«غزة تكتب قصصًا.. » قصة قصيرة للكاتب محمود أحمد علي

الكاتب محمود أحمد علي
الكاتب محمود أحمد علي

(1)

الديك لم يزل يصيح:

رغم مرضه الشديد الذي أضعف جسده وصوته؛ إلا أنه لم يزل متكئًا على الصبر والأمل.. لم يزل يصر على فعلته اليومية.. يستيقظ باكرًا ليصيح صارخًا بما تبقى لديه من صوت:

- واقدساه. واقدساه.. واقدساه.. واقدساه.. واقدساه..

دومًا يأتيه الرد.. الصوت سريعًا قويًا متوحدًا من شتى الدول العربية:

- خ خ خ خ خ خ خ خ خ

 

 (2)

تلك المعركة:

المعركة التي دارت لساعات طويلة؛ من أجل طرد العدو من الأراضي المغتصبة انتهت بالنصر، وتم استرداد الأرض التي لم ينبت بها ذرعًا؛ غير الأماكن التي ارتوت بدماء الشهداء.

 

 (3)

الحريق الهائل:

عندما عاد المناضل الفلسطيني وأسرته إلى بيتهم الذي اشتعلت النيران في محتوياته، من جراء القنبلة التي ألقتها الطائرة الإسرائيلية ظنًا منهم تواجد سكان بالبيت.

تعجبت الأسرة والجيران عندما تفاجؤوا بأن كل شيء صار رمادًا ما عدا تلك اللوحة التي كتب عليها:

«القدس.. اللهم احفظها بحفظك»

 

(4)

مسابقة أدبية كبرى

بعد انتهاء مدة المشاركة في المسابقة الأدبية الكبرى التي أقيمت على مستوى الوطن العربي في شتى فروع الأدب، وكان عنوانها:

«معًا لتحرير القدس»

تفحص الأديب - الذي أقام المسابقة باسمه – عدد الأعمال المشاركة في المسابقة فذهل من كم الأعداد الهائلة المشاركة في المسابقة.. همس متسائلاً في تمن:

-  ماذا لو تجمع عدد هؤلاء الكتاب واتحدوا كجيش واحد وذهبوا لتحرير القدس من بطش العدو ...؟!!

أغمض عينيه وسرح في فضاء سؤاله..

قرر أن يرسل جميع هذه الأعمال لتحرير القدس من بطش الاحتلال الإسرائيلي..

فطن العدو الذي يتجسس على أحلامنا، على الفور غطى سماء بلدته بسلك فتحاته ضيقة جدًا كمصفاة، تلك المصفاة لن تسمح إلا بدخول الجندي الجيد.. أقصد بدخول العمل الجيد منها فقط..

صدم صاحب المسابقة عندما لم يجد عملاً واحدًا نجح في اختراق السلك.

على الفور قرر إلغاء المسابقة، وكتب ثلاث كلمات معللاً ذلك على صفحات التواصل الاجتماعي: «لم ينجح أحد».