ننشر نص اعترافات الأم أمام النيابة

بعد إحالة أوراق قاتلة ابنتها للمفتي .. «روان غلطت فى حقى وكان لازم أعاقبها»

المجنى عليها
المجنى عليها

حبيبة‭ ‬جمال

  بعد مرور160 يومًا على أبشع جريمة قتل ارتكبتها أم في حق نجلتها، تلك الجريمة التي مزقت العيون بكاءً، وغيمت لها السماء عزاءً، أسدلت محكمة جنايات فوه، وتحديدًا الدائرة الثالثة، برئاسة المستشار محمد حسين المر، وعضوية المستشارين خالد رمضان جعفر، وأحمد محمد خضر، الستار عنها بإحالة أوراق ربة منزل نحرت ابنتها التي تبلغ من العمر 13 عاما، إلى فضيلة المفتي لأخذ رأيه الشرعي في إعدامها، وحددت المحكمة جلسة يوم 12 ديسمبر 2023 للنطق بالحكم.. وفي السطور التالية نسرد نص اعترافات المتهمة.. والتي جاءت مثيرة.

أمام غرفة التحقيق، وقفت سهام، سيدة في منتصف العقد الخامس من العمر، طويلة القامة، متوسطة البنية، ترتدي عباءة سوداء اللون وغطاء رأس أسود وتنتعل في قدميها زاحفًا جلديًا أسود اللون، شاردة الذهن، تتذكر كيف كانت هذه الأم تعيش حياة هادئة، لكنها الآن عليها أن تتذكر تلك الليلة التي قلبت حياتها وفقدت فيها فلذة كبدها قتلا على يديها، وها هي اليوم تقف أمام النيابة وفي يديها الكلابشات الحديدية، تتساقط الدموع من عينيها دون أن تشعر، ولم تفق من شرودها إلا عندما طلبها رئيس النيابة للتحقيق معها.

*ما قولك فيما هو منسوب إليك من أنك متهمة بقتل ابنتك المجني عليها روان حافظ عمدًا مع سبق الإصرار بأن بيتي النية وعقدتي العزم على قتلها؟

أنا غلطانة

*متى حدثت الواقعة وأين؟                                                                                                                                                                                                 الأم‭ ‬المتهمة

الواقعة كانت بتاريخ 21/5/2023م، الساعة 6 مساء في بيتي الكائن بشباس الشهداء دائرة مركز دسوق.

*ما هي حالتك الاجتماعية في الوقت الحالي؟

أنا كنت متزوجة عرفي من «أ. إ» لكن قطعنا الورقة.

*ومتى نشأت علاقتكما تحديدا؟

من حوالي سنة تقريبا بعد ما زوجي مات.

*وهل رزقتي بأطفال من زوجك المتوفى أو زوجك التالي؟

أنا رزقت من المتوفى بأربعة أولاد، بنتين «أمنية وروان»، وولدين «محمد وحسام». 

*وما هي طبيعة علاقتك الأسرية بأولادك سالفي الذكر؟

علاقتي بيهم كويسة جدا ماعدا أمنية بيني وبينها مشكلات دائما.

*وما هي سبب تلك الخلافات؟

بنتي كانت رافضة ارتباطي وكانت معنداني دايما وفيه بيني وبينها مشكلات بسبب الموضوع ده وكان لما يحصل بيني وبينها خناقة كانت ترد عليا وتقف لي بالند لحد ما أوصل أن أنزل عليها ضرب.

*وهل لذلك الخلاف أثر على علاقتك الأسرية فيما بينك واولادك؟

لا خالص الدنيا كانت ماشية بنا عادي.

*وما هي طبيعة علاقتك الأسرية بالمتوفاة إلى رحمة مولاها روان حافظ؟

كانت ملاك وكانت ملزماني وعمرها مابتسيبني أبدا.

*وهل تم التقابل فيما بينك وروان في صباح يوم الواقعة؟

أيوه احنا كنا تمام جدا وكنا هنسافر اسكندرية نغير جو لكن حصل ما بينا مشادة كلامية.

*وما هو الخلاف الذي نشب فيما بينك وبينها؟

لقيتها بتقولي أنا عايزه اشتغل وأكلم ولاد وعايزه أكون زي أمنية واشمعنى هي بتمشي كلامها عليكي ياماما، وحصل ما بينا مشادة كلامية جامدة وأنا اتعصبت وكتمت في نفسي ودخلنا ننام في السرير أنا وهي.

*وما هو واقع ما تناهى إلى مسمعك منها؟

أنا كنت متعصبة جدا ومكنتش طايقة نفسي وكتمت غيظي ومش مصدقة إن روان ترد عليا.

*وما هي الحالة التي كانت عليها أثناء الخلاف تحديدا؟

هي كانت بتزعق وتعلي صوتها وتقول الكلام اللي أنا قولته ده وأول مرة في حياتها تعمل كده.

*وهل صدر منك حال تلك المشادة أية عبارات تهديدية أو ما شابه ذلك للمجني عليها؟

لا.

*وهل من أية أفكار قد تخللت إلى نفسك حال ذلك؟

لا خالص.

*وما الذي حدث عقب انتهاء ذلك الشجار؟

دخلنا ننام جنب بعض في السرير في أوضة النوم وفضلت اتقلب حوالى نصف ساعة ومكنتش عارفة أنام من حرقة الدم وإن ازاي روان الملاك دي ردت عليا بالطريقة دي.

*وما هي الأفكار التي راودت نفسك خلال فترة الأرق وعدم قدرتك على النوم؟

اتمنيت أمسك أمنية أضربها عشان هي اللي وصلت روان للحالة دي.

*وهل تمنيتي ازهاق روح المجني عليها في تلك اللحظة؟

لا خالص.

*وما هي الحالة التي كانت عليها روان قبل تعديكي عليها؟

كانت نايمة ومستغرقة في النوم.

*وما هي الحالة التي كنتي عليها قبل تعديكي عليها تحديدا؟

أنا قمت قعدت على السرير جنبها.

*وما الذي حدث عقب ذلك؟ 

جبت سكينة من على الكوميدينو جنب السرير وضربت روان وهي مستغرقة في النوم وقتلتها. 

*وهل كان تواجد السكين والمستخدم في الواقعة في ذلك المكان بمحض الصدفة أم بترتيب سابق منك؟ 

لا السكين دايما موجود هنا عشان بقطع به الليمون باستمرار. 

*وما هي كيفية تعديكي على روان بصورة من الدقة؟ 

ضربتها ضربة سطحية في رقبتها من قدام، فقالتلي ياماما فيه دم، ياماما هو انتي دي ولا حد تاني، صل على النبي ووحدي الله وقومي صلي ركعتين، عشان هي كانت متعودة تهديني بالكلمتين دول لما اتعصب رحت شايلة السكينة من على رقبتها وركبت فوقيها وبدأت اضغط بالسكينة على رقبتها من الخلف وقلتلها عشان تبقي تتعلمي تقولي عايزه أبقى زي أمنية وأكلم أولاد لحد ما فجأة سمعت صوت شبه خرير المياه كان فيه هوا طالع من رقبتها من ورا. 

*وهل حاولت المجني عليها المقاومة أو الاستغاثة؟ 

لا.

*وما الذي حال دون ذلك؟ 

عشان أنا نمت فوق جسمها وفضلت أضربها بالضغط بالسكينة على رقبتها من الخلف.

*وهل كان قصدك من ذلك التعدي على النحو السالف بيانه إزهاق روحها؟ 

كان قصدي أضربها مش اقتلها. 

*وضحي لنا ما الذي حال دون توقف التعدي الصادر منك تجاه الضحية عقب أن وجهتي الضربة الأولى إلى عنقها وبادرت نحوك بكلمات تقشعر لها الأبدان، فما كان منك إلا أن زدتي بنحر عنقها من الخلف زاهقة روحها؟ 

أنا معرفش أنا كنت متعصبة وماكنتش في وعيي ساعتها وكنت مكبوتة من جوايا وأنا فيا عيب إن أنا عصبية بزيادة. 

*كم عدد الضربات التي وجهتيها للضحية؟ وبأي موضع استقرت تلك الضربات؟ 

مش فاكرة كام مرة بس استقرت في رقبتها.

*وما هي الإصابات التي لحقت بالمجني عليها؟ 

أنا مشوفتش غير بنتي بتقولي ياماما فيه دم لحد ما فجأة سمعت صوت شبه خرير المياه كان فيه هوا طالع من رقبتها من ورا ولما فتحت النور لقيتها ادبحت. 

*وما هي الحالة التي كنتي عليها بعد ارتكابك الواقعة؟ 

فضلت في حالة ذهول وفضلت قاعدة شوية مش مصدقة اللي حصل. 

*هل حاولتي إسعافها أو الصياح للاستغاثة بالجيران؟ 

لا.

*وما الذي حال دون ذلك؟ 

أنا ماكنتش عارفة أفكر كويس وماكنتش في حالة طبيعية وفضلت أبص للشباك. 

*وما الذي حدث عقب ذلك؟ 

غسلت السكينة ولفتها بورقة وخرجت وأنا في حالة ذهول لحد ما وصلت عند الترعة ورميت السكينة في المياه. 

*وإلى أين كانت وجهتك عقب ذلك؟ 

رجعت البيت تاني وفضلت قاعدة في حالة ذهول لحد ما كبس عليا النوم ونمت جنبها لحد تاني يوم العصر تقريبا في نفس الميعاد اللي قتلتها فيه. 

*وكيف تمكنتي من الخلود في النوم لمدة12 ساعة بجوار الضحية؟ 

أنا محستش بنفسي.

*وما الذي حدث عقب استيقاظك؟ 

لما صحيت اتفاجئت باللي حصل لبنتي وبدأت استوعبه روحت كلمت ابن عمي وجالي من اسكندرية وطول الطريق يقولي أنا مش مصدقك أنتي بتكدبي عليا أكيد ضربتيها زي كل مرة وهي مغمى عليها قولتله لا أنا قتلتها لحد ما وصل عند البيت وخاف يدخل يشوف اللي حصل وأخدني من برا وداني المركز وهناك حكيت اللي حصل. 

وفي نهاية التحقيق وجهت النيابة للمتهمة تهمة القتل العمد، وتحولت القضية للمحكمة والتي أصدرت قرارها بإحالة أوراق المتهمة للمفتي.

محامي المتهمة

تولى المحامي محمد عبدالفتاح، الدفاع عن المتهمة وأثناء جلسات المحاكمة طلب تعديل الوصف من القتل العمد إلى ضرب أفضى إلى الموت، كما طلب بانتفاء القصد الخاص بنية القتل العمد وانتفاء ظرف سبق الإصرار والترصد، وبدأ يشرح للمحكمة تفاصيل الجريمة مؤكدا أن الواقعة تمت بالصدفة ولم يكن هناك نية للقتل، فقال: «بعيدا عن الأهواء والعواطف أديت واجبي نحو المتهمة ودافعت عنها، فليس هناك أي مبرر لقتل ابنتها وهذا يؤكد أنها لم تكن في حالتها الطبيعية، فبعد حكم إحالتها للمفتي طلبت مني أن أكمل الدفاع عنها وأطعن على الحكم، لذلك بعد صدور الحكم النهائي والحصول على الحيثيات سوف اطعن عليهونطلب عرض المتهمة على لجنة من الأطباء النفسيين، لأن المتهمة لم تكن في وعيها وقت ارتكاب الواقعة ولم تقصد قتلها ونحن نثق في القضاء العادل».

اقرأ أيضا : إحالة عامل قتل صديقه في شبين القناطر للمفتي.. والنطق بالحكم في ديسمبر

 

 

;