حكايات| خلع الأحذية في اليابان.. ثقافة تعود إلى حوالي 2000 عام

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تطورت ثقافة ارتداء النعال بعد الحرب العالمية الثانية  باليابان حيث انهم يطلبوا من الزوارفي اليابان خلع أحذيتهم ثم وضعها في خزانة الأحذية أو على الأرض وبدلاً من ذلك يتم ارتداء النعل أو الشبشب "حذاء خفيف، ليس له كعب، يمكن ارتداؤه ونزعه بسهولة"  داخل المنزل.

ويقول البعض إن عادة خلع الأحذية في اليابان تعود إلى حوالي 2000 عام من الآن، وهناك لفائف صور من فترة هييان (794-1185) تظهر الأرستقراطيين وهم يتبعون هذا العرف في منازلهم.

نظرًا لصيف البلاد الحار والرطب، فقد تم رفع أرضيات المنازل التقليدية قليلاً عن الأرض لمنع الرطوبة والسماح لرياح التبريد بالمرور تحتها. عند المدخل يخلع الناس الأحذية عند الدرجة المنخفضة، ثم يصعدون إلى الداخل.

يقوم اليابانيون بخلع أحذيتهم عند مدخل الباب الذي يكون عادةً منخفض درجة عن مستوى المنزل، ويطلق على هذه الدرجة أغاريكاماتشي، بينما يطلق على المستوى الأعلى الذي يوجد عليه الجزء الرئيسي من المنزل تاتاكي الصورة من بيكستا.

ويوجد أيضًا نعال خاصة للاستخدام في دورات المياه أما في الفنادق ذات الطراز الغربي فيمكن دخول إلى صالة الإستقبال مرتديًا الحذاء، ولكن من الشائع توفر النعال في هذه الأماكن أيضًا.

وظلت اليابان مغلقة في وجه معظم الأجانب لأكثر من قرنين من الزمان، حتى جاءت معاهدة عام 1854 مع الولايات المتحدة وبشرت بالانفتاح السريع للبلاد ووصول العديد من الزوار الغربيين.

وبينما اعتاد اليابانيون خلع الصنادل التقليدية "زوري" أو القباقيب قبل دخول الاماكن المغلقة، إلا أن معظم الزوار الأجانب لم يكونوا معتادين على هذا الأمر.

ونظرًا لوجود عدد قليل من الفنادق ذات الطراز الغربي في ذلك الوقت، أقام المسافرون في مساكن على الطراز الياباني وكثيرًا ما واجهتهم المشاكل عندما دخلوا هذه الأماكن مرتادي أحذيتهم كما اعتادوا، حيث تعاملوا مع حصائر التاتامي على أنها نوع من السجاد، مما أدى إلى تلف هذه الحصائر المصنوعة من قش الأرز.

وظل الأمر على هذه الطريقة  حتى طلب سكان إحدى المستوطنات الأجنبية في "يوكوهاما" من أحد الحرفيين في طوكيو ويدعى توكونو ريسابورو حياكة ما يعرف الآن بالنعل أو الشبشب، في الحقيقة كانوا يرتدونه فوق الحذاء.

وكانت تشبه النعال الحالية حيث كانت مفتوحة عند الكعب، ويقال إن النعل الأيسر والأيمن كانا متطابقين في الشكل.

مع مطلع الخمسينيات من القرن الماضي بدأ النمط الغربي في المعيشة يغزو حياة اليابانيين، وأصبحت غرف الطعام ذات الأرضيات الخشبية أكثر شيوعًا، مما شجع مصنعي الأحذية في التفكير في حياكة نعال يمكن ارتداها داخل الأماكن المغلقة بمفردها وليس فوق الأحذية كما بدأ يفعل الغربيون في اليابان .

فخلع الأحذية عند مداخل الينابيع الساخنة "الحمامات العامة" و الأضرحة والمعابد والمطاعم اليابانية ذات الطاولات المنخفضة حيث يجلس رواد المطعم على الأرض هو أمر لا مفر منه في اليابان. ومن الشائع أيضاً رؤية رجال الأعمال يتفاوضون داخل غرفة الاجتماعات مرتدين بزات رسمية أنيقة مع النعال.

اعتاد اليابانيون الجلوس على حصير التاتامي أو الأرض، وقد عزز ذلك عادة خلع الأحذية المتسخة من الطرق غير المعبدة قبل الدخول إلى المنزل. تعتبر الحصير أيضًا مكانًا لوضع المراتب للنوم. حتى النعال التي يرتدونها داخل المنزل يتم خلعها قبل الدخول إلى الغرف المفروشة بالتاتامي.

وشدد عالم الاجتماع ناكانى تشي على أهمية الفصل بين الأوتشي "الداخل" والسوتو "الخارج" كطريقة لتحديد مساحات منفصلة في الثقافة اليابانية. يُنظر إلى المنزل من الداخل على أنه مساحة نظيفة، مقارنة بالفضاء الخارجي المتسخ، ومدخل المنزل هو حدود هذا الفضاء.

تتم إزالة الأحذية لمنع العناصر غير النظيفة من الدخول إلى المنزل.

وعلى الطلاب في معظم المدارس من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية خلع أحذيتهم عند المدخل واستبدالها بأحذية تسمى أواباكي في عصر إيدو (1603-1868) كان من الطبيعي أن يخلع الأطفال أحذيتهم داخل المدارس ويمشون حفاة.

لكن أدى التحول إلى المباني المدرسية الخشبية والخرسانية، ثم الانتقال من الملابس اليابانية إلى الملابس الغربية حوالي عام 1930 إلى فكرة استخدام أواباكي بدلاً من المشي حفاة القدمين أو ارتداء جوارب التابي. التصميم الحالي الشائع للأواباكي تم ابتكاره في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي وهو يشبه إلى حد كبير أحذية الباليه. هناك أيضًا مدارس تستخدم فيها الأحذية الرياضية التي تشبه الأواباكي.

يحاول مصنعي النعال باستمرار المنافسة من خلال الترويج لمميزات جديدة في نعالهم، مثل البطانات المريحة، والنتوءات للتدليك والعلاج بالضغط على كعب القدمين، والخصائص المضادة للبكتيريا ومقاومة الرائحة حتى أن هناك نعال يمكن ارتداؤها لتنظيف الأرضية مثل المماسح. كما أن هناك بعض النعال يمكن تنظيفها في الغسالات، وبعضها مزود بخاصية منع الانزلاق بعض الناس لديهم مجموعات مختلفة من النعال لتتناسب مع المواسم والمناسبات المختلفة.

اقرأ أيضا|حكايات|  3 جرائم قتل غامضة لم يتم حلها في كل العصور