أول سطر

بحيرة الأميرات وعين الدباديب

طاهر قابيل
طاهر قابيل

منذ سنوات أعلن عن ضم 5 مناطق أثرية للمحميات الطبيعية للحفاظ على التراث العالمى بها، هى الضباشية وعين أمور وأم الدباديب واللبخة ودير المنيرة، وتحويلها إلى مزار سياحى ومحميات عالمية، ومنع تدميرها وتلويثها أو قتل وصيد الحيوانات بها، لما فيها من مجموعات نادرة من الأشكال البيئية والأثرية ونشاط بشرى يرجع إلى إنسان عصور ما قبل التاريخ، وتم العثورعلى أدوات وبقايا ومخربشات قديمة منتشرة مغمورة وسط الرمال.

وأم اوعين الدباديب منطقة أثرية بالوادى الجديد تقع على بعد 65 كيلومترا من مدينة الخارجة، وسميت بهذا الاسم لكثرة الزواحف كالثعابين والحيات والتى يطلق عليها دبيب، والبعض يقول لكثرة مرور الدواب بالقوافل التجارية، ولها طريقان شبه مدقات.. وتضم المنطقة قلعة رومانية أثرية كبيرة كانت تستخدم حصنا، وتتكون من عدة طوابق، وبها مسار للجنود وفتحات لصب الماء والزيت المغلى على رءوس الأعداء.. وهناك معبد وكنيسة وجبانة ومدينة سكنية وخطوط مياه لرى الأراضى الزراعية التى كانت تزود القوافل التجارية من خلال البيع بالمقايضة.. وتتميز عين الدباديب بظاهرة فلكية أثرية تحدث كل عام، وهى ظهور القمر مكتملا أعلى صرحى القلعة فى ميعاد ثابت ووقت محدد .. وقد استغلت قديما فى الزراعة والرعى قبل أن تجف المياه بها.. واشتهرت أراضيها الزراعية الخصبة.. وعثر على بقايا أثار زراعية وحدود للأراضى المزروعة .

ذهبت بعد ذلك الى منخفض القطارة وبه واحتان، هما المغرة والقارة وتمثل أشجار السنط الملتوى الغطاء النباتى، وتعتمد على الأمطار والمياه الجوفية، وهوموطن للفهود، وتعيش معها الغزلان مصدر غذائه. وبالمحمية حيوانات القواع الصحراوى وابن آوى الذهبى وثعلب روبل. ومن الأنواع المنقرضة المها أبو حراب وأبوعدس وحيرم الأطلس.. وبعد ذلك ذهبت الى «بحيرة الاميرات»، أو رأس الحكمة، وتتميز بشريط ساحلى من أجمل شواطئ العالم برماله الناعمة الصفراء ومياهه الفيروزية، وبرأس الحكمة مقومات سياحية وتاريخية من مقابر الكومنولث والإيطالية والألمانية وسياحة المهرجانات والاحتفالات. وبحيرة الأميرات من أهم المواقع المرشحة للانضمام الى المحميات الطبيعية، فبها الكثير من عناصر التميز والتفرد والثراء الطبيعى..

وتبلغ مساحتها 215 كيلو مترا على الساحل الشمالى الغربى.. وشاهدت بها بيئة الهضاب الصخرية الغنية بتنوعها النباتى والنتوءات الرملية والحجر الجيرى الأبيض.. وهى بيئة مهمة للكائنات الحية.. وينتشر بها غطاء نباتى طبيعى تتغير كثافته من منطقة إلى أخرى.. ويشكل الجزء الصخرى والهضاب الشاطئية المغمورة مثالا كاملا للنظام البيئى البحرى، ومأوى للكائنات البحرية، وتبلغ مساحة الغطاء النباتى 70% ويزرع به التين والزيتون والرطريط والرتم والغرقد والطرفة والإبينص.. وتمثل السواحل الشاطئية مناطق جذب للطيور المهاجرة التى تقضى فصل الشتاء فى تلك البيئات على ساحل المتوسط.
مصر غنية بثرواتها وأثارها وتاريخها ومحمياتها الطبيعية التى لا مثيل لها بالعالم .. تحيا مصر أولا وأخير.. وللحديث بقية.