فى أروقة السياسة

التوعية فى مصر بدأت من رجال الدين

د. سمير فرج
د. سمير فرج

فى بادرة طيبة، قام د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الأسبوع الماضي، بإطلاق سلسلة ندوات التوعية للدعاة، بوزارة الأوقاف، وكنت أنا، من قدم الندوة الأولى، لدعاة محافظة القاهرة، عن حرب أكتوبر، ومخاطر الأمن القومى، المحيطة بالدولة المصرية، حالياً، وبعدها استعرض الأستاذ كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، الأخطار التى تعرضت لها مصر خلال الفترات السابقة والحالية، واختتم الدكتور خالد الجندى الندوة بحديثه عن ضرورة تنوير المجتمع، بما يتوافق مع المفاهيم والتعاليم الحقيقية للإسلام. 

والحقيقة أننى سعدت بتلك المبادرة الكريمة من وزير الأوقاف، وقرار سيادته باستمرار توعية رجال الدين، الذين يخاطبون المجتمع، من فوق المنابر، ابتداء من الأسبوع القادم، على أن تشمل كافة محافظات مصر، لأجل توعية المجتمع المصري بما تتعرض له مصر من مخاطر، خاصة فى الفترة الحالية. ولعل هذه المبادرة تكون بداية لمبادرات مماثلة، تشمل كافة أطياف المجتمع، باختلاف أنواعهم واتجاهاتهم، سواء بين رجال الكنيسة، والجامعات المصرية.

فقد قمت أنا، شخصياً، خلال الشهر الماضي، بإلقاء محاضرات بأكثر من 15 جامعة، سواء فى القاهرة، أو فى صعيد مصر؛ أسيوط وسوهاج، وغيرهم من المحافظات، أظن أن التوجه نحو المدارس أصبح ضرورة، فى ظل دورها التربوى والإيجابى فى توعية الطلاب، فى طابور الصباح، يومياً. بالإضافة إلى النوادى والجمعيات الأهلية، التى لابد وأن يكون لها دور مهم فى عقد الندوات التوعية، لتوعية الشباب، ولا ننسى دور النقابات، التى تشرفت بتلبية دعوة نقيبها للصحفيين، لإلقاء محاضرة فى مقرها، لأعضاء النقابة الكرام. 

والدليل على أهمية ذلك الدور، هو ما سمعته من أحد طلاب الجامعات، أثناء إلقاء محاضرة بها، عندما علق بأنه يسمع تلك المعلومات، لأول مرة، فلم أعف نفسي، وجيلى، من مسئولية عدم تثقيف الشباب، وتركهم فريسة لمنصات التواصل الاجتماعى، يتلقون منها معلوماتهم، وأخبارهم، ويشاركونها مع غيرهم من أبناء جيلهم، فيصدقونها، دون معرفة مصدرها، أو التحقق من صدقها ودقتها.

وفى ظل ما يدور حولنا من أحداث وصراعات، يتحتم علينا توضيح الحقائق، من خلال ربطها بالأحداث التاريخية، وهو ما يثبت أن مصر تتعرض للعديد من المؤامرات والمخاطر، على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، فى ظل ما نشهده، حالياً، من نشر الشائعات، كأحد الوسائل الرئيسية فى حروب الجيل الخامس، وذلك حتى نتمكن من التصدي لها، بموضوعية، وهنا يظهر دور التوعية، لتوضيح الحقائق من أجل مصرنا العزيزة.