إنها مصر

الحدود المشتعلة !

كرم جبر
كرم جبر

اقتبس من الرئيس عبدالفتاح السيسى تعبير «الحدود المشتعلة» ، وهو يتحدث عن «الاستقرار» وسط محيط يموج بالاضطرابات، وهو للمصريين مسألة حياة أو موت، فلا مكان يتسع لهم سوى أرضهم ومهما كانت الشكوى فلنا وطن يحتوينا.
المصريون لا يستطيعون الهجرة إلى أى مكان مجاور إذا -لا قدر الله- حدث لبلدهم مكروه، ولنا وطن يحتوينا ونعيش فيه أحراراً، نشكو أحيانا منه ولا نطيق البعد عنه، ولا تسعنا أرض سوى أرضه ولا نستظل بسماء إلا سمائه ،يجب أن نحافظ على بلدنا .

مصر هى التسامح والمحبة والتوافق والتعايش وقبول الآخر والانسجام، ولم تكن يوماً من الأيام بلد الإرهابيين الذين يحملون سيوفاً وحراباً وخناجر وأعلاماً سوداء.. وكنا نتساءل فى حكم الإخوان: هل عادت مصر إلى زمن الغزوات وحروب الكر والفر؟.


مصر ليست مستنقعاً للصراعات، وحين استحضر الإخوان فى عام حكمهم الأسود نماذج لحروب دينية، بالسيوف والجنازير والخرطوش، ونشروا الفوضى فى الشوارع والميادين، انتفض المصريون لاستعادة وطنهم، وإعادة الأمن والطمأنينة.
المصريون لا يستطيعون الهجرة إلى أى مكان آخر، فليسوا فى جلد الشعوب التى نزحت من بلادها بحثاً عن الحياة فى الخيام والمعسكرات، والمصرى الذى يترك بلاده تظل روحه معلقة بها، ويعيش حالماً بالعودة.
جيراننا من الدول الشقيقة جاءوا إلى بلادنا فرحبنا بهم أشقاء، ونتمنى لهم من كل قلوبنا أن تعود بلادهم قوية متعافية، ولا تستطيع تلك الدول استقبال الملايين إذا لا قدر الله حدث مكروه لمصر.


فى الشرق الحرب الدائرة فى غزة ، وتبذل مصر ما فى وسعها لحقن دماء الشعب الفلسطينى ووقف المجازر وإدخال المساعدات الإنسانية ، وتعمل على إحلال السلام فى المنطقة وأن يرى حلم الدولة الفلسطينية أرض الواقع ، وأن تكون حدودنا هادئة وطبيعية.


وفى الشمال البحر المتوسط ومراكب الموت وقراصنة البحار، والتى نجحنا والحمد لله فى القضاء عليها ، بعد أن كانت الأمواج العاتية ومراكب الموت هى مصير المهاجرين، ومن ينجُ منهم يستقبله حراس الشواطئ الجبابرة فى الدول الأوروبية، ويعيش فى أماكن أشبه بمعسكرات الاعتقال أيام النازى.


وغرباً ليبيا البلد الجميل الذى يسعى شعبه لاستعادة السلام والهدوء والتقدم والتنمية، ونتمنى له الخير، وأن يعود فاتحاً ذراعيه للعاملين وليس المهاجرين .
مصر معجونة بالإبداع، إبداع الحياة التى تحتوى الجميع دون تمييز بسبب دين أو جنس أو عرق، وإبداع التعايش السلمى الآمن وكراهية العنف والدماء.. وإبداع المصريين فى حب بلدهم والدفاع عنه، فليس لهم أرض سواها ولا قبر سوى ثراها.
مصر لم تكن ولن تكون إلا وطناً للمصريين ،ولن تتنازل عن شبر من أراضيها كما كانوا يخططون ، يحميها شعبها العظيم الذى يلتف حولها حين تواجهها التحديات.