نبض السطور

المحرقة الصهيونية تدخل شهرها الثانى

خالد ميري
خالد ميري

وحدة الشعب خلف القائد وقوة الجيش أجهضت مؤامرة القرن

خطط التهجير عمرها ٧٢ عامًا وتطل بوجهها القبيح مع كل أزمة

قنبلة لكل طفل والتهديد بالنووى.. هدية المجرمين الصهاينة لعالم فقد الضمير

نجحت القوى الناعمة المصرية فوصلت الحقيقة للرأى العام العالمى

مصر دولة قوية لا تمس.. كلمات واضحة وقاطعة قالها قائد وزعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى.. ووصلت الرسالة إلى الجميع.. للشعب المصرى الذى اطمأن وهو يقف موحدا خلف القائد يثق فى حكمته وقدرته ورؤيته.. وصلت للأشقاء فى فلسطين الذين كانت قضيتهم وستظل قضيتنا الأولى.. ودافعنا عنها وعن حقوقهم وسنظل حتى إعلان دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وصلت الرسالة إلى الأصدقاء وإلى الأعداء..
وصلت لتجهض مخططاً استعمارياً يعود إلى ١٩٥١ هدفه تهجير الفلسطينيين من أرضهم المحتلة فى غزة إلى سيناء أرضنا المصرية التى ارتوت رمالها الطاهرة بدماء المصريين على مر العصور دفاعا عنها وعن كل قضايا العرب والمسلمين.
وحدة الشعب خلف القائد وقوة الجيش العظيم أجهضت المؤامرة.. لكنهم لا ينسون ولا يتوقفون.. ولهذا يظل الوعى حائط الصد.. وتظل وحدتنا وقوتنا كلمة السر.. لإجهاض كل مؤامرات وخطط أهل الشر الذين يتربصون بمصر وبفلسطين وبعالمنا العربى.
■ ■ ■
إسرائيل لم تكن تتوقع هجمات حماس يوم ٧ أكتوبر.. لكنها فى اليوم التالى مباشرة بدأت مجازرها البشعة ضد الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء فى قطاع غزة.
العدوان الإسرائيلى وجرائم الإبادة الجماعية دخلا شهرهما الثانى ومازالا مستمرين.. وفى شهرها الأول استخدمت قوة تفجيرية تعادل ضعف القوة النووية التى استخدمتها أمريكا ضد هيروشيما ونجازاكى فى اليابان.. الاستعمار الصهيونى الحديث يسير على خطوات أمريكا ومازال يحظى بدعمها ورعايتها.
لقد كان من نصيب كل طفل فلسطينى قنبلة ومن نصيب كل سيدة فلسطينية صاروخ.. ومازالت الدماء تسيل أمام أنظار العالم الذى يبدو أنه فقد النظر.. رغم ما بدا واضحا بعد مرور شهر بأن الرأى العام العالمى خاصة فى أوروبا وأمريكا أصبح منحازا تماما للحق الفلسطينى ضد الجرائم البشعة لآلة القتل الصهيونية.. لكن قادة دول الاستعمار الغربية مازالوا يغضون النظر عن الجرائم ويتحدثون عن حق القاتل فى ذبح ضحيته دفاعا عن نفسه.. هكذا قال السيد بلينكن وزير خارجية أمريكا فى زيارته للعاصمة الأردنية عمان.. لكن الرد المصرى عبر وزير الخارجية سامح شكرى كان واضحاً قويا.. هذه جرائم حرب ولا يمكن أبدا وصفها بالدفاع عن النفس.. ولابد من وقف فورى لهذه الحرب الإجرامية دون قيد أو شرط.
■ ■ ■
فى بداية حربها الإجرامية استغلت إسرائيل هجمات حماس لتكسب تعاطفاً سريعاً كان جاهزا من قادة الغرب.. وادعوا أن من حقها كدولة محتلة أن تدافع عن نفسها ضد الشعب المحتل الذى يقاوم ويدافع عن أرضه وعرضه وحريته.
لكن الأهم ما خرج إلى النور فى اليوم الثانى مباشرة لانطلاق هذه الحرب.. تصريحات قادة إسرائيل وتقارير أجهزتها المخابراتية التى بدأت تسربها لكبرى الصحف العالمية.. عن خطط جاهزة لتهجير الشعب الفلسطينى بالقوة من أرضه فى غزة إلى أرض سيناء المصرية الطاهرة.. وبعدها تبدأ المرحلة الثانية بترحيل أهل الضفة الغربية إلى الأردن.. لتتكرر نكبة جديدة للشعب الفلسطينى أشد وطأة من نكبة عام ١٩٤٨.. نكبة تنتهى بعدها القضية الفلسطينية تماما وتنقل إسرائيل القنبلة الموقوتة إلى أراضى مصر والأردن.
فى بداية الحرب ومع الانحياز الغربى الأعمى للدولة الصهيونية المجرمة بدا واضحاً أن هناك قبولا منهم لهذا المخطط.. وبدأت تسريبات عن إسقاط ديون مصر ودعمها بمبالغ ضخمة مليارات الدولارات، إذا وافقت على مخطط التهجير.. والحديث أيضا عن ضغوط وإغراءات على قادة حماس وفصائل المقاومة فى غزة للقبول بهذا المخطط الاستعمارى الإجرامى.
■ ■ ■
إسرائيل تفاجأت بما لم تتوقعه.. فمنذ اللحظة الأولى لتسريب خططها الإجرامية.. كان الرد المصرى واضحاً قوياً حاسماً.. لا لتهجير الفلسطينيين.. سيناء أرض مصرية ولا قبول بالمساس بالسيادة المصرية بأى ثمن مهما كان.. أعلنها زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى قوية واضحة لكل قادة العالم الذين سارعوا للاتصال به بمجرد انفجار الحرب.. أعلنها واضحة فى مؤتمراته الصحفية مع المستشار الألمانى شولتز ورئيس فرنسا ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا سوناك.. وقبلهم أعلنها واضحة قوية فى وجه وزير الخارجية بلينكن وللرئيس الأمريكى بايدن.. وبدا التنسيق واضحا مع الأشقاء فى الأردن والملك عبدالله الثانى بإعلان نفس الموقف القوى للجميع.
وفى قمة القاهرة للسلام حضر العالم كله وأعلنها الرئيس السيسى صراحة:لا للتهجير.. لا لتصفية القضية الفلسطينية.. لن يكون ذلك على حساب سيناء المصرية..
القضية ببساطة أن تهجير الفلسطينيين بالقوة إلى سيناء معناه تصفية القضية الفلسطينية نهائيا.. وبعدها نقل المقاومة الفلسطينية إلى سيناء لتنتقل الحرب إلى مصر وأرضها.. العدو الصهيونى أراد استغلال عملية حماس المشروعة وفق القانون الدولى لتنفيذ مرحلة جديدة فى حلمهم الإجرامى المجنون عن إسرائيل الكبرى من النيل للفرات ومن المدينة المنورة للبحر المتوسط.
لكن الموقف المصرى الصلب أجهض حلمهم الاجرامى فى مهده.. مصر دولة قوية لا تمس.. هكذا أعلنها الرئيس السيسى صراحة.. الجيش المصرى العاشر عالميا يمتلك أحدث الأسلحة من كل دول العالم.. والأهم يمتلك روح النصر أو الشهادة.. والعدو الإسرائيلى ذاق الهزيمة المريرة على يديه فى أكتوبر ١٩٧٣ ويعلم أن الجيش المصرى قادر على أن يفعلها كل مرة.. ومع الجيش القوى ظهر الشعب المصرى مارداً.. الشعب التف حول قائده وزعيمه دفاعا عن كل حبة رمل من أرض سيناء الطاهرة ودعما للشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية العادلة.
السلطة الفلسطينية وقادة حماس أعلنوها أيضا صراحة.. أيها المحتلون العابرون لن تمروا فوق جسدى.. الشعب الفلسطينى يفضل الاستشهاد فوق أرضه على أن يتركها بقوة السلاح فى نكبة جديدة وأخيرة.. قادة الدول العربية جميعا أعلنوا نفس الموقف صراحة برفض تهجير الشعب الفلسطينى وتصفية قضيته.
بعدها لم يجد قادة الدول الاستعمارية سوى إغلاق هذا الملف ولو إلى حين.. وكما قال وزير الخارجية سامح شكرى عن التسريب الأخير للمخابرات الإسرائيلية.. هو كلام سخيف لا يستحق ردا.
الحقيقة أنه رغم إعلان قادة الغرب صراحة عن رفض التهجير القسرى والقبول بحل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية.. لكننا يجب ألا ننسى وألا تغيب مخططاتهم الخبيثة عن وعينا أبدا..
هذه محاولات قديمة بدأت عام ١٩٥١ على يد مدير الأونروا وبدعم أمريكى وقابلها رفض فلسطينى ومصرى صارم.. وتكررت مع الرئيس جمال عبدالناصر بعد نكسة ١٩٦٧ وأجهضها أهلنا الشرفاء فى سيناء.. وتواصلت مع الرئيس الراحل حسنى مبارك ورفضها بحسم.
المخطط جاهز وعاد إلى النور مع بداية الحرب الحالية.. لكن قوة الجيش ووحدة الشعب خلف قيادته نجحت فى دفنه داخل الرأس الخبيثة التى لفظته.. لكننا يجب ألا ننسى أبدا.. قوتنا ووحدتنا خلف جيشنا وقيادتنا هى حائط الصد المنيع ضد جرائم الصهاينة ومن خلفهم وضد أحلامهم الخبيثة المجنونة وتعطشهم الدائم لابتلاع أراضى وحقوق الشعوب بدعم غربى استعمارى واضح.
■ ■ ■
الخطر مازال قائما.. وجرائم إسرائيل اليومية للإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى الاعزل وقتل ما يزيد على ١٠ آلاف مواطن برىء بينهم ٥ آلاف طفل تفتحت عيونهم على مشاهد التفجير الإجرامية ثم أغلقت إلى الأبد.. هذه الجرائم هدفها دفع الشعب المحتل دفعا لمغادرة أرضه.. خاصة مع تعطيل وصول المساعدات من غذاء ووقود ودواء.. والحصار الباطل الظالم بقطع المياه والطعام والكهرباء وكل مظاهر الحياة عن أهلنا فى غزة.
الجريمة تتواصل.. واستهداف مصر مازال قائما داخل الرءوس المليئة بالألغام والمتفجرات.. ووعينا يجب أن يظل يقظا.. نثق فى قيادتنا ولانلتفت لشائعات إخوان الإرهاب الذين لا هدف لهم سوى إثارة الفتن.. لا دين لهم ولا وطن لهم.. يعيشون لنشر الشائعات الخبيثة لخدمة الصهيونية ومشروعها الاجرامى.. هذا دينهم منذ إنشاء جماعة الإرهاب على يد المخابرات البريطانية قبل أكثر من ٩٥ عاماً.
■ ■ ■
منذ اللحظة الأولى كان الموقف المصرى صلباً راسخاً لوأد مخطط التهجير وللدفاع عن الأشقاء فى فلسطين ودعمهم.. ونجحت مصر فى إجبار إسرائيل على فتح معبر رفح بعد أن أصلحنا ما خربوه لإدخال المساعدات للأشقاء.. وبعدها بدأنا نستقبل المصابين لعلاجهم.. واشترطنا عدم خروج الأجانب من غزة قبل دخول المساعدات وخروج المصابين للعلاج.. فدم الفلسطينى يساوى دم كل مواطن غربى ولا فرق بين إنسان وإنسان.
والأهم أن قوتنا الدبلوماسية عملت بكل طاقتها لتستعيد مصر دورها كمفتاح للحل والسلام.. الصحافة الغربية وكبرى قنواتهم الإعلامية اعترفت بدور مصر والرئيس السيسى فى قيادة المنطقة وانه لا حل إلا عن طريق مصر.. التقارير الصحفية والإعلامية تنشر بشكل يومى ومنتظم عن أهمية دور مصر وقيادتها.. ونجحنا فى إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة العالم من جديد.. جهد جبار هدفه الأساسى ألا تضيع دماء شهداء فلسطين.. العالم كله الآن يتكلم نفس اللغة أنه لا أمن إلا بالسلام.. وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.. والرأى العام العالمى تتجه قبلته الآن إلى حيث فلسطين وحق الشعب الفلسطينى.
والقمة العربية الأسبوع القادم تأتى فى موعدها.. إذا توحد العرب واستخدموا كل أسلحتهم للتفاوض سيتم حقن دماء الأشقاء فى فلسطين وإقامة دولتهم المستقلة.. فلسطين قضية مصر والعرب وخلفها نتوحد.. ونثق أن قرارات القمة العربية ستمثل دفعة هائلة ومستحقة إلى الأمام.
■ ■ ■
نجاح مصر امتد ايضا إلى استخدام كل وسائل قوتها الناعمة.. الإعلام المصرى وفى مقدمته قناة القاهرة الإخبارية.. ينقل الحقائق ويكشف فظاعة جرائم الاحتلال.. وينتزع ورقة التوت عن الاعلام الأجنبى المنحاز الذى فقد كل موضوعية أو مهنية.. ومع نجاح الإعلام المصرى بدأت تصل الحقيقة لكل شعوب العالم.. ورأينا قنوات وصحفاً غربية شهيرة تراجع نفسها وتنشر ولو الحد الأدنى من الحقيقة.
الفن والثقافة وكل وسائل القوة الناعمة فى الميدان.. ونجوم ومشاهير مصر فى كل مكان يدافعون عن سيادة مصر فى سيناء وعن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
الشركة المتحدة لعبت دوراً رائداً فى قيادة القوى الناعمة لتستعيد بريقها وتأثيرها.
■ ■ ■
إسرائيل مازالت تمارس إجرامها والغرب الآن يتحدث عن هدنات إنسانية.. وإسرائيل تقتل الأبرياء يوميا لفصل شمال غزة عن جنوبها.. وموقف مصر والعرب واضح.. لا نرفض الهدنة الإنسانية لكننا نريد وقفا فوريا للحرب المسعورة.
ما قاله وزير التراث الإسرائيلى بأنه يمكن ضرب غزة بقنبلة نووية.. يكشف الإجرام والتطرف والهمجية الإسرائيلية.. حرب دعاية مجنونة.. لكن الحقيقة أن إسرائيل ضربت غزة خلال شهر واحد بمتفجرات تساوى قنبلتى هيروشيما ونجازاكى النوويتين.
كل شعوب العرب وفى المقدمة الشعب المصرى مع الأشقاء فى فلسطين.. والمؤكد أن دعوات مقاطعة المنتجات الغربية للشركات التى تدعم المحتل الصهيونى مؤثرة وقوية ونرى نتائجها بتراجع هذه الشركات عن دعمها.. وهو أمر يجب أن يستمر ونتوسع فيه.. وفرصة لتقوية ودعم صناعتنا ومنتجاتنا المحلية.
■ ■ ■
مصر دولة قوية لا تمس.. والأهم أن نظل محتفظين بوعينا ويقظتنا ضد كل محاولات إخوان الإرهاب والصهاينة لزرع الفتن.. أن نظل ملتفين حول بلدنا وقائدنا وجيشنا القوى.. ووعد الله حق وإن غداً لناظره لقريب..
حفظ الله فلسطين وشعبها..
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقائدها.