وزير الخارجية يستقبل مفوض الأمم المتحدة وأمين سر حركة فتح

وزير الخارجية خلال لقائه مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان
وزير الخارجية خلال لقائه مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان

استقبل سامح شكري وزير الخارجية جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس المجلس الفلسطينى الأعلى للشباب والرياضة، للتباحث حول الحرب فى غزة، وجهود وقفها واحتواء تداعياتها على الأصعدة المختلفة.

وذكر السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم الخارجية، أن الوزير شكرى حرص خلال الاجتماع على الاستماع من أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح عن الأوضاع الميدانية والإنسانية فى كل من غزة والضفة الغربية، وتبادل التقييمات حول التحركات الكفيلة بإنهاء هذا الوضع المأساوى والتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية التى يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني.

وفى سياق متصل، أكد الوزير شكري على حتمية الوقف الفورى لإطلاق النار دون قيد أو شروط، وامتثال إسرائيل لأحكام القانون الدولى والإنساني، وبصفتها القوة القائمة بالاحتلال، والعدول عن الاعتداءات الصارخة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، فضلاً عن الضرورة الملحة لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كامل ومستدام لقطاع غزة دون عوائق.

كما أكد شكرى التزام مصر الراسخ تجاه مواصلة تقديم أوجه الدعم اللازم للسلطة الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطينى فى خضم هذه الأزمة، وأعرب عن رفض ازدواجية المعايير التى تتبناها بعض الأطراف الدولية، فى ظل عدم الاتفاق حتى اليوم على وضع الأمور فى نصابها الصحيح لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، ووقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية وتحديدها بمسمياتها بعيداً عن أى مبررات مغلوطة تحت غطاء حق الدفاع عن النفس أو مكافحة الإرهاب.

من جانبه، أعرب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح عن التقدير للدور المصرى الهام والممتد الداعم للقضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية، وما تضطلع به مصر على مسار احتواء الأزمة والحد من تداعياتها الإنسانية والأمنية، مؤكداً حرص الجانب الفلسطينى على مواصلة التشاور والتنسيق مع مصر على المستويين الثنائى والدولى حول مجمل أبعاد الأزمة.

وأكد شكرى عدم السماح لأى محاولات تستهدف النيل من حقوق الشعب الفلسطينى أو تصفية القضية الفلسطينية، مؤكداً على أن السبيل الوحيد لإرساء السلام الشامل والتعايش فى المنطقة هو من خلال دعم حل الدولتين، وإقرار حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

كما استقبل سامح شكرى وزير الخارجية أمس، فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان، فى إطار التشاور والتنسيق بشأن الأوضاع الإنسانية المتردية فى قطاع غزة، وما يواكبها من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان الفلسطيني.

وأكد المتحدث باسم الخارجية، أن المسئول الأممى حرص خلال الاجتماع على الاستماع إلى تقييم شكرى لتطورات التصعيد العسكرى الإسرائيلى غير المسبوق فى قطاع غزة، والتعرف على الرؤية والتحركات المصرية على مسار تحقيق الوصول إلى وقف لإطلاق النار، وإيصال المساعدات اللازمة لسكان قطاع غزة، وأشار إلى الصدمة الإنسانية التى يستشعرها الجميع جراء القصف الإسرائيلى المستمر للمنشآت المدنية وسياسات العقاب الجماعى من حصار وتهجير، تحتم على الأطراف الدولية الاضطلاع بمسئولياتها القانونية والإنسانية والسياسية تجاه إنهاء هذه الكارثة والتحرك الجاد لدعم وقف إطلاق النار فى أقرب وقت.

واستمع شكرى لتقييم المسئول الأممى للوضع الإنسانى فى القطاع، وخططه للتحرك لمواجهة الانتهاكات القائمة ورصدها والتحقق منها، واستعرض وزير الخارجية الجهود التى تضطلع بها مصر، ونتائج الاتصالات السياسية مع الشركاء الإقليميين والدوليين والمنظمات ووكالات الإغاثة الأممية، للدفع فى اتجاه الوصول إلى وقف لإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأشار شكرى إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود المنسقة من الأطراف المختلفة لدخول المساعدات الإنسانية بالنوع والكم الكافى لاحتياجات المواطنين بصورة مستدامة، وإزالة العوائق المتعمدة التى يضعها الجانب الإسرائيلي، وشدد على أن إدخال المساعدات لا ينبغى أن يثنى بعض الأطراف الدولية عن دعم الوقف الفورى لإطلاق النار.

وفى سياق متصل، أوضح الوزير شكرى أن اليوم يوافق مرور شهر منذ اندلاع الأزمة، وقد تجاوز عدد الضحايا من المدنيين فى غزة العشرة آلاف، بينهم ما يزيد عن الأربعة آلاف والثمانمائة طفل، وأشار إلى أن الأمر يمثل دليلاً صارخاً على ازدواجية المعايير التى تتعامل بها بعض الأطراف الدولية مع النزاعات المسلحة فى مناطق مختلفة، وأنه يتعين على المجتمع الدولى التدخل الفورى لوقف الاعتداءات الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، امتثالاً لالتزامات الدول فى إطار القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني.

ومن جانبه، ثمَّن المسئول الأممى الجهود المصرية على مسار احتواء تداعيات الأزمة والعمل على وضع حد لها، كما قدم الشكر للحكومة المصرية على تسهيل مهمته فى مصر وتمكينه من زيارة معبر رفح، مؤكداً الحرص على مواصلة التنسيق المشترك إزاء سبل الحد من الأزمة الإنسانية التى يتعرض لها المدنيون فى غزة.