«رَيْحانُ البَشَر» قصيدة للشاعر محمد حجاج

قصيدة للشاعر محمد حجاج
قصيدة للشاعر محمد حجاج

«مفتتح»

 

بَعْضُ التَّحايا قَدْ تُبيحُ مَشاعِرا

وَتُضيفُ للحُبِّ القَديمِ زَوائِرا

..

بِالشِّعْرِ وَالرَّسْمِ الْتَقَيْناهُمْ هُنا

وَأَبَوْا مُغادَرَتِي، لِأُمْسِيَ ساهِرا

..

حَيُّوا بِأَحْسَنِها ابْتِسامًا ناعِمًا

أَهْدُوهُ وَرْدَ المُلْتَقى وَأَزاهِرا

..

وَاسْتَمْسِكوا بِشِعارِ مَنْ قَدْ طُيِّبُوا

بِالأَخْضَرِ الفَوَّاحِ، طافوا أَشْهُرا

 

 

«القصيدة»

 

مِمَّا رَأَتْ عَيْنايَ؛ فاحتَدَّ البَصَرْ

حُورِيَّةٌ تَمْشِي، فَأَغْواها النَّهَرْ

..

تَلْقَى المُعَذَّبَ بالجَمالِ، وَإِنَّما

يُطْفِي لَهيبَ الشَّوْقِ وَجْهٌ مُقْتَمِرْ

..

يَتَعَذَّبانِ بِما يَروقُ كِلَيْهِما

لكنَّهُ منها يَزيدُ وَيَصْطَبِرْ

..

مِسْكِينَةٌ - يا نَفْسُ - حينَ هَوِيتِها

مَهْواكِ يُرْجَى، والهَوى لا يَسْتَتِرْ

..

أَسْقَمْتِني - داءَ الفِراقِ - وَلَمْ يَزَلْ

طَيَّ الفِراشِ، فَما تُراهُ المُسْتَقَرّ؟

..

قَبْرٌ؟! يَظَلُّ عَلامَةَ العِشْقِ الَّذي

ضَمَّ الثَّرى قَيْسًا، وَلَيْلى تُحْتَضَرْ

..

يا أُخْتَ حُورِ العَيْنِ، رُدِّي رُوحَهُ

لِفُؤادِهِ، فَالهَجْرُ مَدْعاةُ السَّهَرْ

..

هَيَّا أَعِيدي بالوِصالِ حَياتَهُ

لِيَعيشَ فِيكِ مَعيشَةً لا تُزْدَجَرْ

..

آثارُهُ مِنْكِ القَصيدُ، وَما لَهُ

بعدَ القَصيدِ سِوى فَناءٍ قَدْ قُدِرْ

.*.

حَوْراءُ سَمَّاها الإِلَهُ، وَفي الأَسامِي

نُورُهُ، والنُّورُ رَيْحانُ البَشَرْ

..

قَبَسٌ مِنَ المَلإِ الذي آلاؤُهُ

شَطْرُ الجَمالِ، وَلَيْتَ شِعْرِي ما انْشَطَرْ؟!

..

بَلَغَ الذُّرَا، ضَمَّ الثُّرَيَّا حُبُّها

في قَلْبِهِ، فَيْضٌ مِنَ المَلَكُوتِ قَرّ

..

شِعْرٌ هُنا، سِحْرٌ هُناكَ، فَيا تُرَى

يَتَقارَنانِ كَما تَقَارَنَتِ الشَّجَرْ

..

ما كُلُّ مَرْغوبٍ يَكونُ، وَإِنَّما

قَدَرُ المَشاعِرِ أَنْ تُدَنْدَنَ بِالوَتَرْ

..

إِلا خِلافَ المَكْرُماتِ؛ فَإِنَّها

لا شَكَّ - تُمْسي زَلَّةً، قَدْ تُغْتَفَرْ