وقفة

فيتو تشجيع العدوان

أسامة شلش
أسامة شلش

الحرب الإجرامية على غزة وشعبها وهذا الدمار غير المسبوق وتلك النزعة الشيطانية التى يقودها الصهيونى القاتل نتن ياهو وجيشه الدموى لإبادة الحياة على أرض القطاع وسكوت الحكومات الغربية دون شعوبها على ما يجرى تؤكد حاجتنا إلى عالم جديد لا تقوده أطماع استعمارية ولا دول تغمض عيونها عن الحق والعدل فى عدوان، تخيلوا أكثر من ٢٥٠ ألف مبنى تهدم و١١ألف شهيد بينهم ٧ آلاف طفل وامرأة و٢٨ ألف مصاب.

لا أتعجب من موقف مجلس الأمن الذى على مدى جلستين يرفض اتخاذ أى قرار ولو إنسانيا لوقف العدوان الإسرائيلى البربرى على أهلنا فى غزة استخدمت أمريكا وبريطانيا حق الفيتو اللعين للاعتراض على أى قرار يوقف الحرب.

صرخات العالم وشعوبه التى نجح الفلسطينيون لأول مرة فى تغيير نظرتهم بفضح ما تقوم به آلة الحرب العدوانية اليهودية لم تستطع التأثير على المجلس لاتخاذ قرار ينهى نزيف الدم، حتى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أبدى غضبه مما يحدث فى غزة وهو يصف ما يحدث بالكارثة الإنسانية الطاحنة ولكنه رغم موقعه لا يملك من أمر وظيفته شيئا، المجلس «ألعوبة» فى يد الدول الخمس الكبرى صاحبة حق الفيتو.

حتى الجمعية العمومية التى أصدرت قرارا تاريخيا بوقف العدوان وفتح الطريق للمساعدات الإنسانية لم تستطع أن تنفذه أو تفرض على إسرائيل وقف عدوانها أو توصيل المساعدات، ولا غرابة فى ذلك فمتى كان لقرارات الجمعية العامة أى احترام لدى عدو غاصب مجرم وأبسطها القرار ٢٤٢ الشهير بالانسحاب من الأراضى المحتلة بعد ١٩٦٧ وظللنا حتى الآن نتناقش هل نص على الانسحاب من الأراضى العربية التى احتلتها أو من أراضٍ عربية والفارق كبير بين الكلمتين.

ما يحكم العالم الآن هو المصالح فلا الحق أو العدل أو حقوق الإنسان التى يتشدق بها الغرب وأمريكا لها أى وزن فى أى قرار لا يوافق تلك الدولة.

العالم يحتاج إلى نظام دولى جديد بعيدا عن تلك المنظمة الدولية المتمثلة فى الأمم المتحدة بمجلس الأمن الأكذوبة أو الجمعية العامة التى تعجز عن تنفيذ قراراتها.

الأمر يحتاج إلى نظرة جديدة من دول العالم التى ترى عجز المنظمات الدولية عن حماية مصالحها أو دفع الظلم عن المظلومين نحتاج لمنظمات تفرض العدل والمساواة وتطبق حقوق الإنسان على الكل دون تفرقة وليست منظمات يلعب بها حق الفيتو.