كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون بريطانيون في معهد كيمياء الدماغ والتغذية البشرية، بلندن، أن الحمية الغذائية الخاطئة، التي تفتقد العديد من العناصر الغذائية الرئيسية هى تلك التي تحتوي على أوميجا 3 «الماكولات البحرية»، هي السبب في تدهور صحة الدماغ وانكماشه، وتدني مستويات درجة الذكاء.
وقال البروفيسور مايكل كروفورد، مدير المعهد، والباحث الرئيسي في الدراسة: «تقلص حجم الدماغ البشري بنسبة 20%، وانخفضت معه درجات معدل الذكاء بشكل مطرد بينما زادت حالات المرض العقلي بشكل كبير، ويعاني حالياً، واحد من كل خمسة أطفال ومراهقين في العالم حالة صحية عقلية».
ويلقى باللوم على الأنظمة الغذائية الحديثة، حيث يتكيف جينومنا مع تناول الأطعمة البرية التي تناولناها أثناء تطور جنسنا البشري، إذ طور أسلافنا دماغاً فريداً يبلغ 1600 سم مكعب، وهناك أدلة على استغلال الإنسان العاقل المبكر للأغذية البحرية التي جعلته يصبح أكثر ذكاء وأكبر دماغاً، من خلال تناول بلح البحر والمحار وسرطان البحر والأسماك الغنية باوميجا 3.
وجميع أدمغة الثدييات غنية بأوميجا 3، ويختلف حجم الدماغ بحسب كمية استهلاك المأكولات البحرية، في حين أن النظام الغذائي النباتي له فوائد عديدة، إلا أن الذين لا يأكلون الأسماك، معرضون للخطر بشكل خاص ويجب عليهم الحصول على مكملات أوميجا 3، من الطحالب.
وحلل الباحثون درجات الذكاء للرجال المولودين بين عامي 1962 و1991، ووجدوا أن الدرجات انخفضت بشكل مطرد بين أولئك الذين ولدوا بعد عام 1975، والأمر كله يعود إلى النظام الغذائي.
وأضاف كروفورد: «يرجع الانخفاض إلى عوامل بيئية، وأظهرت دراسة أخرى أجريت في الولايات المتحدة، أن درجات اختبار الذكاء انخفضت خلال فترة 13 عاماً، بالتزامن مع تغيير في النظام الغذائي الغربي بالابتعاد عن الدهون والتوجه نحو استهلاك الكربوهيدرات والسكر، بناء على الاعتقاد الخاطئ بأن الدهون، وليس السكر، هي التي تسبب أمراض القلب وأنه يجب علينا جميعا تناول نظام غذائي قليل الدسم، وكشفت النتائج أن درجات معدل الذكاء انخفضت بنحو 7% لكل جيل».
