شىء من الأمل

أكاذيب استخباراتية !

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

كما تبنى الرئيس الأمريكى بايدن أكذوبة قطع رؤوس الأطفال وحرق المدنيين التى أطلقتها إسرائيل مبكرا، فقد تبنى أيضا روايتها حول وجود قيادة حماس تحت مستشفى الشفا بغزة، وذلك لتبرير اقتحامها بعد حصارها ووقف تقديم الخدمات الصحية بها ..

بل الأكثر من ذلك فإن البيت الأبيض ادعى أن تلك الرواية الإسرائيلية تستند إلى معلومات استخباراتية أمريكية، وشاركه فى ذلك البنتاجون ومجلس الأمن القومى الأمريكى ..

والمثير أنه بعد أن أخفق الاقتحام الإسرائيلى لمستشفى الشفا فى العثورعلى قادة أو حتى مقاتلين لحماس وبعض الأسرى الذين فى قبضتها منذ السابع من أكتوبر فإن الرئيس الأمريكى ما زال متمسكا بتلك الرواية وما برح يرددها، رغم أنه تراجع عن ترديد أكذوبة قطع الرؤوس وحرق المدنيين لأنه ليس متأكدا منها! 

إن رواية وجود قيادة حماس تحت مستشفى الشفا ليست رواية جديدة، إسرائيل ترددها منذ سنوات، وقد سمعت ذلك من فلسطينيى غزة شخصيا عندما زرتها فى بداية عام ٢٠٠٩ بعد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع الذى اقتحمته فى عدوان عليه ..

وطوال هذه السنوات لم تتمكن إسرائيل ولا داعموها فى أمريكا من جمع ما يؤكد هذه الرواية التى عادت إليها لتبرر اقتحامها المستشفى، بل إنها توسعت فيها حينما روجت لاستخدام حماس كل مستشفيات غزة فى عملياتها العسكرية، لذلك استهدفت القوات الإسرائيلية مستشفى بعد الآخر فى القطاع لتصيبه بالعجز عن تقديم الخدمة الصحية للمرضى والجرحى والمصابين ..

وبالتالى فقد كان لدى الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية ما يكفيها من الوقت لكى تتحقق من تلك الرواية الإسرائيلية القديمة التى تم إحياؤها مؤخرا .. لكنها لم تفعل أو حاولت وأخفقت، ولذلك اكتفت تلك الأجهزة هى والرئيس الأمريكى  بترديد تلك الرواية الإسرائيلية ، غير مكترثة بأن ذلك يسىء إليها باعتبارها أقوى الأجهزة الاستخباراتية فى العالم وتندر البعض بأنها  تعرف ماركات الملابس الداخلية لمن تتابعهم! ..

وذلك ما يحث على الاستنتاج بأن هذه الأجهزة تروج ما تعرف أنه غير صحيح ما دام يفيد فى تحقيق غرضها والمتمثل الآن فى استمرار حرب الإبادة لفلسطينيي غزة، وهذا هو ما عاناه الرئيس بايدن بتصريحاته الأخيرة إنه لا يعرف متى تنتهى هذه الحرب !