بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: أوراق الضغط

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

بعد مرور أكثر من شهر على أحداث الحرب الدائرة فى غزة ، نستطيع في عجالة وفي هذا الحيز الضيق أن نتبين بعض الملامح ، وأن نضع أيادينا على بعض النقاط الأساسية ، لعلها تكون نبراسا لنا ولغيرنا ، في متابعة وتحليل ورصد ما يحدث والمشاركة في هذا الحدث التاريخي الفريد من نوعه . 
 أولا : 
أنه منذ بداية الأحداث والشارع العربي والإسلامي بل والعالمي في حالة غليان غير مسبوق ، وأعتقد إنه يحمل في داخله ، مخاض ميلاد جديد لحركة عالمية ، تفتح أبواب الأمل أمام مرحلة أخرى أكثر انفراجا وأكثر انتصارا  وأكثر استنارة .
ثانيا : أن الآداء البطولي للفلسطينيين من الناحية الفنية والسيبرانية ، تعد حدثا  فريدا من نوعه ، ومكانه الطبيعي ، هو الدراسة المتعمقة والاستفادة العلمية للأجيال المقبلة من خلال الأكاديميات  المتخصصة في هذا الشأن .
ثالثا : أن المعركة رغم ضراوتها وشراستها ودمويتها ، إلا أنها تضع النظام العالمي السياسى في محك صعب ، إما أن ينتهي ويتم خلق  نظام عالمي سياسي جديد تماما ، وإما أن يُعاد من جديد في مرحلة أخرى وبشكل مختلف .
  العالم يتغير ويتشكل ويتبدل ، وفي الأغلب الأعم يتغير إيجابيا على ضوء نتائج ومعطيات هذه الأحداث.
 أحداث غزة أكبر وأكثر بكثير من أن تعد الآن ، إنها ما زالت مستمرة ، وتخلق أمور كل يوم ، هي جديدة على العقل البشري ، سواء في الآداء السياسي أو القتالي أو العلمي أو الإعلامي أو الإنساني أو التضحيات والإبداعات البشرية. 
 ما قاله الرئيس بوتن رئيس روسيا الاتحادية ، وهو أحد الرؤساء المحترمين في العالم ، قال أن حصار غزة ، يُشبه إلى حد كبير حصار مدينة ستالينجراد الروسية في الحرب العالمية الثانية ،
 أقول له نعم يا سيدي الرئيس ، لكنني أعتقد أن قطاع غزة فاق حصار ستالينجراد وغيرها، لأنه ببساطة لم يطلق على ستالينجراد ، ما يوازي أربع قنابل نووية ، مما أُطلقت على نجازاكى وهيروشيما ، هذا لم يحدث في تاريخ البشرية من قبل ، لم يحدث أن ضُربت سيارات الإسعاف و مقابر الموتى والمستشفيات وحضانات الأطفال .
 أن جرائم  الإسرائيليين ، فاقت كل حدود العقل ، ووصلت إلى درجة من الجنون والوحشية غير مسبوقة.
وعلى كلٍ ، نحن نتطلع ، أن تصدر عن القمة العربية المحدودة المزمع عقدها في 11 نوفمبر  الجاري ، أي بعد بضعة أيام قليلة جدا في الرياض بالمملكة العربية السعودية، والتي تعقد على هامش قمة مجلس التعاون الإسلامي ،  قرارات قوية فعالة إيجابية ، 
إننا نأمل في صدور قرارات تشفي الغليل وتشرح الصدور، قرارات تستخدم أوراق وأسلحة الضغط العديدة التي تملكها الأمة العربية والإسلامية والتي لم تستخدم ولم تدخل المعركة بعد حتى الآن،
 نحن نملك المقاطعة الاقتصادية بكل ما تحمله الكلمة من معان، ونحن نملك وقف تصدير البترول والغاز وغيره من الثروات الطبيعية، نحن نملك إغلاق أسواقنا، وأن لا تكون سوقا رائجة للبضائع والمنتجات الغربية والصهيونية. 
موقف موحد للأمتين العربية والإسلامية ، سيقلب المائدة على الجميع ، نحن نملك الكثير جدا من أوراق الضغط ، ونملك الكثير جدا من أوراق القوة ، ومازال لدينا الكثير ممن يمكننا أن نستخدمه دون أن نطلق طلقة رصاصة واحدة .
علينا أن نواجههم بكافة ما نملكه من أسلحة والنصر لنا لأن الله لا يخزى المؤمنين أبدا، 
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. 
صدق الله العظيم.
[email protected]