سطور جريئة

جريمة عميد فى كيان وهمى

رفعت فياض
رفعت فياض

السبت الماضى كشفت هنا فى هذا المقال جزءا من جريمة الكيانات الوهمية التى يتم ضبطها كل يوم فى مختلف المحافظات والتى تصدر شهادات مزورة فى كل التخصصات حتى أن عدد هذه الكيانات التى أغلقتها وزارة التعليم العالى خلال السنوات الثلاث الماضية وحتى الآن فاق 400 مركز وهمى سرطانى تصدر جميعها شهادات مزورة لمن يريد ـ دبلوم عالى ـ بكالوريوس ـ ماجستير ـ دكتوراه.

مما أصبح يهدد الأمن القومى للمجتمع كله لخطورة استخدام هذه الشهادات المزورة بعد ذلك، وأنها تنمى لدى الكثيرين ثقافة التزوير فى كل شىء، وللأسف تدعى معظم هذه المراكز أيضا أنها تعمل بالشراكة مع جامعات حكومية ووزارات وجامعات أجنبية، ويتم ختم هذه الشهادات بأختام مزورة.

وقد يتم النصب بها فى عمليات الزواج أيضا، ولذلك طلبت من د.أيمن عاشور وزير التعليم العالى أن يبدأ فى إعداد تشريع يتم فيه تغليظ العقوبة على كل من يثبت أن له علاقة بمثل هذه المراكز الوهمية لأن غلقها فقط لم يعد يكفى خاصة بعد أن أصبحت جريمة بكل معانى الكلمة ـ وأن ينص هذا التشريع على معاقبة كل من له علاقة بها سواء المنشئون لها أو من يقومون بالتدريس فيها أو يلتحقون بها .

لأن الجميع يعلم من البداية عدم قانونيتها وطبيعة الجريمة التى يتم ارتكابها فى هذه المراكزـ طلبت من الوزير ذلك بعد أن اكتشفت تنامى سرطان هذه المراكز الوهمية لدرجة أن يقوم عميد المعهد العالى للسياحة بكنج مريوط بنفسه ويدعى د.أسامة إبراهيم عبد السلام ـ بالتعاون بشكل رسمى ومباشر مع أحد هذه المراكز الوهمية بالإسكندرية والتى تطلق على نفسها كلمة «الأكاديمية المصرية الدولية للضيافة الجوية وعلوم الطيران» والتى كنت قد أبلغت وزارة التعليم العالى عنها، وقامت لجنة الضبطية القضائية بالتحقق من جريمتها وكان هذا العميد يقوم بنفسه بالتدريس فيها وليكون طعما لجذب أكبر عدد من الطلاب الراغبين فى الحصول على مثل هذه الشهادات المزورة .

وطبعا كله بحسابه، بل كان يقوم بحضور حفلات التخرج والتكريم ليسلم بنفسه الطلاب الملتحقين بهذه المركز الوهمى هذه الشهادات لتكتمل صورة الجريمة التى ارتكبها فى حق نفسه وفى حق الدولة عندما ساهم فى إصدار شهادات مزورة لكل من يلتحق بهذا المركز الوهمى (وهذا كله تحت يدنا صوت وصورة) ـ بل وارتكب جريمة أخرى فى حق المعهد الذى كان يتولى عمادته لأنه بفعلته هذه كان يتعامل مع مركز منافس لتخصص هذا المعهد ـ وإن كان للأسف مركزاً وهميًا وشهاداته مزورة.

وفور أن علم د.يوسف درويش المالك لمعاهد كنج مريوط بفعلة عميده هذا قام باستدعائه وأجرى تحقيقا داخليا معه ليعترف له بأنه ارتكب بالفعل هذه الأخطاء مع هذا المركز الوهمى ـ وعليه طلب منه المالك أن يقدم استقالته وكان ذلك يوم 25 أكتوبر الماضى وأن يرسل للوزارة هذه الاستقالة، مع أن قرار التجديد له بالعمادة فترة ثانية كان قد صدر للأسف قبل ثلاثة أيام من تقديم استقالته.

وبعد أن تكشف هذا للوزارة قررت ألا تترك واقعة هذا العميد تمر مرور الكرام، وألا تسمح له بالعودة لكليته دون إحالته للتحقيق عن طريق جامعته لأنه قد يرتكب جرما بها أخطر مما ارتكبه فى هذا المركز الوهمى، ونحن من جانبنا أيضا نضع هذه الجريمة بكل أبعادها أمام د.أحمد المنشاوى رئيس جامعة أسيوط ليتخذ ما يراه مناسبا فى مواجهة هذا العميد الذى كان يقود بنفسه إصدار شهادات مزورة كان خطرها على المجتمع أكبر من خطر تجارة المخدرات.