«ميزان أوزوريس» رواية جديدة للكاتب محمد زيان 

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدر للكاتب الصحفي "محمد زيان" رواية جديدة بعنوان "ميزان أوزوريس"، وهي مستوحاة من محكمة الموتى الفرعونية التي يرأسها أوزوريس- سيد العالم الآخر، ورئيس الآلهة، ويجلس على يساره قضاة الأقاليم المصرية "الأثنى والأربعون"، وتحاسب المصريين على ما اقترفوه من أعمال في حياتهم الدنيا.

وذلك في إطار من ربط الماضي الفرعوني بالعصر الحديث، ومثول حكام مصر والسياسيون أمامها بأعمالهم الحسنة والسيئة، وسؤالهم عن أعمالهم لكي يتمكنوا من الرد عليها والدفاع عن أنفسهم، وعرض قلوبهم على ميزان العدالة أمام ريشة ماعت، ثم يعرض تحوت النتيجة على أوزوريس ليحكم بالقرار.

اقرأ أيضا|  فى الذكرى 53 لرحيل الزعيم الخالد عبد الناصر فى مواجهة إيزيس وأوزوريس «أمام العرش»

 وبينما يجلس أوزوريس على الناووس القائم فوق عرشه لمحاكمة المصريين، يدخل حورس إلى قاعة العدالتين، ومعه الميت لتقديمه إلى سيد العالم الآخر لتأخذ محكمة العدالتين مجراها في محاكمة ساسة الحاضر على ما فعلوه في الفترة الممتدة منذ عام 1981، وتولى الرئيس حسني مبارك الحكم حتى عام 2013 عام الجماعة، وسقوط حكمهم بثورة 30 يونيو، ثم حكم الرئيس عدلي منصور، مروراً بثورة يناير ومجرياتها وأحداثها. 

ويمثل ساسة مصر من وزراء وحكام ورؤساء أحزاب وبطريرك الكنيسة القبطية وشيخ الأزهر، وقادة الجيش أمام محكمة أوزوريس ليستبين الحق في مسرحية سياسية ذهب الكاتب فيها للجمع بين التراث الفرعوني والحاضر ومفرداته لتوضيح حقيقة ما جرى في مصر خلال هذه الفترات. 

وتحاكم محكمة العدالتين الذين أصابوا والمخطئين في حق مصر من السياسيين ورموز الحكم، فعين حورس كانت تراقب الأحداث كما يتكلم أمام والده أوزوريس، بينما أولاده الأربعة جالسين أمام عرش أوزوريس، وتجلس أختاه نفتيس وإيزيس خلفه، بينما يقوم أنوبيس رئيس الجبانة بدوره في المحاكمة وفثاً لقواعدها، وينتظر الوحش عمعميت نتيجة الميزان حتى يلتهم قلب الذي ثقلت موازينه ، ويكون القرار في يد القاضي أوزوريس رئيس الآلهة، إنا إلى الجنة أو النار أو يذهب الذين ارتكبوا بعض الهفوات إلى حفر منازلنا يعذبون فيها حتى يخرجوا للجنة حيث حقول الآيارو. 

يأتي الجزء الأول من الرواية - التي تصدر في جزءين، ويحاكم وزراء عصر مبارك وصولاً إلى اندلاع ثورة يناير، ثم الفترة الانتقالية التي حكم فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة البلاد ، ثم فترة حكم الرئيس عدلي منصور. 

وتناول الكاتب في إطار من الفنتازيا السياسية مجريات المحكمة وفق اتهامات وأعمال كل شخصية واردة في الرواية، وتتمكن كل شخصية من الدفاع عن نفسها بحسب ما يستطيع حتى نهاية الجلسة. 

حاول الكاتب أن يذهب إلى توثيق هذه الفترات في إطار المزج التاريخي بالحاضر لأسباب، منها التعريف بكيف كانت تجرى محاكمة المصريين القدماء أمام محكمة أوزوريس، وتوثيق أحداث الحاضر السياسية في قالب أدبي أمام محكمة العالم الآخر الفرعونية لتلقى هذه الفترات التي عاشتها مصر بما جرى فيها حاضرة مقاسة على عصر الفراعين وأدواتهم في الحكم على رجال مصر في كل العصور.

ولم يذهب الكاتب بعيداً عن الواقع في الاتهامات التي وجهها قضاة المحكمة للماثلين أمامها، بل هي ما قدموه من أعمال دون وكس ولا شطط ، في قالب تراثي فرعوني ليتيح للقارئ متعة السفر في عالم الحضارة والحاضر بما يضع الحقائق كاملة بين يديه.