إنها مصر

دور مصر

كرم جبر
كرم جبر

الحفاظ على مصر معناه الاصطفاف حولها قولاً وفعلاً، وندرك أن الخطر يحيط ببلادنا ، ونعظم الثقة التامة فى الرئيس السيسى، الذى يدير بحكمة واقتدار أصعب الأزمات التى تمر بها المنطقة، وقوى الشر تتحرك فى العلن والخفاء .


نجحت مصر فى إخماد مؤامرات التوريط بكل أشكالها ، من المخططات المحمومة للتهجير، حتى المزايدات القديمة للحرب ، وانسحبت تيارات «النضال الصوتى» بعد أن انكشفت حيلها .


هوية الوطن تكمن فى الدولة القوية التى تحتوى الجميع، وهى السياج القوى الذى يحمينا، فى الانتصارات والانكسارات، وقوة البلاد تكمن فى الحفاظ على ثوابتها وعدم التفريط فيها، وأهمها عدم السماح ببث الفتن بين المصريين.
وأثبتت أحداث غزة بالأدلة القاطعة أن مصر لها الصدارة دون صخب أو ضجيج، وأن الأدوار لا تباع ولا تشترى ، وإنما بالقدرة على تحمل المسئوليات الجسام،، فمن أراد منهم أن يحارب فليحارب بقواته وليس بالجيش المصرى، الذى يعرف جيدا كيف يحافظ على الأمن القومى المصرى.
وكانت مصر بالفعل منسحبة فى محيطها العربى والإقليمى والدولى بفعل ما مرت به من أحداث فى أسوأ الفترات من 2011 حتى 2013 ، وتعانى جراحاً ساخنة في
الداخل، أثرت على دورها فى الخارج، وتصور المتربصون أن الوقوع لن يعقبه وقوف وصمود، وإنها لن تنهض من كبوتها قبل ثلاثين عاما على الأقل.
هل تذكرون كيف كان الواقع العربي؟ كل يبكى على ليلاه، وليل العرب مظلم ودموي، بفعل انفجار شظايا الإرهاب هنا وهناك، بإطلاق جماعات دموية مسلحة فى حروب « الاشتعال الذاتى»،وفى القلب مصر التى امتدت إليها معظم السهام.


وكانت يد الله فوق أيديهم، وتولى زمام الأمور فى البلاد زعيم وطنى يعرف جيدا قيمة مصر، وعزّ عليه أن يسلبوا وطناً عظيماً مكانته وأمجاده، وانطلقت بلاده فى سباق مع الزمن، لاستعادة المكانة والدور.


الأدوار لا تُكتسب بالكلام، والمكانة لا تعود بالشعارات، وإنما برفع هامة البلاد وقامتها ، والعمل الشاق ليل نهار، وبث روح العزيمة والإصرار فى مواطنيها، والتشييد والبناء والتعمير، وكلما بُنيت طوبة، استردت البلاد متراً ،ولأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ونحن الآن نجنى الثمار فى الاحترام الذى تناله مصر فى المجتمع الدولى ، وتجسد فى القرارات الصادرة عن القمة العربية الإسلامية فى الرياض، وفى تشاور كل زعماء العالم مع رئيس مصر بشأن أحداث غزة.