده بها قبل حصوله على الشهادة الإعدادية وشهادة الثانوية العامة وأى حالات أخرى مماثلة بعد ذلك، ولامانع من دراسة المقررات الدراسية بكل سنة دراسية وأن تسجل له درجاته فى مختلف المواد التى سيجتازها لحين قيام وزارة التربية والتعليم هى الأخرى بتعديل القوانين الخاصة بها بما يسمح بتسريع حصول التلميذ على الشهادات العامة سواء كانت الإعدادية أو الثانوية العامة فى مدة أقل حتى ولو فى سنة واحدة للمرحلة الإعدادية وسنة واحدة أيضا للمرحلة الثانوية، وإذا اجتازهما هذا الطفل بنجاح وأصبح ملما بمقرراتهما يلتحق بعدها بالجامعة التى تم تسجيل اسمعه فيها على الورق من قبل، ويتم احتساب درجاته فى المواد التى اجتازها فى هذه الجامعة منذ أن تم تسجيل اسمه بها ويتم قيده فى المرحلة التى وصل إليها هذا إذا كنا نريد أن نسير بشكل قانونى سليم فى التعامل مع مثل هذه الحالات المتميزة والذكية جدا من التلاميذ والأطفال بعد ذلك والتى يجب علينا رعايتها، وأن تكون البداية مع هذه الطفل العبقرى يحيى عبد الناصر محمد أما غير ذلك فسوف ندخل فى مشكلة قانونية معقده نحن فى غنى عنها.