فى الصميم

أمريكا تؤكد: إنها حربنا!!

جلال عارف
جلال عارف

أمريكا التى دمرت العراق تدميراً كاملاً بسبب كذبة متعمدة أطلقتها هى حول امتلاك العراق للأسلحة الذرية.. لا تفتح فمها الآن وإسرائيل تعترف -  على لسان وزير مسئول -  ليس فقط بامتلاك القنابل النووية، ولكن بأن استخدامها لمحو غزة من الوجود هو احتمال قائم!!


وأمريكا وحكومات الغرب التابعة لها التى جعلت المحكمة الجنائية الدولية تبدأ فوراً فى محاكمة روسيا وتصدر أمراً دولياً باعتقال الرئيس الروسى بوتين لاتهامه بجريمة حرب هى أنه نقل عدداً من الأطفال الأوكرانيين إلى أماكن أخرى (نقلهم ولم يقتلهم!!) هى نفسها الحكومات التى ترفض وقف إطلاق النار فى حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل والتى راح ضحيتها حتى الآن ما يقرب من خمسة آلاف طفل من بين عشرة آلاف شهيد سقطوا حتى الآن!!


وأمريكا وبريطانيا وعدد من دول الغرب التى تبنت على الفور الرواية الإسرائيلية الكاذبة بعدم مسئوليتها عن قصف المستشفى الانجيلى المعمدانى والكنيسة الملحقة به.. يصيبهم الخرس الآن وقنابل إسرائيل تنهال على كل المستشفيات الفلسطينية التى مازالت صامدة فى غزة لتصيب المئات من المرضى والأطباء ومن النازحين الذين لجأوا للمستشفيات بعد هدم بيوتهم. ولا يفتحون فمهم وصواريخ إسرائيل تطارد سيارات الاسعاف وتمنع وصول الجرحى إلى معبر رفح للعلاج فى مصر ثم تزعم أنها كانت تستهدف قيادات حماس(!!) وهى نفس الأكذوبة التى تطلقها وهى تهدم أحياء كاملة وتستهدف معسكرات اللاجئين، والوزير المعتوه صاحب حديث القنبلة النووية يؤكد أنه لن يكون هناك فلسطينى فى غزة بعد الحرب، وأن التخطيط لبناء المستوطنات هناك يمضى على قدم وساق!!
لكن -  والشهادة لله -  لن نجد هذه «السلبية» فى كل المواقف.. فها نحن فى الوقت الذى أعلن فيه حزب الله اللبنانى عدم التصعيد فى موقفه، وأبعدت إيران نفسها عن المشاركة المباشرة فى الحرب حتى الآن على الأقل.. نجد حاملة الطائرات الأمريكية «ايزنهاور» تنضم إلى الحاملة الأخرى «فورد» وسفن الأسطول المرافقة لها من أول أيام حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل.  ثم فى نفس اليوم الذى تحدث فيه الوزير الإسرائيلى «إلياهو» عن ضرب غزة بالقنابل النووية، تعلن الولايات المتحدة عن وصول الغواصة النووية الأمريكية إلى شرق البحر المتوسط.. والهدف ليس بالطبع ردع إسرائيل لا سمح الله، وإنما الإعلان للجميع أن هذه هى حرب أمريكا(!!).. وليتها مافعلت، فلن تضيف إلا فشلاً جديداً ستدفع ثمنه غالياً!!