بدون تردد

أمريكا.. وحقوق الإنسان

محمد بركات
محمد بركات

كان ولا يزال المشهد الجارى على مرأى ومسمع من العالم كله، طوال الأيام السبعة والثلاثين التى مضت على العدوان الإسرائيلى الغاشم واللا إنسانى على الشعب الفلسطينى فى غزة، مثيراً لموجة عارمة من الغضب والألم، وداعياً للاستنكار والرفض لعمليات القتل والدمار والإرهاب، التى تمارسها قوات جيش الاحتلال ضد النساء والأطفال والشيوخ والمواطنين العزل.


ولكن المشهد كان ولا يزال فى ذات الوقت كاشفاً عن مدى الكذب والخداع، التى تمارسه القوى الدولية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبقية الدول الأوروبية المنضوية تحت جناحها، التى ظلت طوال الأعوام الماضية منذ منتصف القرن الماضى وحتى الأمس واليوم، تمارس الكذب العلنى على كل شعوب العالم، وتدعى إنها الحامى الأول لحقوق الانسان فى كل مكان، والمدافع الصلب عن حريات الشعوب وحقها فى تقرير المصير.


وقد ثبت بالدليل الحى فى كل يوم خلال السبعة والثلاثين يوماً الماضية وحتى الآن، مخالفة هذه الادعاءات للحقيقة تماماً، حيث كانت ولا تزال آلة الحرب والقتل والدمار الإسرائيلية، تمارس عملها الإجرامى فى هدم المنازل والمنشآت على رءوس أهلنا فى غزة، وتقوم بتدمير كل صور الحياة فى القطاع، وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتمارس الإبادة الجماعية، دون أن تتحرك هذه القوى وتلك الدول لوقف المجازر أو حتى استنكارها.


لم تتحرك هذه القوى لوقف المجازر والمذابح المستمرة ليل نهار، رغم أنها كانت ولاتزال تصدع رءوسنا ورءوس العالم كله، بأنها المدافعة عن الإنسان وحقوقه والمدافعة عن كل القوانين الإنسانية،...، ولكنها تجاهلت حق الإنسان الفلسطينى فى الحياة.


وقفت هذه الدول موقف المتفرج.. بل المشجع والمبارك لهذه الجرائم بكل بجاحة وصفاقة، وأعلنت تأييدها للعدوان ورفضها لوقف إطلاق النار.
ورأينا هذه القوى العظمى تتبارى وتتسابق فى إعلانها عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها،...، وذلك دون خجل بل فى وقاحة وصفاقة كاملين.
وحتى عندما استشعرت هذه القوى استهجان كل الشعوب لموقفها المخزى عدلت موقفها إلى الادعاءات قولاً وليس فعلاً بأنها مع المطالبة بهدنة لمدة لا تزيد عن أربع «4» ساعات ولكنها ضد وقف إطلاق النار،...، بالرغم من انه القرار الوحيد الذى يوقف القتل والإبادة.
وهكذا كانت ولا تزال حرب الإرهاب والإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين، كاشفة لحقيقة موقف تلك القوى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، تجاه حقوق الإنسان وحرية الشعوب.