«العم وبيتُه» قصة قصيرة للكاتبة بسملة محمد

الكاتبة بسملة محمد
الكاتبة بسملة محمد

أكبر الأعمام سناً، كان أشدهم غلظة وليناً في آن. كان دائما ما يناديني بكابتن بيبو عاشقة النكلودين، وهذه النكلودين لم يكن لها مذاق إلا ببيت العم، فقد كنت أبيت أياماً ولياليَ ببيت عمي لا أفارقُ جيمي نيوترون الطفل العبقري حلال العُقد، وكاتس سكراتش القطط الثلاثة، وهم أنا وأبناء عمي كما كنا نتفق أو كما كنت أُرغمهم.

فأحدهم قط ذكي لطيف وآخر أبله والثالث أسود ماكر ولا داعي أن نتطرق لمن بهم هو الأسود الماكر وما كنا ننتهي من تلك اللعبة حتى تأتي الخامسةُ مساء وهي موعد المراهقة الآلية وهذه المراهقة الآلية أحد أهم أسباب تمردي (كما كانت تقول امرأة العم ) وعلى صرامتها كانت امرأة العم من مفضلاتي من بين زوجات الأعمام، امرأةٌ قويةٌ، تتحطم قبضتك إن وُجهت لها، وسط ثباتها العجيب لا هي صخرة فتُكسر ولا صلصالاً تعبث به الأيامُ .

دعك من إعدادها حلوى الأرز باللبن التي كانت سببا رئيسا لبدانتي في وقت ما.. وببيت العم تعلمت صنع البليلة والطعمية وتدميس الفول الذي كنت أُبغضه كثيرا والذي كان أيضا الليمون "بيوديه في حتة تانية خالص يا بسملة جربي منه بس، خايبة والله ما ليكي في الطيب نصيب"، تعلمت أيضا الصوم حتى وإن كنتُ بالسابعة، وأنَّ المولى يُعاقب اللذين يدَّعون الصوم فمن ثم يقرقشون الثلج خِفيةً.

 ببيت العم كسرت العديد من أطقم الصيني الفاخرة ركلا بالكرة، وسط صراخ امرأة العم، وضحكته هو: "يعني ملاقيتيش إلا الصيني يا بسملة ده ورث ده يا بنتي هيدفن مع مرات عمك"، مازلت أذكر تلك الأيام كما لو أن العمر الذي مضى لحظة، فأقصد بيت العم آملة بمجالسة أي ذكرى و..."راحوا فين حبايب الدار" التي كنت أتغنى بها في بيتهم، باتت تسؤلاً بكل مقصد لي إليهم .