أسر مصابى غزة يروون لـ «الأخبار» أهوال ساعات الرعب والدمار

الشكر لمصر قيادة وحكومة وشعبًا على مواقفها النبيلة

الأم المكلومة تعجز عن وصف المجازر الإسرائيلية
الأم المكلومة تعجز عن وصف المجازر الإسرائيلية

وثيقة: جئت مرافقة لابنتى المصابة وفقدت أربعة أحفاد مرة واحدة

 إسماعيل: أرافق ابن أخى المصاب بعد استشهاد أسرته بالكامل
أبو شموط: شقيقى سائق إسعاف أصيب فى قصف لقوات الاحتلال

عبر أبناء فلسطين القادمون للعلاج فى المستشفيات المصرية، عن تقديرهم للجهود التى تبذلها مصرفى تقديم الرعاية الطبية اللازمة لعلاج الجرحى المصابين فى أحداث غزة ، وقدموا الشكر الجزيل لمؤسسات الدولة والقيادة السياسية، على الخدمات التى تقدم لهم .. مؤكدين أنهم يستنشقون هواء الحرية فى مصر رغم  تركهم الأبناء والأهل والجيران ودائع فى معية الله.

التقت «الأخبار» مع عدد من المرافقين للجرحى الفلسطينيين فى قطاع غزة.. واستمعت الى قصص وحكايات يدمى لها القلب ، من الأهوال التى لحقت بهم جراء الوحشية التى يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلى بحقهم فى حرب همجية أوقعت آلاف الضحايا من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء «شهداء ومصابين»..

قال إسماعيل  من منطقة خان يونس ، مرافق لابن أخيه  15عاما ، والذى أصيب بشظايا فى الرأس أدت إلى تهتك فى الجمجمة: إن إسرائيل قامت بقصف منزلهم بصاروخ أدى إلى تهدمه عليهم وأسفر عن استشهاد 6 من أفراد الأسرة من بينهم الأب وزوجته وأشقاؤه ولم يتبق لابن أخيه من يرافقه سواه.. ويصف إسماعيل الوضع  فى غزة، بأنه أكثر وحشية من جانب إسرائيل التى تنفذ غارات على المنازل دون رحمة ولا تعير اهتماما بمن يموت سواء كان طفلا أو سيدة ، فهى تقصد ذلك عمدا وتدعى أنها تحارب حماس ، فما ذنب الأطفال الأبرياء فى كل مكان؟ فهى تريد أن تمحو أجيالا من الأطفال والنساء..

أما محمد أبو شموط من خان يونس، مرافق لشقيقه الذى أصيب فى قصف لسيارة الإسعاف فى اليوم الأول للحرب على القطاع ، حيث  كان يقودها شقيقه الآخر، كما تم قصف منزل العائلة ..وقد اصيبا هما الاثنان، وتم نقل أحدهما إلى مستشفى العريش العام ، وتم بتر ذراعه اليمنى وساقه اليمنى..

وأكد أن شقيقه خالد يلقى عناية طبية فائقة من جانب الفريق الطبى بمستشفى العريش العام، وهناك اهتمام شديد بالمرافقين من جانب مكتب خدمة المواطنين فى المستشفى «رعاية فائقة لم نشعر أننا تركنا منازلنا، فقد عوضنا أعضاء المكتب عن الأهل والأقارب والجيران، والكل يعمل بجد وبنظام كى يحصل كل فرد على واجبه ، ولا يسعنا سوى أن نقدم لهم الشكر الجزيل..

وكل أمنياتنا أن يتم تهدئة الأوضاع ووقف إطلاق النار.. كفاية الأعداد التى استشهدت بدون ذنب.. كفاية دمار..

عايزين نعيش فى أمن وسلام» .. أما «وثيقة» فهى سيدة مسنة من عائلة الطلاع ، من مخيم  النصيرات بغزة .. ترافق ابنتها التى أصيبت أثر تعرض منزلهم لقصف جوى من الطيران الإسرائيلى ادى إلى استشهاد أبنائها وزوجها واثنين اخرين  من أبناء نجلها الآخر ..فقدت «وثيقة»  4 أحفاد مرة واحدة ..الألم يعتصر قلبها..

عينها زائغة دون تركيز فهى جاءت لتوها من معبر رفح البرى الى مستشفى العريش العام، وتركيزها على باقى أفراد اسرتها الذين تركتهم وراءها وسط حرب لا ترحم..

أصيبت ابنة «وثيقة» بكسر فى العمود الفقرى وكسر فى الكتف من الناحية اليسرى وتؤكد أن الوضع سيئ للغاية وهناك عدة منازل تم قصفها بوحشية منذ 5 أيام ،الجثث والجرحى فى كل مكان وهناك مفقودون تحت الأنقاض يجرى البحث عنهم بطرق بدائية ..

وتجدد «وثيقة» بلسان حال أهل غزة المطالب بسرعة وقف إطلاق النار ودعم المستشفيات فى محافظات غزة بالأدوية والمستلزمات الطبية لسرعة علاج الجرحى من المصابين فى الأحداث.

وقدم المصابون ومرافقوهم  الشكر لمصر حكومة وشعبا على مواقفها النبيلة لدعم الشعب الفلسطينى فى محنته ، وتمنوا أن تنجح جهود الرئيس السيسى فى وقف التوتر والوصول إلى التهدئة ووقف إطلاق النار لحماية المدنيين من عمليات القصف التى لا تفرق بين كبير وصغير،  فالكل ينتظر دوره فى قائمة الأسماء التى سيحل عليها الدور فى الموت، دون أن يعرف الذنب الذى ارتكبه كى يموت، إذا كان هناك ذنب من الأساس..

وقد استقبلت المستشفيات المصرية بشمال سيناء وباقى المحافظات 130 حالة جرحى من المصابين الفلسطينيين فى أحداث غزة  منذ بداية وصول الجرحى عن طريق معبر رفح البرى للعلاج فى المستشفيات المصرية والمعاهد الطبية بالقاهرة، وذلك فى ضوء تنفيذ تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتقديم كافة أوجه الدعم الصحى للأشقاء فى قطاع غزة..

وأكد اللواء الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، أن الطواقم الطبية المتواجدة بمعبر رفح  البرى والمستشفيات، قدمت الرعاية الفائقة لجميع الحالات.

وأوضحت المصادر الطبية أن معظم الحالات الجراحية من المصابين الفلسطينيين من النساء والأطفال، معظمها تعانى من كسور ومضاعفات، وحروق بعد تهدم البيوت على رؤوس قاطنيها  بفعل قصفها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى.

 وبلغ عدد الجرحى والمصابين الفلسطينيين الذين استقبلهم مستشفى العريش العام حتى الآن 64 حالة، كما تم تحويل 12حالة جرحى إلى المستشفيات بمحافظة بورسعيد والإسماعيلية ، ومعهد ناصر ومستشفى 57 بالقاهرة ، لوجود تخصصات تسمح بتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم. كما  دخل الأراضى المصرية  12 طفلا فلسطينيا، عبر معبر رفح، للعلاج من أمراض السرطان فى المستشفيات المصرية المتخصصة فى علاج  الأورام .

وقد تم توقيع الكشف الطبى على كافة الأطفال، وتم نقلهم من خلال هيئة الإسعاف المصرية، إلى المستشفيات المتخصصة فى علاج أورام الأطفال . 
ووصل إلى الأراضى المصرية أمس 19جريحا وتم توقيع الكشف الطبى على كافة الحالات، وتشخيصها تشخيصا دقيقا.