المصابون الفلسطينيون يروون تفاصيل كابوس الرعب

سفينة المساعدات التركية لدى وصولها.. والمصابون يتلقون العلاج بمستشفيات العريش
سفينة المساعدات التركية لدى وصولها.. والمصابون يتلقون العلاج بمستشفيات العريش

استقبل اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشه محافظ شمال سيناء، وصالح موطلو شن، سفير دولة تركيا بالقاهرة، أول سفينة مساعدات تركية أثناء وصولها الى ميناء العريش البحري، بحضور اللواء محمد شريف مدير الميناء واللواء مصطفى محمد مصطفى رئيس الإدارة المركزية لمكتب المحافظ، المستشار سلمى سلمان رئيس الإدارة المركزية لجمارك سيناء، وعادل الزناتى مدير عام جمارك سيناء.

وأكد المحافظ على الجهود التى تبذلها مصر بالتعاون مع كافة الأطراف لدعم الاشقاء الفلسطينيين، وايصال المساعدات المتنوعة الى القطاع.

اقرأ أيضاً | رئيس نيجيريا السابق: مصر أثبتت قدرتها لاستضافة المعرض الإفريقى للتجارة

وأشاد المحافظ بالدور الذى تقوم به تركيا فى دعم الاشقاء الفلسطينيين بالمساعدات الاغاثية المتنوعة، وتطبيب جراح الفلسطينيين بالتنسيق بين وزارتى الصحة المصرية والتركية.

من جانبه أكد السفير التركى فى القاهرة، على قوة الروابط بين الشعبين التركى والمصري، وأشار إلى التواصل بين الرئيسين المصرى والتركى بشأن الحرب على غزة.

وأوضح أن سفينة المساعدات تحتوى على 8 مستشفيات ميدانية متكاملة مجهزة بغرف العمليات ووحدات العناية المركزة، اضافة الى 20 سيارة اسعاف مجهزة و15 مولد طاقة وكميات من الادوية والمستلزمات الطبية الخاصة بتشغيل المستشفيات الميدانية.

من ناحية اخرى تتواصل فى قطاع غزة المجازرالتى أضاعت أجيالا فلسطينية على حساب الأحلام الإسرائيلية.. حيث استشهد الالاف من أبناء غزة خاصة الأطفال لتحقيق التوغل البرى لعدة مناطق فى القطاع، وهى فى النهاية خاسرة .. رغم الغطرسة والوحشية التى ارتكبتها القوات الاسرائيلية بحق المدنيين الأبرياء، اضافة الى المنازل فى مدينة غزة والمخيمات التى تكتظ بالسكان ودير البلح ورفح وخان يونس وكافة انحاء القطاع.. وإطلاق النيران من الزوارق بمناطق الساحل، وقصف المدفعية تحت غطاء جوى من الطيران الإسرائيلي.

وتعرضت المستشفيات فى شمال القطاع الى معاناة ووضع كارثي، بعد عمليات التوغل البري.. وبات مجمع الشفاء الطبى ميدانا عسكريا ومقبرة جماعية للشهداء، ولم تتمكن الطواقم الطبية من إنقاذ الجرحى، ولا حتى استخراج الجثث.. وضع مأساوى لا إنسانى فى المستشفي، وقد اصبحت الحاجة ماسة إلى الوقود لتشغيل المعدات والأجهزة لإنقاذ الجرحى.

وعبر عبد الرحمن «مرافق لشقيقه الذى يتلقى العلاج فى العريش»، عن قلقه على والديه، حيث يصران على الذهاب إلى اطلال منزلهما الذى تعرض للقصف فى معسكر البريج .. انه الحنين الذى يتمكن من الرجل السبعيني.. فقد عاش عمره كله فى منزله، ولا يمكن ان يفرط فى حلمه الذى عاش من أجله.. وهى رسالة إلى العالم تؤكد أن الاطلال هى عقيدة البقاء والحفاظ على الأرض.. وان حلم العودة مازال قائما رغم هدم المنازل.

وأضاف عبد الرحمن ان العالم كله يدين الممارسات الوحشية التى ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.. ويصفها بانها لا انسانية.. لكن نحن نريد تدخلا جادا كى تتوقف تلك المجازر.. فالنهاية محزنة للام والاب على فقدان ابنائهما تحت الانقاض، والبنت التى فقدت اسرتها بالكامل نتيحة قصف منزلهم، لتخرج إلى العالم بجسارة وقوة كى تواجه الحياة بمشاركة الاخرين لتحقيق حلم الاجداد فى الحفاظ على الارض.

سيدة عمرها 55 عاما، من عائلة الطلاع بمخيم النصيرات، جاءت مرافقة لابنتها، بعد أن فقدت عائلتها بالكامل فى عملية قصف استهدف عدة منازل فى مخيم النصيرات من بينها منزلهم، حيث استشهد جميع من بالمنزل، ولم ينج سواها مع ابنتها التى فقدت هى الأخرى زوجها وأولادها جميعا.

وأضافت أن إسرائيل استهدفت أكثر من عائلة فى عدة مخيمات فى مناطق شمال غزة، وان آلة الحرب الإسرائيلية، مازالت ترتكب مجازر فى مخيمات ومناطق حيوية، منذ بداية العدوان على القطاع، وشهدت الأيام الأولى للحرب ابادة 500 مواطن فلسطيني، أى أن عائلات بالكامل شُطبت من السجل المدنى الفلسطيني.

وقالت: نريد أن تصل صرخاتنا إلى المجتمع الدولي، لعله يتحرك ويستجيب لنداءات زعماء الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسهم الرئيس السيسي، الذى اتخذ موقفا حاسما ورافضا لفكرة التهجير القسرى للمدنيين وتصفية القضية الفلسطينية.

بدوره يتواجد فى سيناء أبو وليد من مخيم جباليا فى شمال غزة، مرافقا لنجله الذى اصيب أثر قصف صاروخي.. وأوضح انه يتواصل مع باقى الاهل الذين نجوا من الموت باعجوبة، والذين وصفوا مشاهد الرعب التى عاشوها، وقال: هناك مخاوف لدى النازحين من إطلاق النار، حيث تم حصارهم مع المرضي، كما غابت سيارات الإسعاف داخل مجمع الشفاءعن الخدمة. إلى جانب انتشار جثث الشهداء فى الشوارع.

وأضاف: نريد حلا.. أين الصليب الأحمر الدولي؟ لماذا لا يرصد ما تمارسه إسرائيل ضد المدنيين الأبرياء؟ لكنه يتمسك بالأمل، لثقته فى القيادة السياسية المصرية، فهو دور ليس بجديد على مصر التى تساند القضية الفلسطينية دوما.

ويروى رامى رمانة من حى الرمال بغزة، الأحداث الوحشية التى يتعرض لها القطاع. فرت الدمعة من عينيه.. ثم سكت برهة، وقال: لا يبكى الرجال إلا حسرة على ضياع اوطانهم .. وليس خوفا من  الموت، فهم يقدمون أنفسهم فداء من أجل البقاء والحفاظ على الارض.. هذه هى العقيدة التى يؤمن بها الفلسطينيون ويدافعون عنها مهما كلفهم ذلك من سقوط ضحايا.. وأضاف: نحن باقون وهم المغادرون بلا رجعة.. فجأة لمعت عيناه وهو يقول: نؤمن بأن مصر تقف سندا فى ظهر الفلسطينيين.. تضامنا معهم من أجل الحفاظ على حقوق الفلسطينيين المشروعة فى إقامة دولة مستقلة.. هكذا كانت دائما مواقف الرئيس السيسي.

 رمضان عبده، فلسطينى الأصل من أبناء غزة يحمل جواز سفر برازيليا. وصل للأراضى المصرية عن طريق معبر رفح مع زوجته وطفلته، يؤكد أنه عاش مآسى الحرب طوال أكثر من شهر بكل مراحلها، حيث كان يسكن مدينة غزة التى تعرضت لقصف مكثف وغارات الطيران بشكل متواصل.. لذا قرر الانتقال من الشمال للجنوب، الذى لم يسلم هو الاخر من عمليات القصف، وانتظر فتح معبر رفح البرى للسفر إلى البرازيل.

 قال: شاهدت الجثث ملقاة على الارض، والجرحى يصرخون ألما والدماء تسيل من أجسامهم..  والكل يسارع من اجل انقاذهم، انه مشهد دموى مؤثر.. سيظل عالقا فى الاذهان رغم خروجى من غزة.

وأضاف ان ابنته الصغيرة دخلت فى حالة بكاء شديد من هول ما رأت، وظلت الكوابيس تلاحقها ليلا بسبب المشاهد التى لم تألفها، وهو يشفق كثيرا على الفلسطينيين فى القطاع والذين يمارس بحقهم العديد من المجازر.

وأضاف: نتألم كثيرا لهذه المشاهد المأساوية والمجازر الدموية،  فالجيش الإسرائيلى لا يرى فينا طفلا ولا شيخا ولا سيدة. يقصف المدنيين دون رحمة ولا هوادة، فالانسانية لم تشفع لدى إسرائيل  ولا النداءات التى وجهتها الدول العربية والأجنبية وكذلك المنظمات الدولية. ولكن نثق فى الجهود التى يبذلها الرئيس السيسى من أجل التهدئة.